خبر حوارات في دمشق عن فلسطين والجولان ..د . محمد صالح المسفر

الساعة 10:30 ص|13 أكتوبر 2009

حوارات في دمشق عن فلسطين والجولان ..د . محمد صالح المسفر

 

ـ القدس العربي 13/10/2009

بدعوة كريمة في الاسبوع الماضي من اللجنة المنظمة لمنتدى الجولان الذي عقد في الجزء المحرر من مدينة القنيطرة عام 1973 بعد احتلالها كاملة في حرب 1967، وحضر هذا المنتدى قادة فكر وكتاب وسياسيون من القارات الخمس، تحدث في هذا المنتدى الكثير من أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا ومن اسبانيا ومن الدول الاسكندنافية ومن الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا والهند،

وجاء في كلمة وزير العدل الأمريكي الأسبق رمزي كلارك: إن الدمار الذي شاهده بعينيه والذي أوقعه العدوان الإسرائيلي على القنيطرة يذكره بالدمار الذي أحدثه العدوان الأمريكي في فيتنام وهيروشيما '، ووقف المشاركون في هذا المنتدى (3000) مشارك على الأقل أمام الخط الحاجز بأسلاك شائكة وحقول ألغام مبعثرة وعلى مسمع من جنود الاحتلال الإسرائيلي، راح هؤلاء الناس ينددون بالاحتلال ويخاطبون المواطنين السوريين وراء هذه الموانع عبر مكبرات الصوت ويعلنون تضامنهم معهم ومناصرتهم ويشدون من أزرهم ويحيون صمودهم واعديهم بان يحملوا مأساتهم التي يعانون منها تحت الاحتلال إلى أوطانهم ليبلغوا شعوبهم بجرائم الاحتلال الصهيوني ضد الإنسان والطبيعة في الجولان. إنها كانت وقفة تضامنية رائعة أتمنى أن تستمر في قادم الأيام وحتى التحرير الكامل لتراب الجولان.

( 2 )

من فوائد هذه المنتديات والمؤتمرات اللقاءات الثنائية والمتعددة بين رواد هذه الفعاليات لتبادل الآراء والأفكار حول مواضيع الساعة، كانت الحوارات الجانبية تدور حول الجريمة الكبرى التي ارتكبتها السلطة الفلسطينية في شأن طلب تأجيل التصويت على تقرير القاضي الدولي غولدستون، وخطأ الوفد الليبي بدعوة مجلس الأمن للانعقاد للنظر في شان التقرير وكان الأولى والأسرع انجازا عرضه على الجمعية العامة ثم التدرج بعد ذلك، كان هناك إجماع على إدانة السلطة الفلسطينية على ما فعلت وعلى تبريراتها غير المنطقية في هذا الشأن.

تساءل بعض المشاركين من غير العرب عن ماهية هذه السلطة الفلسطينية، هل هي منظمة التحرير، أم هي حركة فتح رام الله، وماهي العلاقة بين التنظيمين إن كانا مختلفين ؟ يقول قادم من الأرجنتين كل ما نراه هم قيادات فتح في التفاوض مع الأمريكان والاسرائيليين، فأين قادة منظمة التحرير وهم الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، حاول بعض الإخوة من الفلسطينيين شرح هذه المعضلة وبعضهم من أنصار السلطة ولكنهم لم يوفقوا ولم يستطيعوا إقناع تلك النخبة من المثقفين المشاركين في الحوار.

( 3 )

أثار بعض المشاركين من العرب في جلسة عربية ـ عربية محدودة عددا من التساؤلات ماذا تريد حماس، وأشار البعض إلى أن حماس في غزة تمارس كل أنواع البطش التي كانت حركة فتح تمارسه على الناس، أثير موضوع احمد حلس وما جرى عليه من حركة حماس، وأثير موضوع مسجد رفح وما لحق بالمصلين فيه، ومع من تتفاوض حماس في جنيف وعلى ماذا، قال احد الحاضرين نحن في فتح محمود عباس نؤمن بأنه لا عودة للاجئين فلماذا الاصرار على امرمستحيل تطبيقه ؟ كل ما يمكن اخذه والمطالبة به تعويضات تدفع للاجئين وتوطينهم خارج فلسطين، ولا يمكن عودة مدينة القدس إلى ما كانت عليه قبل حرب 1967، ولا يمكن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كبقية الدول في الوقت الراهن، نحن نريد التعايش بأمن وأمان فيما نملك ولا غير ذلك. وتساءل فماذا تريد حماس، هل تريد امارة إسلامية في غزة ذات نفوذ إيراني ليكن، لكن هل تستطيع التعايش بين فكين شرسين مصري ـ إسرائيلي وفوقهم القوة الأمريكية، هل تريد تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ذلك أمر مستحيل كما قال بعض الأخوة الفلسطينيين في هذه الجلسة، هل تريد تحرير الأراضي التي احتلت من فلسطين عام 1967، وانفجر احد الأخوة منهم وقال حماس بكل بساطة في القول، لا نعرف ما تريد وقادتها متقلبون في أرائهم، وقال آخر من احد الفصائل في منظمة التحرير، حماس تشتغل بمفردها ونخاف الاصطفاف إلى جانبها لأنها قد تقدم على امر دون اتفاق معنا. وقال أخر من فصيل آخر نحن نريد العمل مع حماس لكننا نخاف أن تتفق مع فتح على تقاسم النفوذ ونصبح من الخاسرين، وانطلق ثالث يقول على حماس أن تصارحنا بمشروعها وتكتيكاتها لنكن على بينة من الأمر وبعدها نقرر.

آخر القول:كلام كثير وردود على كل ما طرح عن حلس والمقاومة، ومسجد رفح ومشروع حماس والمساحة في هذه الزاوية لا تسمح بذكر كل ذلك، ولكن على حماس أن لا تسلك سلوك فتح في اللعب والمراوغة والعنف وعليها أن تكون سلطة مقاومة وطنية لا سلطة تجارية كما هو حال منظمة فتح رام الله.