خبر نيران الحرب الكلامية تشتعل بين الفلسطينيين

الساعة 08:05 م|13 أكتوبر 2009

نيران الحرب الكلامية تشتعل بين الفلسطينيين

فلسطين اليوم- وكالات

بعد أن تأمل الفلسطينيون خيرا في بشائر مصالحة قادمة تنسيهم لوعة الانقسام والفرقة المكتوين بنارها منذ أكثر من عامين, وبعد أن خرجت تصريحات التفاؤل والانتشاء بقرب التوقيع، انقلب المشهد رأسا على عقب، واندلعت نيران الاتهامات بين حركتي "فتح" و"حماس"، وتصاعدت من جديد حرب كلامية شرسة التهمت في طريقها أحاديث المصالحة وآمال تحويلها إلى واقع.

آخر قذائف هذه الحرب جاءت ظهر الثلاثاء 13-10-2009 عبر تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي هاجم حركة حماس بشدة، متهما قادتها في غزة بالاختباء والهرب إلى سيناء المصرية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة تاركة وراءها أهالي القطاع.

 

وقال عباس في كلمة له بالجامعة العربية الأمريكية في جنين بالضفة الغربية: "لن نقبل للانقلاب أن يستمر، ونهدف إلى إنهاء الإمارة الظلامية التي تريد حركة حماس إقامتها في غزة على أنقاض الشعب، ولن نسمح أبدا بذلك".

ورغم أنه عاد ليؤكد أنه مع الوحدة الوطنية ومع المصالحة التي تريدها مصر وحتى اللحظة الأخيرة، فقد توقع أن حماس "ستحاول اختلاق الأعذار للتملص من التزاماتها وعدم التوقيع على اتفاق المصالحة" في القاهرة.

 

وفي تعقيب فوري على خطاب الرئيس عباس قال ممثل حركة "حماس" في لبنان أسامة حمدان: إن عباس نزع عرق الحياء، وتجاوز الحدود بحديثه بهذا المستوى السوقي.

 

وأضاف في تصريح لقناة الجزيرة القطرية: "كان حريا به أن يتحدث عن المخططات الرامية لتهويد القدس، أو أن يصب جام غضبه على (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو، وعلى الإسرائيليين الذين اتهموه بتواطئه معهم في الحرب على غزة".

 

وأعلن نتنياهو أيضا الإثنين 12-10-2009 رفض إسرائيل إحالة أي من مواطنيها إلى القضاء لارتكابهم جرائم حرب على خلفية حرب غزة، ولم يعقب عباس على هذا التصريح في خطابه اليوم الثلاثاء.

 

ورد حمدان على اتهام عباس قادة حماس بالهرب إلى سيناء خلال الحرب الإسرائيلية قائلا: "هناك موقف مصري واضح يمكن الرجوع إليه.. نحن لم نسلم أمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجن أريحا (أحمد سعدات)، وقيادات حماس خرجت من القطاع لمقابلة الوفد المصري خلال الحرب.. عباس يحاول الاستخفاف بعقول الشعب".

 

وكان يوم الأحد الماضي قد شهد حربا كلامية في خطابين متعاقبين لعباس ومشعل اتهم كل طرف الآخر بتخريب جهود المصالحة وعدم الاحتكام لإرادة الشعب.

 

جولدستون؟!

 

ومن جهته، قال صلاح البردويل القيادي في حركة "حماس": إن خطاب أبو مازن يأتي في سياق "حملة إعلامية أعدت لها حركة فتح من أجل صرف الأنظار عن فضيحة تقرير جولدستون".

 

وكانت السلطة الفلسطينية قد طالبت مطلع الشهر الجاري مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتأجيل التصويت على تقرير القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولدستون الخاص بحرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة؛ الأمر الذي أثار ضدها انتقادات عارمة، وفي وقت لاحق أعلنت السلطة الفلسطينية الإثنين أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيناقش يوم الجمعة المقبل تقرير جولدستون الخاص بحرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة بناء على طلبها.

 

وأشار البردويل في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الرئيس عباس أعاد إنتاج أكاذيب قديمة -لا تنطلي على أحد- لحرف المسار عن الجريمة التي ارتكبها في جنيف، بحسب تعبيره.

 

وحول اتهامات حركة فتح لـ"حماس" بأنها تستخدم عاصفة "تقرير جولدستون" كذريعة للتهرب من المصالحة رد قائلا: "حركة فتح في وضع لا تُحسد عليه فهي لم تتوقع كل هذا الغضب الجماهيري.. معذورون هم في كيل الاتهامات لحماس ليل نهار.. نحن لا نهرب من المصالحة، بل إن حرص الحركة على إنهاء الانقسام وما أبدته من مرونة هو من أوصل الفلسطينيين إلى بر الاتفاق".

 

ونفى صلاح البردويل القيادي في حركة حماس ما تناولته وسائل إعلامية حول طلب مصر ردا نهائيا من الحركة على ورقة المصالحة خلال "24" ساعة، وقال البردويل: "هذه أخبار لا أساس لها من الصحة.. مصر لم تمهل الحركة أي مدة".

 

دحلان يهاجم مشعل

 

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح النائب محمد دحلان: "إن فتح قدمت عرضا للرئيس محمود عباس بأن تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية في 25 يناير القادم، إذا لم تفلح المصالحة المقرر إبرامها في القاهرة يوم 25 الجاري".

 

وأكد دحلان في مؤتمر صحفي عقد برام الله اليوم الثلاثاء أن موقف المركزية اتخذ بعد الخطاب الأخير لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الذي قال إنه "أشعل الفتنة".

 

ووصف دحلان خطاب مشعل بأنه "انقلاب سياسي على الشرعية والقيادة الفلسطينية، وانقلاب رسمي على منظمة التحرير، وانقلاب على الحوار الوطني الفلسطيني".

 

وشن دحلان هجوما واسعا على حركة حماس التي اتهمها باستغلال تقرير جولدستون لتعطيل المصالحة الوطنية، وقال: إن "الحركة لديها هدف واحد وهو الخلاص من قيادة فتح والرئيس محمود عباس".

 

وأضاف: "إذا أرادت حماس إعدام الرئيس عباس سياسيا أو جسديا فنحن معه"، مؤكدا أن فتح لن تتخلى عن الرئيس.

 

واتهم دحلان وسائل إعلام عربية ودولا عربية وغير عربية بالضلوع في الحملة ضد القيادة الفلسطينية والتحضير لها قبل تأجيل تقرير جولدستون.