خبر الكشف عن جريمة إعدام أحد الأسرى في سجن غزة قبل 39 عاما

الساعة 09:05 ص|12 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-رام الله

كشف الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، اليوم، عن جريمة إعدام خارج نطاق القانون، ومع سبق الإصرار لأحد الأسرى الفلسطينيين في سجن غزة المركزي، تم ارتكابها من قبل ضباط إسرائيليين في مثل هذا اليوم قبل 39 عاما.

 

وقال إن هذه الجريمة تؤكد على أن عقوبة إعدام الأسرى لم تسن قانوناً في القضاء الإسرائيلي، لكنها اعتمدت من قبل قوات الاحتلال العسكرية والأجهزة الأمنية كممارسة فعلية خارج نطاق القانون، وترجمت بشكل جماعي وفردي منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

 

وأوضح فروانة أن الأسير سميح سعيد أبو حسب الله من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كان قد اعتقل منتصف آب 1970 وأنهى فترة التحقيق القاسية بصمود قهر به جلاديه رغم صغر سنه (18 عاما)، وانتقل إلى قسم (ب) في سجن غزة المركزي، وبعد أيام وأثناء الفورة اليومية، فإذا بضابط المخابرات الإسرائيلي المدعو 'أبو سالم'، يطل من فتحة الباب الجنوبي لفورة 'ب' المؤدي إلى قسم التحقيق مباشرة، وينظر بعينيه للأسرى وتحركاتهم ويتابع تفاعلاتهم، وفجأة جن جنونه وصرخ بأعلى صوته على الأسير سميح أبو حسب الله وعلى مسمع ومرأى جموع الأسرى في الفورة، وسأله مستهجناً 'أنت لليوم حي.. أنت لم تمت؟'، وفتح الباب وكبل يديه وأخذه من الفورة مباشرة، ليُسلمه جثة هامدة إلى أهله، جثة مطرزة بوابل من الرصاص، وكان ذلك في 12-10-1970، وفي اليوم التالي وحينما استفسر الأسرى في قسم 'ب' عن مصير رفيقهم الذي خرج ولم يعد، ردت عليهم إدارة السجن بأنه 'قتل' بعد أن حاول الفرار منهم .

 

وأكد فروانة أن كافة الأسرى الذين تواجدوا في تلك اللحظة في فورة 'ب' وكان عددهم قرابة 50 أسيراً، كانوا شهوداً على تلك الجريمة، بل وأن بعضهم أكد خلال حديثه مع فروانة أنه وبمجرد سماعهم لكلمات المدعو 'أبو سالم' الموجهة للأسير سميح ومن ثم أخذه من الفورة، اعتقدوا أنه ذاهب به لتنفيذ 'الإعدام'، وكان اعتقادهم في محله.

 

ورداً على سؤال وجهه فروانة لبعض الأسرى الشهود حول دوافع ذلك الاعتقاد، أجابوا وببساطة، أن سؤال ضابط المخابرات 'أبو سالم' وبالطريقة والصيغة التي طرحت وسمعت وما رافق السؤال من ملامح ظهرت على وجه ضابط المخابرات في تلك اللحظة، كانت تعني بن المخابرات كانت تعتقد أن سميح قد قتل ولم يعد حياً، وبالتالي تفاجأ المدعو 'أبو سالم' برؤيته بالفورة منتصب القامة ومرفوع الهامة يمشي، وبالتالي قرر قتله وبالفعل قتله.

 

وأضاف أحد الأسرى الشهود أن هناك سوابق مشابهة قد حدثت من قبل تؤكد إعدام عدد من الأسرى بادعاء أنهم حاولوا الهروب، مثل الشهيد الأسير حريص أبو حية، والشهيد الأسير على أبو سلطان وغيرهما. 

 

فيما أكد شهود عيان أن قوات الاحتلال أحضرته إلى منطقة قرب بحر النصيرات بجوار 'جميزة أبو صرار' وأطلقت النار عليه مباشرة بهدف الإعدام ومن ثم سلمته جثته لأهله لدفنها.

 

وفي هذا الصدد، ناشد فروانة كافة الجهات المختصة بما فيها الفصائل الفلسطينية والمؤسسات المعنية بالأسرى وتلك التي تعنى بحقوق الإنسان، توثيق تلك الجرائم، لاسيما وأن القاتل معروف، والشهود أحياء.

 

وتعهد الباحث فروانة بشكل فردي وتطوعي بمتابعة هكذا جرائم قدر المستطاع، وإثارتها عبر وسائل الإعلام وعلى المؤسسات المعنية التي تملك الإمكانيات البشرية والمادية متابعتها وملاحقة المجرمين.

 

وذكر فروانة أن الشهيد الأسير سميح سعيد عبد الرحمن أبو حسب الله  فلسطيني الهوية وكانت قد هاجرت أسرته من يافا عام 1948، لتستقر في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث ولد هناك في آب عام 1952، وترعرع في أزقة وشوارع المخيم وأنهى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارسه، وفي مطلع العام 1970 انضم لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ورغم الفترة القصيرة التي عمل خلالها في صفوف المقاومة إلا أنها كانت حافلة بالعطاء والتضحيات بشهادة مسؤولي العمل الفدائي آنذاك وكل من عاصر تلك الفترة.