خبر الظاظا: اعتقال وسيطان رئيسيان بعد خسارة العديد المواطنين لأموالهم المستثمرة في الأنفاق

الساعة 06:40 ص|10 أكتوبر 2009

 فلسطين اليوم-غزة

يجد مسؤولو حركة حماس، التي تحكم قطاع غزة، أنفسهم في وضع غريب هذه الأيام يقومون فيه بإنقاذ مضاربين تحولوا من الازدهار إلى الإفلاس عندما فجرت طائرات حربية إسرائيلية أنفاق التهريب تحت مصر.

وكانت الأرباح من مئات الأنفاق التي حفرت تحت الحدود مع مصر للالتفاف على حصار إسرائيلي قد ارتفعت بشدة بعد سيطرة "حماس" في 2007 على القطاع.

وشددت إسرائيل الحصار خشية قيام "حماس" باستيراد أسلحة وتضاعفت أرباح التهريب بسرعة أكبر مما غذّى سوقاً منتعشة في أسهم الأنفاق.

غير أنه عندما شنت إسرائيل هجومها الواسع في أواخر كانون الأول بهدف منع نشطاء "حماس" من إطلاق صواريخ على بلداتها الجنوبية كانت شبكة الأنفاق هدفاً رئيساً وفقدت ثروات بعضها حقيقي وبعضها كان متوقعاً.

وتحاول "حماس" حالياً التغلب على الانتقادات بشأن معالجتها لـملايين الدولارات التي ضخها فلسطينيون في هذا النشاط الذي انهار تحت أقدامهم.

ويقدر وزير الاقتصاد في حكومة غزة ، زياد الظاظا، الخسائر بنحو 60 مليون دولار فقدها الآلاف من سكان غزة البالغ عددهم 5ر1 مليون نسمة من ربات منازل إلى تجار أثرياء ضخوا أموالاً من خلال وسطاء لتوسيع شبكة الأنفاق.

وأضاف الظاظا أنه جرى اعتقال عدة أشخاص فيما يتعلق بتلك الخسائر من بينهم وسيطان رئيسان.

وقال: انه تم استرداد عشرة ملايين دولار اعيدت إلى الـمستثمرين الخاسرين مما أنقذ 5ر61 في الـمئة من رأسمالهم.

وأضاف: إن السلطات توشك على اعادة 20 مليون دولار أخرى ستسلـم للحكومة وعبّر عن أمله أن يتسلـم الناس جزءاً آخر من الـمبالغ.

غير أن الضرر ما زال كبيراً على الـمستثمرين الذين يقولون انهم حققوا أرباحاً هائلة من استثماراتهم الأصلية لكنها تبخرت مع رأس الـمال عندما دمرت الأنفاق في الغارات الجوية الإسرائيلية.

وقدر خبير اقتصادي في قطاع غزة حجم الثروات الـمتوقعة التي فقدت بما يتراوح بين ربع مليار ونصف مليار دولار رغم صعوبة التوصل إلى أرقام دقيقة في اقتصاد معزول عن العالـم تهيمن عليه التعاملات السرية.

وروى الـمدرس الجامعي جاد صبري كيف كسب ــ ثم خسر ــ مبالغ لـم يكن يحلـم بها في تجارة الأنفاق بعدما استثمر جزءاً كبيراً من مدخراته فيها في مطلع 8002.

وقال لرويترز "وضعت 60 ألف دولار في نشاط الأنفاق. بعد بضعة شهور عاد إلي الرجل قائلاً ان أموالي اصبحت 500 ألف دولار حملها الي. كان أمراً لا يصدق.

"شعرت بسعادة غامرة.. أعدتها اليه وطلبت منه استثمارها لي أملاً في أرباح أكبر".

لكن لسوء الحظ قصفت إسرائيل منطقة الأنفاق تحت الحدود الرملية بين بلدة رفح الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء الـمصرية في كانون الاول وكانون الثاني كما تواصل قواتها الجوية قصفها في كل مرة يطلق فيها صاروخ من غزة على إسرائيل.

ويجري تهريب كل شيء عبر الأنفاق من العجول إلى آلات الحياكة والصابون. وتقول إسرائيل ان "حماس" تستورد ايضا أسلحة بينها صواريخ.

وقال صبري بخصوص استثماره "خسرته كله. لقد خدعونا. كانوا يدركون أنهم اذا أخبروا شخصاً ما أن دولارته العشرة ارتفعت إلى خمسة أمثالها في شهرين فسيصر على ضخ الـمزيد (من الاستثمارات)".

وقال أبو علي الذي يتاجر في الـملابس في غزة انه خسر حوالي 200 ألف دولار لكن هناك من فقدوا أكثر من ذلك.

وأضاف قائلاً "كان البعض طماعين وكان هناك اخرون لـم يكن بإمكانهم حتى مساعدة أنفسهم يبحثون عن ربح سهل".

وقدر عمر شعبان الخبير الاقتصادي في غزة حجم الخسائر بما يتراوح بين 250 مليون إلى 500 مليون دولار.

وقال "انه عالـم غامض. لا أحد يعلـم حقيقة هذا النشاط. الذين أخذوا أموال الناس لـم تكن لهم خلفية تجارية وكانت وسائلهم للاستثمار غامضة".

وأضاف قائلاً "اختفت مئات الـملايين من الدولارات ويمكن أن يكون ذلك كارثة في ظل الأوضاع الاقتصادية العامة في غزة".

ورفض الظاظا، وزير الاقتصاد في حكومة "حماس"، الاتهامات للإسلاميين بسوء الادارة قائلاً ان الذين خسروا أموالهم بادروا بشكل شخصي بالاستثمار دون أخذ احتياطات مناسبة.

ويفترض على نطاق واسع أن "حماس" نفسها تستفيد من الأنفاق التي لا يزال الـمئات منها عاملاً.

وبجانب الـمكاسب الـمالية تستفيد "حماس" من أن الأنفاق تخفف أثر الحصار الإسرائيلي لغزة والذي لا يسمح سوى بمرور السلع الضرورية من خلال نقاط عبور من إسرائيل.

ويقول مسؤولون صحيون ان أكثر من مئة شخص لقوا حتفهم خلال حفر وادارة الأنفاق في العام الـمنصرم وحده.

وقال الظاظا ان الأنفاق تضر بالـمصالح الوطنية الفلسطينية والاقتصاد لكن الناس اضطروا لبنائها بسبب الحصار.

وأضاف إنه بمجرد رفع الحصار واعادة فتح الـمعابر فلن تكون هناك حاجة إلى الأنفاق.