خبر « الوحدة 504 » .. و الفشل الاستخباري الإسرائيلي على الحدود المختلفة خاصةً مع لبنان

الساعة 02:56 م|11 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

تعتبر الحدود من النقاط الاستخبارية المهمة لدى الكثير من الدول حيث يتم من خلالها حماية الداخل من تسلل الغرباء ورجال المخابرات.

وفي دولة الاحتلال توجد وحدة مخصصة من الاستخبارات لحماية الحدود ومراقبتها ومتابعة التحركات القريبة منها.

وهذه الوحدة تدعى 504 وهي من وحدات جهاز الاستخبارات التابع للجيش "أمان"، وقد تم تشكيلها لتعمل في المناطق الحدودية بهدف تجنيد سكان الحدود في المناطق المختلفة والتعرف على تطورات الأوضاع فيها.

وارتبط اسم هذه الوحدة بالجنوب اللبناني المحتل حيث عملت هذه الوحدة بشكل كبير في الجنوب اللبناني وفي المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل، حيث كان معظم عناصرها من مليشيا جنوب لبنان الموالي لـ"تل أبيب".

وحسب صحيفة "هآرتس" فإن "الوحدة 504" تشغّل عملاء، وبموجب توزيع العمل بين هذه الوحدة والموساد فإنها مسؤولة عن تفعيل العملاء في المناطق التي تحد إسرائيل مثل سوريا ولبنان ومصر، إضافةً إلى مناطق السلطة الفلسطينية.

هذا الجسم أطلق عليه "تجميع وإحباط" وقد بذل على مدار سنتين جهوداً استخباراتية غير عادية لإحباط عمليات ضد دولة الاحتلال خاصةً في لبنان، لكنه فشل في مهمته، فتقرر تفكيكه، ما ولدّ نقاشاً كبيراً بين قياديين في الأجهزة الأمنية وبين المبادرين لإقامته.

وهنا تعززت الخلافات حول ما يتعلق بجمع المعلومات والتنسيق، فأعلن "الشاباك" انه يرفض مواصلة نشاطه في لبنان على هذا النحو وطالب بأن تكون مهمته مقتصرة على إحباط ما أسماه "الإرهاب"، وانه يرفع يديه عن الوحل اللبناني، كما ذكر في تقريره آنذاك.

وقد اعترف قائد وحدة "تجميع وإحباط" في ذلك الوقت، حاييم بورو، أن أسباب الفشل والتنسيق كمنت في اختلاف العقيدة والتفكير بين الأطراف وبين الجيش، وأساليب العمل وسلم الأولويات.

وقد وجه الشاباك، في رسائل إلى قيادة الأجهزة، اتهامات لقادة الوحدة 504 جاء فيها أن الضباط الذين أوكلت إليهم مهمة تفعيل العملاء أهملوا الموضوع واستغلوا وجودهم هناك لتحقيق مصالح شخصية بينها عمليات تهريب واتجار من لبنان بغطاء علاقات تجارية مع لبنانيين.

في ذلك الوقت، عصفت أزمة حادة في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، لتبدأ عجلة الإخفاقات بكل ما يتعلق بالملف اللبناني فظهرت نتائج ذلك في حرب تموز 2006م حيث كثر الحديث عن الفشل الاستخباراتي والذي حمل لـ"الموساد" مسؤولية ذلك الفشل.

وتعتبر الوحدة 504 أول وحدة كلفت بمهام تجسسية في لبنان ولكن مع دخول القوات الإسرائيلية للبنان أمر رئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن رئيس "الشاباك"، أبراهام شالوم، بأخذ دور فعال في لبنان بجانب تلك الوحدة، لأنه كما طلب أنه يريد نتائج أسرع وأكثر فاعلية في ذلك الوقت، حيث كان يعمل "الموساد" في داخل لبنان أصلاً ، وهنا بدأت التداخلات في الصلاحيات أدى ذلك إلى عرقلة العمل أحياناً.

وتعترف دولة الاحتلال بأن أكثر من عملية فشلت بسبب حال البلبلة التي كانت تسيطر على نشاط الوحدات المختلفة إلى حد أنه تم قتل أكثر من عميل بالخطأ وهو في طريقه للإدلاء بمعلومات.

وأحد هؤلاء أطلق عليه لقب "الغليظ" وقد قتل من قبل وحدة "غولاني" في الجيش وهو يقترب من البوابة عند الحدود للإبلاغ عن مخطط لتنفيذ عملية.

في هذه الفترة وحتى العام 1991 تواصلت الصراعات والخلافات بين "الموساد" و"الشاباك" ووحدة 504. وفي كل مرة كانت تتصاعد فيها الصراعات وتفشل دولة الاحتلال في تجنيد عملاء وجمع معلومات كانت تدخل جهة استخباراتية جديدة إلى لبنان حتى وصل عددها إلى ثماني وحدات.

وجندت دولة الاحتلال موازنات طائلة وقوى عاملة كبيرة لكنها لم تنجح حتى في السيطرة على نشاط هذه الوحدات التي تحول نشاطها في لبنان إلى صراعات داخلية.