خبر ساسة ومحللون: كنا ننتظر أن يتضمن خطاب أبو مازن اعترافاً بالخطأ وليس تبريراً له

الساعة 07:32 ص|12 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم : رام الله

قوبل خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء أمس، بالمجمل بحالة من الاستياء، بعد أن كان من المتوقع أن يعترف بخطأ قرار القيادة الفلسطينية فيما يتعلق بطلب تأجيل مناقشة تقرير "غولدستون" في مجلس حقوق الإنسان الدولي، وليس تبريره بصعوبة تمريره كقرارات سابقة عدة أو بالتوافق الفلسطيني العربي الإسلامي الإفريقي على التأجيل.

واحتل "تبرير تأجيل قرار غولدستون" المساحة الأبرز في تعليقات الساسة والمراقبين على خطاب أبو مازن.

وقال النائب بسام الصالحي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، تعقيباً على خطاب عباس:" كان من المنتظر أن يتضمن الخطاب اعترافاً واضحاً وصريحاً بخطأ قرار تأجيل مناقشة تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رغم كل الملابسات التي تحدث عنها الرئيس عباس، والتي بدت كمبررات".

وأضاف الصالحي في تصريحٍ صحفي مكتوب: "الخطأ الذي لم يتم الاعتراف به لا يقتصر على تأجيل مناقشة تقرير غولدستون بل ينسحب على آلية صنع واتخاذ القرار لدى القيادة الفلسطينية .. أعتقد أنه كان من الأفضل أن يعترف الرئيس بهذا الخطأ، ويبدي استعداداً جدياً لمناقشة مجمل آلية اتخاذ القرار الفلسطيني، بما في ذلك الإشارة إلى الضرر الداخلي والإقليمي والدولي الذي أصاب القضية الفلسطينية جراء قرار خاطئ كقرار التأجيل هذا".

من جهته، عقب عبد الرحيم ملوح، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على خطاب عباس بالقول: " هذا خطأ بين يتحمل مسؤوليته الرئيس عباس نفسه، كونه هو من اتخذه، وإن كان مغلفاً بتوافق عربي وإسلامي، والدليل على إدراك الرئيس خطأ التأجيل هو المسارعة إلى طلب عقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان حول التقرير نفسه".

وتابع ملوح في تصريحاتٍ متلفزة:" من الجيد تأكيد الرئيس عباس على محاولة استدراك الخطأ على أكثر من صعيد، وإن كان ذلك سيكون أكثر صعوبة الآن .. علينا أن ننتظر نتائج لجنة التحقيق التي نأمل أن تكون شفافة وموضوعية، وتقوم بدورها في تحديد المسؤولين عن هذا الخطأ أمام الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن معركة "غولدستون" لن تكون الأولى والأخيرة مع الاحتلال، ويجب الاستمرار فيها حتى النهاية.

بدوره، اكتفى المحلل السياسي خليل شاهين بالتعقيب على خطاب عباس بالقول:" اعتقد أن الخطاب سيسهم تأجيج الغضب الشعبي على القيادة بدلاً من معالجة أسباب هذا الغضب، فخلافا للتوقعات الرامية إلى الاعتراف بخطأ تأجيل مناقشة تقرير غولدستون، جاء خطاب الرئيس ليتمسك بصحة قرار التأجيل وليسوق المبررات الداعية له، دون أن يوضح لماذا عاد، وعبر منظمة التحرير إلى طلب عقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان بخصوص التقرير نفسه، رغم أن المبررات ما تزال قائمة".

وأضاف شاهين: "الخطاب يأتي استمراراً لسياسة التملص من المسؤولية، ليس فقط  ما يتعلق بتأجيل مناقشة "غولدستون"، بل في مجمل السياسات الخاطئة، ومنها استمرار المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، عبر المبعوث الأميركي ميتشل، رغم تأكيد الرئيس نفسه والقيادة الفلسطينية أن لا تفاوض دون وقف الاستيطان.. باختصار الخطاب مخيب للآمال".