خبر قرية عربية فلسطينية تسمع صوت الأذان لأول مرة منذ 61 عاماً

الساعة 02:26 م|12 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم - حيفا

بعد عقود من الزمن وطول الانتظار سمع أهالي قرية عكبرة القريبة من مدينة صفد في فلسطين 48 صوت الأذان يُرفع لأول مرة في بلدتهم الصغيرة، وذلك بعد أن حرم الإسرائيليون أهالي القرية من بناء مسجد منذ أن هدموا مسجدها القديم بعد سقوطها عام 1948، واستمر هذا الحال أكثر من 61 عاماً إلى أن أثمرت جهود السكان أخيراً في تشييد مسجد لازال ينقصه مئذنة وإمام.

 

وقال غازي حليحل، عضو جمعية الهدى التي تدير شؤون القرية، في حديث لـ"العربية.نت": إن المصلين في البلدة كانوا يعتمدون على جهاز الراديو لمعرفة أوقات الصلاة في القدس ورام الله على مر السنوات الماضية ويقيمون صلاتهم بناء عليها، وكل فرد كان يصلي في بيته، بل إن عدد المصلين كان قليلاً بسبب غياب المسجد ودوره، وبسبب تأثر الناس بأهالي مدينة صفد الملاصقة لعكبرة والتي يسكنها اليهود، وبعدهم الجغرافي عن البلدات العربية في فلسطين 48. أما في صلاة الجمعة فكان المصلون يسافرون لتأديتها في بلدات عربية أخرى.

 

شكوى إسرائيلية

لكن المشكلة لم تتوقف عند بناء المسجد الذي لم يكتمل بعد، فرغم حداثة عهده، إلا أن الجيران اليهود الذين يسكنون على بعد كيلومترين تذمروا من صوت الأذان، وتقدموا بشكاوى إلى بلدية صفد العبرية لتتدخل، فتقوم بدورها بتوجيه تنبيهات للعرب.

 

ورغم تخفيض صوت الأذان إلى درجة بالكاد يسمعها أهالي عكبرة أنفسهم، على حد تعبير غازي حليحل، إلا أن هذا لم يشفع لهم أيضاً.

 

ومن المفارقات كما يقول حليحل "أن بعض أهالي القرية المنتفعين من العمل في صفد، أو الذين يعانون من ضعف في الإيمان، يطالبون هم أيضاً بخفض صوت الأذان، ومنهم من يرى أن المسجد يمكن أن يجلب مشاكل عديدة إلى القرية مع بلدية وسكان صفد، وكل هذا بسبب بعدهم عن الدين على مر سنوات خلت".

 

وأضاف حليحل أنه لا يوجد إمام للمسجد بعد، وأن إماماً من إحدى البلدات العربية يصل من فترة إلى أخرى لإمامة المصلين وتوعية السكان بأهمية الدين.

 

وأوضح أن أهالي القرية عاشوا في خيام وبيوت بدائية حتى أقيم أول مبنى في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وأن السلطات الإسرائيلية حاولت قبل ذلك إخراجهم من القرية بوسائل مختلفة، وأغرت وأقنعت جزءاً منهم بالتوجه للسكن في أماكن أخرى.

 

وإذا كانت القرية باتت تملك مسجداً إلا أنها لا تملك مدرسة ويلجأ أبناؤها إلى مدارس في بلدات أخرى، فقد كان فيها مدرسة صغيرة قررت بلدية صفد إغلاقها.

 

وفي معرض حديثه قال حليحل إن الحنين الى وجود مدرسة في القرية لا يقل عن الحنين إلى وجود مسجد قبل بنائه، ولا يقل أيضاً عن الحنين إلى نبع الماء الذي كان يرتوي منه أهالي عكبرة، قبل أن تلوثه مياه المجاري المنبعثة من صفد.