خبر فقدان الخيار العسكري -هآرتس

الساعة 09:28 ص|14 أكتوبر 2009

بقلم: رؤوبين بدهتسور

 (المضمون: يصعب على امريكا اليوم مع فوز رئيسها بجائزة نوبل للسلام تحقيق الخيار  العسكري وضرب ايران واسرائيل لا تستطيع وحدها فعل ذلك وعلى ذلك يجب ان تتغير قواعد اللعب بحيث تصرح اسرائيل عن كونها دولة ذات قدرة ردع ذرية - المصدر).

ان اعضاء لجنة جائزة نوبل بمنحهم الرئيس براك اوباما جائزة نوبل للسلام قد قضوا على الخيار العسكري الامريكي في ايران. ان الجائزة الجليلة تشكل رئيس الولايات المتحدة، حتى انه لو أمر الجيش الامريكي بمهاجمة المنشآت الذرية الايرانية اذا فشل  التفاوض الدبلوماسي فسيضطر الى التخلي من ذلك الان. ان من الواضح ان من توج الان فارس السلام العالمي، لن يستطيع ان يخطو  خطوات حربية ازاء دولة لم تهاجم بلده. يمكن ان نقول بأسف ان جائزة نوبل للسلام هي التي ستقود ايران في السبيل الامنة الى السلاح الذري. اذا كان قد وجد أمل بأن ينهي هجوم امريكي المشروع الذري الايراني، فقد أتى اعضاء لجنة الجائزة وتفضلوا على مصير البرنامج الايراني.

يجب ان يجعل القرار النرويجي مقرري السياسة في القدس يعترفون بأن احتمالات ان تملك ايران سلاحا ذريا في المستقبل غير البعيد قد زادت زيادة كبيرة. ان بنيامين نتنياهو الذي كان على قناعة انه عاد من واشنطن وفي يده وعد امريكي بمنع ايران التسلح الذري بأي ثمن، يجب ان يسلم بفقدان الخيار العسكري الامريكي. اما احتمالات نجاح الخيار العسكري الاسرائيلي فهي منخفضة جدا اصلا. والنتيجة المستنتجة هي ان على اسرائيل ان تستعد لشرق اوسط جديد لا ترى فيه بعد صاحبة هيمنة ذرية.

الخطوة المهمة الاولى هي الكف عن التخويف. ان التصريحات التي تقول ان سلاحا ذريا في يد ايران يعني القضاء على اسرائيل قضاء مبرما لا حاجة اليها وهي مضرة. لانه اذا كان التقدير ان تستعمل ايران سلاحها الذري على اسرائيل فانه يحسن ان يسارع المواطنون للهرب من هنا. كذلك محاولات الاقناع بأنه يجب ويمكن الاستعداد للدفاع عن النفس في مواجهة السلاح الذري هي بمنزلة تضليل للجمهور. لا يمكن بناء ملاجىء ذرية لجميع السكان، والحديث عن نفق الكرمل في حيفا وقبو المحطة المركزية في تل ابيب في هذا السياق هذاء. كذلك الاعتماد على نظام دفاعي لمواجهة الصواريخ، مثل حيتس مخطوء لانه لا يستطيع ان يضمن دفاعا تاما، ويكفي صاروخان ذريان يخترقان شبكة الدفاع ليجبيا من اسرائيل ثمنا لا يحتمل.

ماذا نفعل اذا؟ اذا كانت اسرائيل تملك سلاحا ذريا كما زعم حقا، فاليتوجه الى الفائز الجديد بجائزة نوبل للسلام، وليتفق معه على تغيير وضع اسرائيل من دولة ذرية غامضة الى عضو ذات مكانة معترف بها في المنتدى الذري. ان تسليم اوباما بنهاية عصر الغموض الذري لاسرائيل سيمنع الضغط عليها من الجماعة الدولية ويكفيها العقوبات التي يجب على الادارة ان تفرضها على حسب القانون على دولة تتجاوز السقف الذري.

ان تصريحا اسرائيليا عن انها تملك سلاحا ذريا – اذا كان موجودا – سيغير تماما قواعد اللعب في المنطقة. فهو سيمكن من انشاء ردع متبادل صادق بين اسرائيل وايران عندما تملك هذه السلاح الذري. يدرك مقرروا السياسات في طهران جيدا معنى تحقيق الخيار الذري الاسرائيلي، ومعنى التأييد الامريكي للردع الاسرائيلي. ان المعرفة الايرانية الواضحة بأن كل محاولة للمس باسرائيل بسلاح غير تقليدي ستفضي بيقين الى تدمير ايران كدولة عصرية ستمنع حكامها أي تفكير باستعمال السلاح الذري. فالحكام حتى عندما يكونون مسلمين مؤمنين، لا ينتحرون مع دولهم. ان آية الله خامنئي واشباهه، بخلاف الصاق صورة الشيطان بهم كما يحاولون ان يفعلوا عندنا ليسوا لطفاء في الحقيقة لكنهم أناس عقلانيون.