خبر أوباما يطرح على العرب والأوروبيين حلّين.. معاهدة تسوية أو حل مؤقت مع تأجيل للقضايا المعقدة

الساعة 01:40 م|12 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الإدارة الأمريكية تدير اتصالات سرية مكثفة مع أطراف في المنطقة ومع دول أوروبية للتشاور حول بعض الأفكار الخاصة بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وصولا إلى إقامة دولة فلسطينية لا تهدد الأمن الإسرائيلي ومقيدة بشروط محددة أساسا للاعتراف الإسرائيلي بها.

 

وقللت المصادر من أهمية التقرير الذي سيقدمه مبعوث التسوية الأمريكي جورج ميتشل إلى إدارته في واشنطن بعد أن أنهى جولة في المنطقة زار خلالها إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية ومصر من أجل استئناف المفاوضات ولو بشكل صوري للتغطية على ما تخطط له واشنطن.

 

فقد كشفت المصادر أن الأفكار التي تتشاور بشأنها الإدارة الأمريكية مع أطراف عربية وأوروبية تستند إلى الأفكار التي وردت في مبادرة جنيف التي صاغها فلسطينيون وإسرائيليون قبل سنوات، وترى فيها واشنطن الصيغة الأفضل لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

 

وأشارت المصادر إلى أن هناك ملاحق بسبعمائة صفحة ألحقت بالمبادرة وقامت طواقم خاصة في الولايات المتحدة بدراستها، وتتناول تفاصيل العلاقات المستقبلية وفي كافة المجالات بين إسرائيل والدولة الفلسطينية، ومن بين هذه الملاحق ما يتعلق بمدينة القدس أعدتها مجموعة مبادرة جنيف بالتعاون مع طاقم آخر أنجز دراسة حول القدس والمقدسات والأمن في المدينة بتمويل نرويجي.

 

وقالت المصادر إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أبدى اهتمامه بمبادرة جنيف منذ اللحظات الأولى لتوليه الرئاسة حيث عرضت شخصيات فلسطينية وإسرائيلية الأفكار التي وردت في المبادرة على مستشاري البيت الأبيض الذين نقلوها بدورهم إلى اوباما ، حيث وصفها بالخلاقة التي تجيب على الكثير من القضايا الصعبة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. مما دفعه الى اجراء مشاورات بشأنها مع الجهات ذات العلاقة في الساحتين العربية والاوروبية، خاصة وأن بنود المبادرة المذكورة أخذت في الحسبان المصالح الامنية الاسرائيلية ومصالح تل ابيب الحيوية. سواء شكل الدولة والامتيازات التي ستمنح لاسرائيل والكثير من الترتيبات الامنية التي تضمن عدم تطور الكيان الجديد الى كيان يهدد الأمن الاسرائيلي.

 

وأضافت المصادر لصحيفة المنار المقدسية أن طاقما أمريكيا خاصا انجز مؤخرا بعض التعديلات الطفيفة على مبادرة جنيف خاصة تلك التي تتحدث عن ترسيم الحدود من اجل ما أسمته المصادر أن تكون اكثر واقعية يمكن تمريرها في ظل الواقع الحالي على الارض بحيث لا تمس الكتل الاستيطانية، ونقلت المصادر عن مقربين من الرئيس الامريكي قوله أنه لا داعي لاضاعة الوقت مع وجود افكار وبنود مبادرة جنيف التي وصفتها بـ (النيرة) ، وانه ليس هناك وقت كاف امام السلطة واسرائيل للعودة بالمفاوضات الى نقطة الصفر، خاصة مع رغبة الرئيس الامريكي نفسه في اعلان الدولة الفلسطينية في ظل ترتيبات تقوم بها حكومة سلام فياض بعلم واشراف امريكي اوروبي من تطوير للمؤسسات.

 

وذكرت المصادر ذاتها أنه في حال لم تنجح محاولات انجاز حل مستند الى مبادرة جنيف، فانه بالامكان الاستفادة من بعض بنودها لايجاد حل مؤقت بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني يتعاطى مع المسائل غير المعقدة، وتأجيل القضايا الصعبة حتى تتوفر الظروف المناسبة.