خبر نتنياهو يدرس تقديم بوادر حسن نية لتعزيز موقف السلطة الفلسطينية والرئيس عباس

الساعة 07:54 ص|09 أكتوبر 2009

نتنياهو يدرس تقديم بوادر حسن نية لتعزيز موقف السلطة الفلسطينية والرئيس عباس

فلسطين اليوم- غزة

 ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس تقديم بوادر حسن للنية من شأنها ان تعزز السلطة الفلسطينية. وتمثل الجهود محاولة لمساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تعرض لانتقادات شديدة في اعقاب قرار فلسطيني بعدم الضغط من أجل تبني مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة تقرير غولدستون بشأن الهجوم الاسرائيلي على غزة في الشتاء الماضي.

 

ويدرس نتنياهو الاعلان عن رزمة بوادر حسن النية خلال اجتماعه اليوم مع المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط جورج ميتشيل. وقال مصدر سياسي اسرائيلي رفيع امس انه خلال اجتماع "منتدى الوزراء البازرين السبعة"، طرحت عدة افكار حول بوادر حسن نية ستعزز الرئيس عباس. ولم ينف مكتب رئيس الوزراء وجود مثل هذه الاقتراحات واشار الى ان "بعض الأفكار موجودة، ولكن لم يتخذ اي قرار ازاء المسألة".

 

وتشمل الخطوات التي تجري دراستها المصادقة على اقامة شبكة ثانية للهواتف الخلوية في الضفة الغربية والافراج عن الترددات الضرورية لاستخدامها من جانب السلطة الفلسطينية. ونقلت الصحيفة الاسبوع الماضي ان اسرائيل غير مستعدة بالافراج عن الترددات لاستخدامها من جانب "الوطنية، شركة الهواتف الخلوية الثانية في مناطق السلطة الفلسطينية، بسب المساعي الفلسطينية للحصول على ادانة لضباط الجيش الاسرائيلي في محكمة العدل العليا في لاهاي.

 

ومن الأفكار الاخرى التوقف عن معارضة الطلب الفلسطيني ببناء مدينة جديدة قرب رام الله. ومن الممكن ان يتم رفع مزيد من الحواجز عن الطرق اضافة الى اجراءات اخرى تهدف لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني، وهو هدف رئيسي لنتانياهو.

 

والتقى ميتشيل بالرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس ووزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان امس. ومن المقرر ان يجتمع اليوم برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وسيتوجه غدا الى رام الله لعقد محادثات مع الرئيس عباس ورئيس الوزراء سلام فياض.

 

وفي بداية اجتماعه مع بيرس، قال ميتشيل ان الولايات المتحدة تبذل جهودا لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في المستقبل القريب. وأحد اهداف بوادر حسن النية هو تشجيع الفلسطينيين على الموافقة على استئناف المحادثات.

 

وأضاف مقربون من ميتشيل أنه ليس متفائلا بأن يستطيع الخروج من هذه الجولة بنتائج ملموسة تتيح استئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول التسوية الدائمة، خصوصا اثر الموقف الإسرائيلي الرافض لتجميد الاستيطان والرافض حتى لفكرة التسوية الدائمة للصراع، والتي اعتبرتها الخارجية الإسرائيلية "فكرة غير واقعية في هذا الوقت". ورأى هؤلاء المقربون أن الموعد الذي حدده الرئيس أوباما (منتصف الشهر الجاري) لوزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، وللمبعوث ميتشل، كي يقدما تقريرا حول استئناف المفاوضات، قد يمدد لفترة أخرى. لأن الأمور تحتاج إلى المزيد من البحث. وأضافوا أن الرئيس أوباما، عيل صبره من العقبات التي تعترض طريق المفاوضات. ويرى من الضروري أن يبدأ الطرفان جلسات التفاوض حول القضايا الأساسية في أقرب وقت ممكن ومن دون أي شروط مسبقة، لأن تسوية هذه القضايا هي التي تحل المشاكل الأخرى. فإذا انتهيت من مسألة الحدود تحل قضية الاستيطان وهكذا..

 

وقال ميتشل نفسه، قبيل دخوله إلى مقر رؤساء إسرائيل، إن تدهور الأوضاع في القدس والمنطقة، لن يؤدي إلى عرقلة مهمته، "بل بالعكس، فهذه الأحداث تعطي دفعة قوية للرغبة في استئناف المفاوضات". وأكد ميتشل، في خطاب موجه للإسرائيليين، أن الرئيس أوباما يريد لإسرائيل أن تعيش بسلام مع جيرانها الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وسائر العرب. ولوحظ أن تقريرا داخليا من وزارة الخارجية الإسرائيلية، تسرب إلى الصحافة، أمس، بعد ساعات من وصول ميتشل إلى تل أبيب، وفيه تحديد "مبادئ السياسة الخارجية الجديدة للحكومة". وتبدو هذه المبادئ صفعة للمبعوث ميتشل وأهداف زيارته. ففيها وقف حازم ضد استئناف مفاوضات السلام الدائمة. وتأكيد "أن من يفكر في نجاح المفاوضات حول تسوية دائمة في هذا الوقت، هو واهم وغير واقعي. ومن الخطأ تحديد مدة سنتين أو أكثر أو أقل لإنجاز هذه المفاوضات. فقد دلت التجربة على أن كل تحديد وقت كهذا نتيجته الفشل".

 

وعزت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا الفشل إلى الفلسطينيين. وفي تفسير لهذه الفقرة في التقرير، قال الوزير أفيغدور ليبرمان، خلال مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أمس، انه "لا توجد قيادة فلسطينية يمكن اعتبارها شريكا لإسرائيل في عملية السلام. فالقيادات السابقة برئاسة ياسر عرفات، لم تكن معنية بالسلام الحقيقي ولذلك رفضت فكرة إنهاء الصراع. والقيادة الحالية ليست قوية ولا تستطيع أن تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، بسبب التمزق الداخلي. ولذلك فإن المفاوضات حول تسوية دائمة هي مضيعة للوقت ودافع لليأس والفشل".

 

من جهة ثانية، أقدم عدد من قادة حزب "ليكود" الحاكم في إسرائيل، وفي مقدمتهم النائبان داني دنون وتسيبي حوتيبيلي، على تنظيم نشاط رفضي كبير لحظة وصول ميتشل إلى إسرائيل. وجمعوا نحو ثلاثة آلاف شخص من نشطائهم في الفروع، داخل مستوطنة قرب نابلس. وهاجموا الرئيس الأميركي. وقال النائب دنون، في كلمته، "نحن نعرف أنه لا يوجد لنا شريك في عملية السلام في الطرف الفلسطيني والضغوط التي تمارسها علينا تلحق الضرر بنا. فمع كل الاحترام لشخصيتك الكاريزماتية، هنا ليس هوليوود".