خبر حمامة سلام في المعركة الاولى.. هآرتس

الساعة 10:02 ص|13 أكتوبر 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

لا يعلم كثيرون هل يسخرون من لجنة جائزة نوبل للسلام او من الرئيس براك اوباما، لانه تفضل بقبول الجائزة. مع الهالة كلها لهذه الجائزة، فليس منحها محررا من الضغوط. فالجميع يعلمون ان انصار شمعون بيرس قلبوا العوالم ليحصل على جائزة نوبل للسلام مع اسحاق رابين، عن اتفاق اوسلو. لحظ ذوو العيون الحادة البسمة العصابية المستخفة لرابين، عندما خلدته عدسة تصوير التلفاز وهو يتلقى النبأ عن الجائزة.

قلب ايلي فيزل العوالم لسنين ليفوز بالجائزة. لكنه عندما منح الجائزة في 1986، قام ازاء عدسة تصوير التلفاز بوجه معذب وتساءل بتواضع: "لماذا أنا؟ لماذا انا؟" زعم غير قليل من الناس في امريكا انه اتجر بالكارثة.

في 1906 منحت جائزة نوبل للسلام الرئيس تيودور روزفلت، عن وساطته بين روسيا واليابان التي افضت الى نهاية الحرب بينهما. كان ذلك نفس روزفلت الذي قال: "لا يستطيع اي انتصار بالسلام ان يكون اكبر من انتصار حاسم في الحرب". كان منح الجائزة خطوة سياسية من قبل النرويج، التي قامت منذ وقت قريب كدولة مستقلة وارادت تأييدا امريكيا. وزعمت وسائل الاعلام الاسكندنافية ان لجنة الجائزة جعلت نفسها أضحوكة.

حقق أوباما تعبير "يوجد لي حلم" لمارتن لوثر كينغ. وهو خطيب ممتاز، ووسيم جدا. بخلاف جوائز نوبل في العلوم، التي تعطى لانجازات تامة، يختلف في جائزة نوبل للسلام – على نحو يشبه جائزة نوبل للادب. حصل شاي عغنون الذي لم يكن متواضعا كبيرا على جائزة نوبل للادب ودهش لتبين انه يتقاسمها مع شاعرة يهودية تسمى نيلي زكش. تساءل دهشا او مهانا: "من زكش هذه لم اسمع عنها قط؟" شعر ونستون تشرشل، الذي قاد العالم الحر للانتصار على هتلر بالاهانة حتى اعماق نفسه عندما حصل على جائزة نوبل للادب لا للسلام.

بلغت بشرى الجائزة غرفة نوم الرئيس في الخامسة صباحا. لا يستطيع احد ان يخمن اي تفكير جرى في خاطره. هل قال لزوجته فرحا "عرفت، عرفت"، ام فوجىء حقا. أقامر على المفاجأة. فهو ليس شديد الرضى عن نفسه، بحيث افترض انه أهل لهذه الجائزة. انه كخطيب متفوق لكن اوباما في هذه الاثناء يتحدث عن حل النزاعات بطرق التحادث فقط.

يذكر مع اطلالاته بمناحيم بيغن وانور السادات، الذين تحدثوا عن عدم وجود حرب بعد او سفك دماء. كيف مضى هذان العدوان، اللذان قتل بينهما آلاف الاسرائيليين والمصريين في حرب الايام الستة وحرب يوم الغفران، الى اتفاق سلام؟ لم يكونا ببساطة زعيمين خياليين. كان صعبا على بيغن مع نفسه ومع ايمانه، لكن كانت له زعامة وعلم ان الشعب محتاج للسلام. ومهد السادات الطريق لكنه دفع حياته ثمنا. لقد مات لكن السلام بقي وبقيت مصر اكبر قوة في المنطقة.

يقول أوباما هو ايضا بطريقته " لا حرب بعد" ويدعو الى حل جميع النزاعات بالمحادثة. هذا مطمح في هذه الاثناء. ما زال من الممكن ان يضطر الى زيادة القوة العسكرية الامريكية في افغانستان، وما زال لم يخرج من العراق حقا وليس واضحا كيف سيقنع ايران بالكف عن انتاج القنبلة الذرية. والاهم لنا: كيف سيفضي الى تسوية سلمية بيننا وبين الفلسطينيين؟

يوجد في العالم اليوم مليار و 350 مليون مسلم و 13.5 مليون يهودي. عندما يتحدث عن السلام في منطقتنا، يسأل السؤال بمن سيتأثر ومن يريد ارضاءه اكثر. هو كخطيب ممتلىء وعودا ويحصر عنايته في غايات كثيرة. لكن احدا منذ جانكينز خان لم يهزم المسلمين. لا يحصلون على جائزة نوبل عن انشاء مناخ جديد في السياسة.

اثار اوباما أملا كبيرا لخطبة القاهرة. وعندما يقول الان بتواضع انه سيبذل كل جهد لتسويغ الجائزة التي منحها، فان هذا الجهد لا يبدو في منطقتنا في هذه الاثناء. استجابت اسرائيل لخطبة اوباما في القاهرة وبينت انها مستعدة لمبدأ دولتين للشعبين. لكن حماس في غزة وأبا مازن غير مستعدين للتسوية. كلما كثرت علامات السؤال، احتيج الى علامة قراءة من اوباما. اي الى حل امريكي.

يمكن ان نقول على وزن مقالة معروفة ان جائزة نوبل للسلام هي الحمامة التي تظهر في المعركة الاولى. وسيقرر اوباما هل ستظهر في المعركة الاخيرة ايضا.