خبر توجد أمور لا نفعلها وحدنا.. معاريف

الساعة 09:46 ص|13 أكتوبر 2009

بقلم: عوفر شيلح

من السهل جدا ان نصنف الغاء مشاركة اسرائيل في مناورة اسلحة جو حلف شمالي الاطلسي، على حسب طلب تركيا، تحت المادة المعتادة "العالم كله ضد لنا ومن المؤكد ان تكون كذلك دولة مسلمة كتركيا". سهل جدا، وكثيرون ايضا يفعلون ذلك عندنا، اذ يدلون على توجهات معادية لاسرائيل عند وزير الخارجية التركي الجديد، احمد دبوطوغلو، الذي يقف في مقدمة جبهة الالغاء. وسهل جدا، ويوجد من يفعل هذا ايضا، تناول هذا على انه "اذا لم يشاؤوا، فلا حاجة". فعندنا افضل سلاح جو في العالم، هذا معلوم. واذا لم يشأ هؤلاء الاتراك ان يتعلموا منا كيف يطيرون طائرة فالخسارة كلها خسارتهم.

لكنكم اذا سألتم ضباطا كبارا في الجيش الاسرائيلي فانهم لن يشاركوا في هذه المشاعر. انهم يعرفون الحديث عن برودة، طفيفة لكنها متصلة للعلاقة بالاتراك. شارك سلاح البحر ايضا في مناورة مشابهة قبل عدة اشهر؛ نفذت المناورة في الحقيقة آنذاك كما خطط لها، لكن الحفل الصحفي الذي خطط له قبلها ألغي. يقولون في الجيش ان الاتراك يزوروننا هنا اقل ويحرصون على خفض العلاقات العسكرية الوثيقة على نحو عام بين الدولتين. ليكن، يقول الاسرائيلي الذي نشأ على حقائق الامن القائمة ها هنا منذ ستين سنة. دافعنا عن انفسنا من غيرهم حتى الان، وسنظل نفعل ذلك في المستقبل ايضا. انقضى ذلك، بحيث ان معنى تعبير "الدفاع عن النفس" اخذ يتغير، وكذلك التصور الذي يقول ان اسرائيل وحدها ستدافع عن نفسها لم يبق منه الكثير. ومن لا يفهم ان الدفاع عن اسرائيل يصحبه اليوم تعاون مع جهات اجنبية، ولا يمكن ان يتم من غيرها في واقع الامر، سينتبه ذات يوم على واقع غير لذيذ على نحو ظاهر.

من مسارات تهريب الصواريخ الى قطاع غزة، الى احباط مؤامرات الارهاب الدولي لتخريب أهداف اسرائيلية في البر والجو والبحر، الى احداث امكان عملياتي حقيقي لمهاجمة هدف بعيد، يوجد لجميع الواجبات الامنية ذات الشأن لاسرائيل قاسم مشترك واحد هو انها تحتاج الى تعاون، وعلم مسبق او موافقة متأخرة، بجهات أجنبية. ان معاملة الدول الاجنبية عامل ذو شأن في سؤال هل نستطيع منع اطلاق صواريخ ثقيلة على تل ابيب او تفجير جماعي لطائرة او سفينة، فضلا عن احراز دولة معادية لسلاح ذري. لا يفهم ذلك فقط من ما يزال اسير تصور يقول ان تهديدات اسرائيل الرئيسة هي الجيوش ا لنظامية من الجانب الثاني للحدود الدولية.

العالم الامني يفهم ذلك. لم تعد عملية تفجيرية – مساومة في دولة ما حدثا محليا اليوم. فاجهزة الاستخبارات تتبادل المعلومات، والجيوش تتبادل العلم، وضباط الربط ينقلون الامور في الوقت المناسب ويحضرون ساحة الحدث. وبهذا المعنى يتجاوز معنى وقيمة عملية مثل "الرصاص المصبوب" كثيرا سؤال كم آلمنا حماس. ان موضوعات ترى تكتيكية عندنا مثل: أمد العملية، ونوع السلاح الذي نستعمله، ووجود وسائل اعلام اسرائيلية واجنبية – قد تكون أهم كثيرا من سؤال الى اين سيتقدم لواء المظليين في العطاطرة، الذي يشغل الاعلام العسكري في اسرائيل على نحو محموم.

ليس الحديث عن "شرعية"، وهو مصطلح يفسر عندنا على نحو عام على انه "كم من الوقت سيعطوننا للقصف الى ان يقول العالم يكفي". الحديث عن فهم ان الحفاظ على أمن اسرائيل هو على نحو مباشر قضية تعاون دولي. والحديث عن فهم انه بغير نظم سلاح ما، لا يمكن تطويرها هنا، وبغير تعاون استخباري وموافقة سياسية، لن تستطيع ببساطة ان ندفع عن انفسنا الاخطار المهمة. والحفاظ على كل ذلك يقتضي ان يوجد وزن ذو شأن لاتخاذ القرارات حتى في المستوى التكتيكي. من اجل فهم ذلك فقط يحتاج الى الخروج من غلاف التمسكن وادعاء كوننا ضحية الذي نلف فيه انفسنا كل يوم يتشجيع قيادة عمياء غوغائية.