خبر ممثل الجهاد في لبنان: المشاريع التي تسعى للقضاء على مشروع المقاومة لايمكن القبول بها

الساعة 08:36 م|13 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم: لبنان

أكد الحاج أبو عماد الرفاعي ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أن المشاريع التي تسعى للقضاء على مشروع المقاومة والممانعة في الأمة وحماية ودعم إسرائيل أنها مشاريع لا يمكن أن تقبل بها جماهير الأمة مهما كانت منهكة أو مغيبة.

وقال الرفاعي خلال ندوة نظمتها حركة أمل في مدرسة الاستشهادي أحمد قصير تحت عنوان " فلسطين والقدس.. بين مطرقة التهويد وسندان التواطؤ" إن المقاومة في خضم كل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهنا لا زالت وستبقى هي الخيار الوحيد لأنها التعبير الحقيقي عن روحية الأمة والخيار الأصوب لحماية القدس وتحرير فلسطين ودحر الاحتلال الغاصب.

وأضاف الرفاعي أن المخططات التي عملت القوى الكبرى على تنفيذها وأدت إلى احتلال فلسطين وقيام دولة العدو الصهيوني في المنطقة، وتقسيم العالم العربي والإسلامي إثر انهيار الدولة العثمانية، انطلاقاً من اتفاقية سايكس – بيكو التي أسست لقيام كيانات عربية ضمن مفهوم جديد كلياً على الأمة هو مفهوم "الدولة القطرية" ذات الحدود المرسومة والكيان الخاص. والتي عملت على تثبيت قبضة الحكم وإقامة مؤسسات هذه الدولة القطرية، وكانت تحتاج إلى الخبرات والمساعدات الغربية في توفير كافة مستلزمات إدارة الحكم والسيطرة لأنها تملك تجربة في ذلك، فبناء الجيوش وإقامة العروش كان يجعل من هذه الأنظمة متورطة في علاقات مع الغرب ومسايرته على حساب قضايا الأمة من أجل إقامة وتعزيز الكيانات وتثبيت العروش.

وتطرق الرفاعي إلى مسألة الاتصالات والعلاقات التي كانت سرية وتجري على استحياء من النظام العربي المتخاذل وتحت الضغوط الأمريكية.. إلا أن العام 1977 وتحديداً في 19 تشرين الثاني، عندما قام الرئيس المصري السابق أنور السادات بزيارة إسرائيل علناً وألقى كلمته الشهيرة أمام الكنيست الإسرائيلي تمهيدا لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد.. مما شكل مفصلاً ومنعطفاً تاريخياً وخصوصاً انه أسس لمرحلة تكريس القبول والاعتراف بإسرائيل، فما كان يجري سراً وخلف الأبواب المغلقة، أصبح يجري من خلال مؤتمرات دولية وكرنفالات واتصالات علنية وسرية أوصلتنا في نهاية المطاف إلى مدريد عام 1991، ثم بعد ذلك إلى فاجعة توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 التي مثلت انقلاباً في تاريخ الصراع وإجهاضاً لانتفاضة الشعب الفلسطيني، حيث شكلت السلطة الجديدة حارساً يسهر على امن الاحتلال، من خلال ملاحقة المجاهدين والتعاون مع العدو الصهيوني ضدهم..

وبين الرفاعي أن هذه التجربة كانت من أكثر التجارب مرارة على مستوى القضية الفلسطينية، وخصوصاً أن مسلسل التواطؤ لم يقف عند هذا الحد، فبعد اندلاع انتفاضة الأقصى حاولت الأنظمة العربية الالتفاف عليها من خلال المبادرة العربية للسلام في العام 2002، هذه المبادرة كانت اخطر من وعد بلفور، كون صاحب الحق هو الذي يفرط بحقه ويعترف بحق عدوه في اغتصاب أرضه وتهجير شعبه.. حتى الدعم العربي عندما تعلنه بعض الدول العربية لمحمود عباس والسلطة الفلسطينية، لا يكون بهدف عدم الانزلاق إلى تنازلات جديدة، بل هو يأتي في سياق الاستعداد المسبق على ما يبدو لتأمين غطاء عربي لأي اتفاق مهما كان حجم التنازلات فيه.. في محاولة للتخلص من هذه القضية ونفض أيديهم منها.

وأكد الرفاعي أننا لا نبالغ إذا قلنا إننا في مرحلة الاشتراك العربي في المجازر الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني، وخصوصاً أن كثير من العرب الذين يسمون أنفسهم بالمعتدلين يجاهرون بالانحياز السياسي إلى العدوان الصهيوني  تحت ذرائع واهية وغير مبررة.

وأعرب الرفاعي عن أسفه أن يدفع القدس والمسجد الأقصى ثمن هذا الانحياز السياسي والتواطؤ المذل، معركة القدس حقيقية والمسجد الأقصى مهدد بالانهيار، والتصعيد الصهيوني مخيف في ظل الاقتحامات التي تسعي لتكريس مشاركة اليهود في المسجد الأقصى لممارسة طقوسهم الدينية على غرار ما حصل في الحرم الإبراهيمي، تهويد المدينة المقدسة يمشي على قدم وساق والحفريات مستمرة تحت المسجد الأقصى والاحتلال جاد ويسير بخطى سريعة لمشروعه القائم على هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم، ما لم يكن هناك من يقف في وجهه، في حين أن العرب الرسميون لا يتحركون وكأن الكارثة لا تعنيهم، او كأن خياراتهم نفذت إلا من الإذعان والقبول بما يرتضيه لهم السيد الأمريكي..

مبيناً أن هناك 34 مستوطنة إسرائيلية في القدس فيها ربع مليون مستوطن، الفلسطينيون يشكلون 35% من السكان، سلطات الاحتلال اتخذت قرار إسرائيلي ألا يكون السكان الفلسطينيون أكثر من 12%،  ربما لا يعلم الكثير من الناس أن الجدار العازل وحده يعزل خمسين ألف من أهل القدس عن القدس في الوقت التي تصادر فيها هوياتهم المقدسية، هناك مصادرة للاراضي وهدم للبيوت، هناك 11 ألف بيت فلسطيني مهدد بالدمار، مئات البيوت خلال السنتين هدمت، ربما لا يعلم الناس أن إسرائيل تطلب من المواطن الفلسطيني هدم بيته على حسابه.

وأكد الرفاعي أن السلطة الفلسطينية أصبحت متورطة كثيراً في علاقاتها مع إسرائيل من خلال التنسيق الأمني والاعتقالات ضد المقاومين بما فيها كتائب شهداء الأقصى، وهذا يأتي في ظل تشجيع عربي يريد استرضاء أمريكا وإسرائيل.

وأظهر ممثل حركة الجهاد في لبنان أنه خلال حرب غزة كان هناك تحميل مسؤولية للشعب الفلسطيني ومقاومته عن جرائم الاحتلال، في موقف بات يشكل نهجاً لكل قيادات السلطة الفلسطينية، نحن نقول انه ليس هناك من خيار لوقف هذا النهج إلا عبر إعادة الاعتبار إلى المقاومة لأن ذلك وحده من شأنه حفظ الحقوق الفلسطينية وإفشال مشروع التسوية الذي يقوم أولا على حماية أمن إسرائيل..

وأوضح بأننا أمام فشل في المسار التفاوضي بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وأمام تواطؤ عربي رسمي وتآمر دولي على القدس والقضية الفلسطينية،  واستمرار الانقسام الفلسطيني، يعني باختصار أننا أمام حقيقة واضحة: لا يوجد أي مشروع قادر على حماية القدس وحماية فلسطين إلا المقاومة التي أثبت التجربة بالفعل أنها الوحيدة القادرة على استرداد الحقوق والحفاظ على المقدسات وتحرير الأراضي، فالمقاومة هي التي وضعت الكيان الصهيوني في دائرة الخطر بعد الضربات التي تلاحقت عليها بدءاً من انتصار المقاومة في لبنان في أيار 2000 وانسحابها من غزة في العام 2005 وهزيمتها في تموز 2006 في لبنان وصمود شعبنا ومقاومته في غزة أثناء العدوان الأخير عليها، كل ذلك ساهم في زعزعة ثقة الكيان الصهيوني بنفسه وأفقدته هيبته ونالت من قوة ردعه العسكرية، عدا عن أن المقاومة اليوم باتت تشكل خطراً يهدد وجود الكيان باعتراف كبار قادته ومسؤوليه بحيث أن الكيان الصهيوني أصبح يعيش أزمة وجودية وليس فقط أزمة أمنية كما في السابق.