خبر الجليل 2009/لا لنهود – بل لنطور.. يديعوت

الساعة 12:24 م|08 أكتوبر 2009

بقلم: ستيف فارتهايمر

مشارك في مؤتمر الجليل 2009 في كفار بلوم ي 13 تشرين الاول

مرت نحو 30 سنة منذ أن ربطت مصيري بمصير الجليل. عندما صعدت لاول مرة الى التلال الجرداء، التي اقيمت عليها مصانع "يشكر" و الحديقة الصناعية "تيفن" لم أفهم كم حيوية المنطقة بالنسبة لمستقبل دولة اسرائيل. اما اليوم فواضح لي أنه دون تطوير هذا الاقليم فلا مستقبل للحلم الصهيوني.

الجليل يجب ان يتطور وان يسكن، ويجب عمل ذلك بالطبع بحساسية محيطية ومراعاة بيئية. ولكن عملية الحساسية والمراعاة الاصعب علينا أن نجريها مع شركائنا العرب والدروز، زملاءنا الحقيقيين في الارادة والحاجة لتطوير الجليل.

في حينه، عندما صعدت الى الجليل، كنت أفكر بتعابير كانت تسود في تلك العهود عن "تهويد" الجليل، انطلاقا من فكرة وجوب صد تطور الوسط العربي. لم اعد افكر على هذا النحو. سنوات من الحياة في الشمال غيرت رأيي. الحاضرة اليهودية في الجليل يجب أن تتعزز – ولكن لا ينبغي باي حال عمل ذلك على حساب الوسط العربي. السليم والضروري هو التطوير والتعزيز بالتوازي للحاضرتين والسكان الدروز والمسلمين، الشركس والمسيحيين بالضبط بذات القوة والزخم.

صحيح، يوجد توتر بين اليهود والعرب. ولكني أرى ايضا الجمال والطاقة الكامنة في هذا التنوع الانساني الذي في المنطقة وفي تداخل كل الاوساط. كلنا ملزمون بان نكف عن التفكير بان مصالح هؤلاء تأتي دوما على حساب مصالح اولئك. كلنا ملزمون بان نفهم بان التعاون الحقيقي سيعزز كل الاطراف.

عندما ستقوم دولة فلسطينية في المناطق سيكون من المهم جدا التشديد على نقطتين في هذا الموضوع. الاولى ان الجليل هو جزء من الرحاب اليهودي الواضح والمتفق عليه لدولة اسرائيل. ولهذا الغرض فان المنطقة يجب ان تدخل في زخم تطوير واستيطاني يهودي. النقطة الثانية هي شرط لذلك: لتحقيق السلام بما في ذلك مع العرب الذين لن يحظوا بتقرير المصير الوطني – العرب الذين يعيشون في نطاق الخط الاخضر – يجب أن نوفر لهم حقا، وليس فقط بالتصريحات والاعلانات، مساواة اقتصادية، مدنية وثقافية كاملة وحقيقية. لهذا الغرض فان الجليل، كمركز كبير للسكان العرب يجب أن يدخل في زخم تطور عربي. يدا بيد علينا أن ندخل الى هذه الخطوة المتفائلة، التي اؤمن بها من كل قلبي.

كيف يمكن تنفيذ هذه الخطة عمليا؟ أناس طيبون كثيرون يقترحون اقتراحات مختلفة لكيفية تطوير الجليل – في مجالات السياحة، التعليم، التعليم العالي، الثقافة. كل الاقتراحات جميلة وضرورية، ولكن هذه الامور لن تحصل ابدا اذا لم تستوفى الشروط الاولية الاساسية:

علينا ان نستثمر في مجالين – الصناعة والتعليم. علينا أن ننفذ بشكل مهني الاستثمار اللازم لبناء صناعات متطورة. الجليل يمكنه ويجب عليه ان يخلق لنفسه تفوقا في اقامة مدارس مهنية، ترتبط من جهة بالحدائق الصناعية ومن جهة اخرى بمؤسسة اكاديمية كبيرة. الصناعة الحالية تتطلب تأهيلا مهنيا متطورا وتقوم على أساس جهاز تعليم نوعي. جهاز التعليم هذا يجب أن يخرج سكان الجليل كأصحاب مهن مطلوبة وضرورية، كي يستوعبوا في المصانع التي تبنى من أجلهم. السبيل الوحيد لتطوير المنطقة هو القدرة على ابقاء سكانها فيها، واجتذاب مزيد من السكان اليها.

الجليل قادر على استيعاب العدد الاكبر للسكان واكثرهم تطورا في اسرائيل، ومن واجبنا ان نخلق الظروف لذلك بحيث يحصل هذا بالفعل. عندها سيجتذب اليه الجليل متوطنين جدد، عندها ستتطور من تلقاء ذاتها خدمات تعليم، ثقافة، فن ورفاه، تخدم السكان الاقوياء الذين وصلوا للتوطن في الشمال.