خبر موسى يحذر من تفاقم مشكلة ازمة المياه في المنطقة العربية

الساعة 04:08 م|12 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم من تفاقم مشكلة نقص المياه في المنطقة العربية واعتبرها تهديدا جديا في المستقبل القريب لأمن الانسان بل للأمن بمعناه الأشمل.

واوضح موسى فى كلمة له خلال افتتاح أعمال الاجتماع الاقليمي لاطلاق برنامج (حوكمة المياه فى الدول العربية) ان هناك تحديات كثيرة تواجه قطاع المياه فى الدول العربية مشيرا الى ان المنطقة العربية تدخل حثيثا الى طور فقر المياه.

وأعلن أن الأمانة العامة للجامعة العربية ستجري اتصالات مع البنك الدولي والجهات المعنية من أجل عقد مؤتمر دولي لمعالجة التهديد الذي تمثله السياسات الاسرائيلية في السيطرة على المياه في الأراضي العربية المحتلة ومصادرتها واستغلالها وتحويل مسارها وبناء المشاريع عليها مما يشكل تهديدا للأمن المائي في الاراضي الفلسطينية والأردن وسوريا ولبنان.

وأكد موسى أهمية معالجة أزمة المياه في الدول العربية والعمل على حوكمة المياه فيها وضرورة صياغة البرامج التى تساعد على مواجهة الأزمات القادمة فى المياه.

ودعا الى التعامل جماعيا مع قضايا المياه وندرتها وتغيير المناخ مطالبا بالتعامل بواقعية ومهنية مع الأزمات المتوقعة في قطاع المياه في المستقبل المنظور على مستوى العالم العربي.

وأشار الأمين العام للجامعة العربية الى أنه تم انشاء المجلس العربي للمياه الذي يعمل بجدية على وضع استراتيجية للأمن المائي في واضاف ان الاستراتيجية الجاري اعدادها تستهدف وضع خطة عربية شاملة لمواجهة العجز المائي وتحقيق الادارة السليمة للموارد المائية المتاحة بما يكفل تحقيق تنمية مستدامة في المنطقة العربية وحماية الحقوق المائية العربية فى المياه المشتركة.

وأوضح موسى أن الاستراتيجية تستند بصورة رئيسية على تحديد الأوضاع القائمة والرؤى المستقبلية للاحتياجات في ضوء الموارد المتاحة من جهة والمحددات والمعوقات المؤثرة من جهة أخرى.

وقال ان الاستراتيجية ترتكز على تنفيذ مشاريع بعينها أهمها بناء نظام معلوماتي مائي عربي متكامل وتطبيق مبدأ الادارة المتكاملة للموارد المائية وتطوير البحث العلمي ونقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي وتأثيرها على الموارد المائية.

واضاف موسى ان الاستراتيجية ترتكز ايضا على حماية الحقوق القانونية والتاريخية المائية العربية ورفع القدرات العربية في مختلف المجالات ذات الصلة بالمياه ورفع الوعي المائي والبيئي لدى كافة فئات المجتمع.

وأوضح أن تنفيذ الاستراتيجية وكافة الأنشطة المرتبطة بها يتطلب تعاونا فعالا مع شركاء المجلس الوزاري العربي للمياه من منظمات عربية واقليمية ودولية ومؤسسات المجتمع المدنى.

واشار موسى الى أن المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة سيقوم وفقا لتكليفات المجلس الوزاري العربي للمياه بدور فعال فى تنفيذ الاستراتيجية منوها كذلك بدور مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي فيما يخص حماية الحقوق العربية في المياه المشتركةالمنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة تنفيذا لتكليفات قمة الكويت الاقتصادية والتنموية الاجتماعية.

 

ومن جانبها حذرت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الاقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الانمائي أمة العليم السوسوة فى كلمتها من أن تزايد طلب السكان فى الدول العربية على المياه سيؤدي الى انخفاض نصيب الفرد بحلول عام 2025 الى 460 مترا مكعبا وهو دون مستوى فقر المياه المدقع وفق التصنيفات الدولية.

وقالت السوسوة انه وفقا لعدد من التقارير فان حجم المياه المتجددة في العالم العربي يبلغ 265 مليار متر مكعب أي ان نصيب الفرد أقل من 1000 متر مكعب فى حين كانت حصته على الصعيد العالمي تعادل سبعة أضعاف هذه الكمية فيما سيعيش 90 بالمائة من سكان المنطقة فى بلدان تعاني نقص المياه.

وأكدت أهمية الاجتماع نظرا لعلاقته الأساسية بالتنمية المستدامة في المنطقة العربية لافتة الى أهمية المياه فى الحفاظ على استدامة النظم الحيوية لمواطني المنطقة باعتبارها أحد مدخلات نظم الانتاج التي تدعم المعيشة.

وأوضحت السوسوة أن أمن المياه جزء لا يتجزأ من المفهوم الأشمل لأمن الانسان والذي يعني بوجه عام أن يكون لكل فرد مصدر يعتمد عليه للحصول على مياه مأمونة بالقدر الكافي والسعر المناسب ففي غياب هذه الأمور يواجه البشر مخاطر كبيرة تؤدي الى اعتلال الصحة وانقطاع سبل الحياة.

واشارت الى أن التقارير تكشف عن أن معظم البلدان العربية تعاني نقصا حادا فى مصادر المياه وندرة الموارد المائية لأنها تقع في مناطق قاحلة أو شبه قاحلة وتتصاعد حدة هذا النقص بسبب التزايد المستمر في الاستهلاك نظرا للنمو السكاني والاقتصادي كما توضح التقارير أن المنطقة قد دخلت بالفعل طور فقر المياه فى ضوء حصة الفرد.