خبر الجيش الإسرائيلي- هآرتس

الساعة 09:26 ص|14 أكتوبر 2009

سوريا قررت نقل كل الوسائل القتالية التي في حوزتها الى حزب الله أيضا

بقلم:  عاموس هرئيل وآفي يسسخروف

(المضمون: سوريا وحزب الله لا يزالان يخرقان قرار 1701 وحزب الله يتصرف في جنوب لبنان وكأنه بيته -  المصدر).

نشر الجيش الاسرائيلي امس صورا التقطتها طائرة صغيرة بدون طيار للقرية في جنوب لبنان حيث وقع اول امس انفجار في مخزن للسلاح تابع لحزب الله. وظهر في الصور أناس، هم اغلب الظن من نشطاء حزب الله، وهم يخرجون من المخزن غرضا يبدو كصاروخ بطول نحو 4 امتار، يحملونه على شاحنة وينقلونه الى مكان اخفاء في قرية اخرى.

        مصدر عسكري كبير ادعى امس، على خلفية الحادثة بأن سوريا اتخذت قرارا استراتيجية واضحا بموجبه كل الوسائل القتالية التي توجد في حوزتها، ستنقل ايضا الى حزب الله. ووصف المصدر الكبير الوضع بأنه قانون "الادوات المتداخلة" وقال ان قوة الامم المتحدة تخشى من الدخول الى القرى الشيعية في جنوب لبنان، وفي الغالب تمتنع عن فرض قرار 1701 لمجلس الامن والذي يحظر حيازة حزب الله السلاح من جنوبي نهر الليطاني، في نطاق القرى. وعلم من لبنان بداية ان الانفجار اول امس، في منزل نشيط من حزب الله في قرية طير فلاسي، شرقي صور، قتل خمسة اشخاص، بينهم رجل حزب الله وابنه. وتدعي المنظمة نفسها والجيش اللبناني بانه في الحادثة اصيب فقط نشيط من حزب الله وان الانفجار وقع في اثناء محاولة معالجة بقايا قذيفة اسرائيلية قديمة.

        وقال المصدر العسكري الكبير، ان تهريب السلاح من سوريا الى لبنان يتم الان على اساس دائم، اسبوعي. وقال ان "ايران تدفع، سوريا تهرب، وحزب الله يتلقى". وحسب اقواله فان حزب الله يحتفظ اليوم بعشرات الاف الصواريخ، جزء هام منها محفوظ بنحو 300 مخزن تنتشر بين نحو 160 قرية شيعية في جنوب لبنان. وادعى المصدر الكبير بان "سوريا تشعر الان بارتياح شديد، فليس هناك ضغط دولي عليها لقطع علاقاتها مع ايران ومحور الشرق. وهي لا تدفع أي ثمن على دورها في التهريب".

        واضاف المسؤول الكبير بان الجيش الاسرائيلي يلاحظ تخوفا متعاظما من جانب رجال القوة الدولية يونفيل من دخول القرى الشيعية للتفتيش فيها عن الوسائل القتالية. وقال "في الاماكن التي يحاولون فيها مع ذلك الدخول، فان الاحتكاك مع حزب الله يكون عاليا جدا بحيث يفضل رجال الامم المتحدة بشكل عام التخلي عن ذلك".

        وتعكس تصريحات المسؤول العسكري من الجيش الاسرائيلي احتداما في التعابير الاسرائيلية تجاه سوريا على خلفية المساعدة السورية لحزب الله وما يعتبر كاستخفاف متواصل من جانب دمشق بالاسرة الدولية. الانفجار اول امس، وهو الثاني من نوعه الذي يقع في مخزن للسلاح في غضون شهرين ونصف الشهر (الحدث السابق وقع في قرية خربة سليم)، يجري في توقيت مريح لاسرائيل ومحرج لحزب الله. حقيقة ان الطائرات بدون طيار التابعة للجيش الاسرائيلي تمكنت من تصوير المجريات في القرية بعد الانفجار لا بد ستستخدم في الحملة الاعلامية الاسرائيلية ضد حزب الله في الايام القريبة القادمة. ورفعت اسرائيل شكوى رسمية الى الامين العام للامم المتحدة، على تفجير مخزن السلاح التابع لحزب الله.

        اسباب الانفجار اول امس، مثل سابقه، ستبقى مجهولة على ما يبدو. وتصفه اسرائيل وحزب الله على حد سواء بانه "حادثة". ولكن في الوقت الذي كانت فيه "حوادث العمل" ظاهرة سائدة في اوساط المخربين الفلسطينيين الذين في معظمهم غير خبراء في استخدام العبوات الناسفة والصواريخ، في ذروة الانتفاضة الثانية، فان تكاثر الحوادث الاخيرة لدى حزب الله كفيلة باثارة الدهشة فبعد كل شيء يدور الحديث عن نشطاء ارهاب قدامى وعن منظمة راكمت عشرات السنين من التجارب في معالجة الوسائل القتالية.

        الناطقة بلسان القوة الدولية، ياسمين بزيان، اعلنت امس بان الجيش اللبناني يعمل بالتعاون الكامل مع القوة الدولية لاستيضاح ملابسات التفجير. ناطق اخر بلسان القوة، ميلوش ستروغر، قال للقناة الاولى الاسرائيلية: "نحن نوجد في مرحلة فحص الادلة. الامر الاهم هو القول ما الذي ادى الى الانفجار" وذكر ان مجلس الامن مدد تفويض القوة الدولية في جنوب لبنان قبل نحو شهر وامتنع عن اعادة تعريفه الامر الذي ظاهرا على ان الصلاحيات لدى رجال القوة تكفي في نظره لمهماتها.

        وتوثق الصورة الجوية الاسرائيلية ما يجري في منطقة مخزن السلاح، بعد وقت غير طويل من الانفجار الذي لا يوثق في الشريط. وتظهر في الصور مجموعة من الاشخاص تحمل اغراضا على شاحنتين، في احدى الحالتين يدور الحديث عن صاروخ بطول 4 متر.

        ويظهر في الشريط رجال حزب الله وهم يغلقون الشوارع المجاورة لمكان الانفجار ويحملون بسرعة السلاح على الشاحنتين. احدى الشاحنتين تتوقف في اثناء السفر والرجال ينزلون منها على ما يبدو لغرض تمويه افضل للصاروخ. في مرحلة متأخرة تنقل الاشياء الى مخزن اخر، في قرية دير قانون النهر، نحو 4 كيلومتر من مكان الانفجار. وفقط بعد نحو 3 ساعات يسمح رجال حزب الله لممثلي اليونفيل والجيش اللبناني بالدخول الى نطاق مخزن السلاح الذي هدم.

        توجد ثلاث استنتاجات اخرى من الحادثة الاخيرة:

•       الاستنتاج الاول هو ان قرار 1701 الذي انهى الحرب في آب 2006، وعرضته حكومة ايهود اولمرت كانجاز كبير يفرغ من محتواه بالتدريج فسوريا وايران لا تهربان عشرات الاف الصواريخ لحزب الله فقط بل ان المنظمة تتصرف في الجنوب وكأنه بيتها، دون ان تتجرأ الامم المتحدة او الجيش اللبناني على مراقبة خطواتها في قلب القرى الشمالية.

•       الاستنتاج الثاني يرتبط بالذات بتقرير غولدستون. في الاسابيع الاخيرة تقف اسرائيل في بؤرة انتقاد دولي حاد على سلوكها في حملة "رصاص مصبوب" في غزة. في غزة قلدت حماس حزب الله حين اخفت مخازن سلاحها وقيادتها خلف دروع بشرية من مئات الاف المواطنين. الحوادث الاخيرة في لبنان تدل على ان حزب الله زاد فقط مساعيه في هذا الاتجاه منذ نهاية الحرب قبل نحو 3 سنوات. وبتعبير اخر: مع انه في لبنان، خلافا لغزة، يوجد لسكان الجنوب الشيعة مكانا يهربون اليه، فان كل صدام مستقبلي بين اسرائيل وحزب الله سيكون ينطوي على قتال في قلب منطقة مبنية باكتظاظ، وبدمار كبير في البنى التحتية المدنية. الانتقاد العالمي القاسي من المتوقع ان يتكرر، بالتالي، في حالة مواجهة في الشمال.

•       الاستنتاج الثالث هو ان التوتر بسبب سلاح حزب الله يجب ان نراه في سياق اقليمي اوسع. اول امس نشرت ايضا قضية سفينة السلاح الالمانية التي توقفت، وفي حوزتها شحنة ذخيرة خفيفة لسوريا ولحزب الله. في ارجاء الشرق الاوسط وفي منطقة القرن الافريقي يدور الان صراع هائل الحجوم بين ايران وفروعها وبين الدول الغربية، التي تستعين ايضا باسرائيل وبمصر بسبب مساعي طهران تسليح المنظمات المتطرفة في المنطقة. نتف صغيرة من المعلومات عن هذه الحرب فقط تصل بين الحين والاخر الى وسائل الاعلام مثلما حصل في الايام الاخيرة في لبنان وفي البحر المتوسط.