خبر حوار المصالحة: فتح تشترط الاعتذار لـ “أبو مازن”.. وحماس ترد: من يعتذر لمن ؟

الساعة 03:55 ص|15 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-المدينة السعودية

برزت عقبات جديدة امام توقيع المصالحة الفلسطينية مما أسهم في توتير الأجواء بشكل واضح، فيما رأت تقارير مصرية ان “هذه المرة يبدو أن المصالحة الفلسطينية أصبحت مهددة بالفشل تماما بعد أن زادت المواقف بين حركتى فتح وحماس فى تعنتها”، وكذلك “زيادة التوتر بين حماس والجانب المصري على خلفية وفاة يوسف شقيق سامى أبوزهرى المتحدث الرسمي باسم حركة حماس فى أحد السجون المصرية”.

فعلى صعيد المصالحة بين فتح وحماس ، كانت مصر قد أرسلت ورقة للحركتين لدراستها والرد عليها فى غضون يومين حتى يمكن لمصر استكمال جهودها ، وبالفعل قامت الحركتان بدراستها، وأعلنت فتح أنها سوف ترد عليها اليوم.

وقال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح فى المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو وفد الحركة إلى حوار القاهرة أنه سوف يحمل رد فتح اليوم فى زيارة خاطفة تستمر يوما واحدا.

واضاف فى اتصال هاتفى أجرته معه "المدينة" إن رد حركة فتح على الورقة المصرية إيجابي وليست هناك سوى ملاحظات بسيطة جدا لكنها لا تمس جوهر الورقة المصرية ويمكن لفتح أن تتنازل عنها فى سبيل إنجاح الجهد المصري.

وكشف الأحمد عن أن فتح قدمت عرضا للرئيس عباس بأن تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية في 25 يناير القادم في حال لم تتم المصالحة ، وأن موقف اللجنة المركزية للحركة اتخذ بعد الخطاب الأخير لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من دمشق والذي أعلن فيه عدم الثقة بالقيادة الفلسطينية ، مشيرا إلى أن هذا ورد فى رد فتح على الورقة المصرية.

وحول موقف فتح من المصالحة قال عزام الأحمد أن " لا مصالحة مع حركة حماس ما لم يعتذر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية الممثلة للشعب الفلسطيني فى الداخل والخارج ، وأنه بدون اعتذار مشعل لن نضع أيدينا فى أيدى حماس".

وقال الأحمد "حماس شنت هجوما شنيعا على الرئيس عباس واستغلت التقرير فى النيل من الرئيس ، وهو ما أساء للسلطة الوطنية الفلسطينية ، وإذا أرادت حماس مصالحة فليتعذر مشعل عن أخطائه وأخطاء حركته بحق الرئيس عباس".

وحول موقف فتح فى حالة ما لم يعتذر مشعل .. قال الأحمد " إذن لا مصالحة مع حماس فى هذه الحالة".

من جهته، رد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس على تصريحات الأحمد بالقول " من يعتذر لمن ؟ عباس هو الذى أخطأ بحق الشعب الفلسطيني وارتكب خطأ لا يمكن أن يغفره له التاريخ وحماس لا ولن تعتذر لهذا الرجل مهما كانت الضغوطات".

وأضاف الرشق " سلطة عباس خانت الشعب الفلسطيني وخانت الأمانة وضيعت حق الشهداء ولم تعد لتلك السلطة شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني ويجب عليهم أن يغادروا إذا كانت هناك بقية دماء لديهم".

وحول رد حماس على الورقة المصرية .. قال الرشق إن حركته لازالت تدرس الورقة المصرية من أجل التوقيع عليه وتحقيق المصالحة والرد سيكون قريبا ، مؤكدا حرص الحركة على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ، لذا فهي تسعى لتحديد التوقيت المناسب وتوفير أفضل الأجواء والمناخات الملائمة لتوقيع اتفاق المصالحة الوطنية.

من جانبها .. أعربت مصر عن قلقها الشديد من التصعيد فى المواقف الذى تشهده العلاقة بين فتح وحماس حاليا ورأت أن الحوار بالفعل مهدد بالفشل ما لم يتم ضبط النفس من قبل قيادات الطرفين.

وقال مصدر مصري رفيع المستوى فى تصريح خاص لـ " المدينة " إن الحوار الفلسطيني قرار مصيري للإخوة الفلسطينيين يجب أن يتخذوه ولا يمكن أن تتخذه مصر بالنيابة عنهم ويجب عليهم أن يتحملوا مسئولياتهم فى هذا الشأن ونحن من جانبنا نساعد قدر ما نستطيع.

وردا على سؤال حول التوتر الجديد على خلفية وفاة شقيق سامى أبوزهرى فى أحد السجون المصرية واتهام حماس لمصر بالتسبب فى وفاته وهل يمكن أن يؤثر ذلك على المصالحة الفلسطينية .. قال المصدر " نطالب الإخوة فى حماس بالتوقف عن تلك المهاترات الإعلامية التى تنعكس سلبيا على الحوار خاصة وأن الأمور لا تحتمل المزيد من العقبات والمشكلات".