خبر اليوم التالي للهجوم الإسرائيلي على إيران

الساعة 10:31 ص|13 أكتوبر 2009

اليوم التالي للهجوم الإسرائيلي على إيران

 

رونين يتسحاك ـ إسرائيل اليوم 12/10/2009

(رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في الكلية الأكاديمية الجليل الغربي)

"لا توجد قوة في العالم قادرة على مهاجمة إيران". هذا ما صرح به الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، خلال العرض العسكري الذي جرى في إيران قبل اسبوعين في الذكرى السنوية لاندلاع الحرب الإيرانية ـ العراقية. فهل هو محق؟

من المؤكد أن الخطط العسكرية لمهاجمة إيران، في حال وجودها، ستكون سرية، لكن من الواضح بأن أي هجوم إسرائيلي على إيران يحتاج إلى ثلاثة أمور: قدرة عسكرية عالية، معلومات استخباراتية نوعية وقنابل ذكية. ليس واضحاً ما إذا كانت هذه الأمور الثلاثة متوفرة في إسرائيل، لكن في حال توفرها، إضافة إلى صعوبة التنفيذ، يجدر أيضا فحص ردود الفعل المحتملة من قبل إيران إزاء خطوة إسرائيلية ناجحة والتطورات المتوقعة، وذلك بغية الاستعداد مسبقا لليوم الذي سيلي الهجوم.

رد عسكري فوري: الرد الأولي لإيران سيكون إطلاقا كثيفا للصواريخ باتجاه إسرائيل. فالقدرات العسكرية الإيرانية هي من أعلى القدرات في العالم، وهي تمتلك مخزونا كبيرا من صواريخ شهاب 3 التي تُغطي كل الأراضي في إسرائيل. ويكفي إطلاق الصواريخ باتجاه التجمعات المدينية الكبرى في البلاد للتسبب بعدد كبير من الإصابات.

اتساع دائرة القتال ضد إسرائيل: عمليا، ثمة شك في انضمام العالم الاسلامي كله إلى الحرب ضد إسرائيل. بعضه يشعر بأنه مهدد من قبل إيران، ولذلك سينظر بعين الرضى إلى عملية إسرائيلية للقضاء على التهديد النووي الإيراني. يبدو أن الجهات التابعة لإيران ـ حزب الله وحماس ـ هي وحدها ستستغل الحرب لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

تصاعد الارهاب: ثمة خلايا ارهابية نائمة تابعة لإيران، في دول عديدة، وهي تنتظر أمر العمليات. وتفيد تجربة الماضي أن إيران ستستغل الهجوم لاستخدام تلك الخلايا ضد أهداف إسرائيلية في الغرب.

مواجهة اقتصادية، ارتفاع أسعار النفط: مسألة إغلاق مضيق هرمز، وتشويش حركة تزويد النفط كوسيلة ضغط على الغرب، بُحثت من قبل القيادة الإيرانية قبل عامين. ردا على ذلك، ليس ثمة ما يمنع الولايات المتحدة من استخدام القوة لفتح المضائق بغية تنظيم عملية تزويد النفط، لكن مجرد التوتر العسكري في المنطقة، ولا سيما في حال استمراره لفترة طويلة، سيؤثر بالطبع على أسعار النفط.

مواجهة سياسية، عزل إسرائيل على الحلبة الدولية: الهجوم الإسرائيلي على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، سيقود إلى رد فعل دولي شديد تجاه إسرائيل، بحيث ستحاول إيران استغلاله من أجل الحصول على مشروعية الرد.في البعد السياسي، من شأن العملية الإسرائيلية تحقيق نتيجة معاكسة. فهي ستوحد الأمم المتحدة وسائر الدول حول إيران. وإذا لم تُنفذ العملية العسكرية الإسرائيلية بناء على موافقة الولايات المتحدة، فمن شأن هذا الأمر أن يؤدي إلى تدهور العلاقات مع الدول الغربية ومع الولايات المتحدة.

تعزيز النظام الإيراني: من شأن العملية العسكرية أن تفضي إلى تعزيز النظام الإيراني، الآخذ في الضعف خلال الأسابيع الأخيرة. وستجد الجهات المعارضة صعوبة في العمل ضد النظام الذي يتعرض لهجوم من قبل "العدو الصهيوني"، وستتكتل حوله وستضطر إلى دعمه وتأييده في ضوء العملية الإسرائيلية. في مثل هذا الوضع، سيبتعد احتمال سقوط النظام الإيراني.