خبر الصراع على جبل الهيكل.. إسرائيل اليوم

الساعة 12:22 م|08 أكتوبر 2009

بقلم: يعقوب عمدرور

في الايام الاخيرة يقود الفرع الشمالي من الحركة الاسلامية سلسلة اعمال شغب في جبل الهيكل محاولا احداث انتفاضة يكون جبل الهيكل في مركزها. عندما تتحدث جهات مسلمة، تشتمل على اعضاء كنيست عن "المس بالمسجد الاقصى" فانهم يتحدثون بمفاهيم ترمي الى تأجيج النار ولا يوجد فيها اي حقيقة. لانهم كذلك يسمون كل باحة جبل الهيكل لا المسجد فقط. بيد ان المس بالمسجد يبدو امرا اصعب حتى للاذن الغربية، فضلا عن العواطف التي يثيرها عند المسلمين. من المهم ان نذكر انه لم يدخل اي يهودي اي مسجد موجود في جبل الهيكل بغير اذن من سلطات الوقف. ولا يحاول اي يهودي المس بأي مسجد. يوجد في الاكثر يهود يريدون التجوال في الجبل في حاشيته والصلاة هناك، في أقدس مكان لليهود، صلاة هامسة بينهم وبين أنفسهم او ربما صلاة جماعة.

جعل الفلسطينيون جبل الهيكل مركز اهتمام للعالم الاسلامي. هذا سهل عليهم لتجنيد العالم الاسلامي، دولا وافرادا، ليحصلوا على تأييد بقوة فيها حماسة دينية ايضا. ان رؤساء الحركة الاسلامية، التي تمثل فلسطينيين يسكنون في اسرائيل وهم مواطنو الدولة، يتلاعبون بمشاعر المؤمنين الكثيرين بعرضهم كل اهتمام يهودي بالجبل على انه محاولة لابعاد المسلمين من هناك.

لا داعي للنقاش في الحقيقة التاريخية في هذا السياق، لانه لم ينجح احد في اقناع اي يهودي (تقريبا) بأنه وجد شيء ما اشتاقه اباؤنا اكثر من جبل  الهيكل – في حين لم يتردد عرفات عن ان يقول لكلينتون انه لا يوجد لليهود اي صلة بجبل الهيكل ولم توجد قط. كذلك من يعتقد انه يجب على اسرائيل الا تصر على السيادة في الجبل بشرط ان يفضي الامر الى هدوء، (ولن يفضي لاسفي) يعلم انه يتخلى عن شيء اساسي جدا ومهم لمجرد الزعم الصهيوني ان اليهود عادوا الى ارض ابائهم واننا لسنا محتلا استعماريا اخر.

هذا الجدل، فيما يسوغ استيلاءنا على البلاد مهم. فهو يجعل استعمال القوة من اجل ذلك شيئا اخلاقيا، وهو الذي يقوم في اصل النزاع ولا يحل التسليم لدعاوى تلغي شرعية ان يعيش اليهود في أرضهم غربي نهر الاردن.

بيد ان سلوك الجهات الاسلامية التي تنتمي مثل حماس، الى اطار ضعيف لحركة الاخوان المسلمين، يكشف في هذه الفرصة الوجه الحقيقي للخلاف مع الفلسطينيين: فليس الحديث عن نزاع على المناطق، بل عن سؤال حق دولة اسرائيل في ان توجد كدولة يهودية، وكملاذ لكل يهودي مهما كان.

اذا لم يكن لليهود قانون ونصيب في جبل الهيكل، فما هي مرساة الحقوق التاريخية التي تزعم الصهيونية باسمها عدل مكث اليهود ها هنا بالذات؟ اذا لم يكن هذا بيتهم، فلماذا يصر اليهود على السيادة في قلب العالم العربي؟ ينوي اعداؤنا ضعضعة الشعور بالانتماء الجذري هذا. ان احداث الشغب في جبل الهيكل اداة عظيمة القيمة من اجل ذلك. واذا كسبوا "في الطريق" تنديدا باسرائيل على انها تمس بحرية العبادة، فهذا مكسب جانبي خالص (ولا يسأل احد نفسه لماذا تتقلص في العالم العربي كله الجماعة المسيحية، وكذلك تحت السلطة الفلسطينية في بيت لحم ورام الله).

في سنة 2000 قام مفوضو عرفات من وراء احداث شغب عرب اسرائيل مؤملين اخضاع اسرائيل. منع الرد الشديد نشوء تمرد لعرب اسرائيل. الان تحاول القيادة الدينية لعرب اسرائيل السير في طريق اشد أمنا، بأن تحصر أحداث الشغب في القدس، في قصد الى جعل الصراع ذا صبغة دينية. هذه طريقة اشد احكاما.

لهذا يجب صوغ سياسة واضحة اساسها انه لا توجد احداث شغب بلا ثمن باهظ، يجب ان يدفع المحرضون وان يعاني انصارهم.

لا يحل تمكينهم من امساك العصا من طرفيها: ان يستغلوا الحرية والديمقراطية للتحريض على دولة اسرائيل وان يحظوا ايضا بمظلة حماية تامة ككل مواطن، برغم انهم يقوضون مجرد شرعية الدولة كدولة يهودية. يجب على المواطنين اليهود لا على الدولة فقط ان يردوا بمظاهرات قانونية.

لا يحل لنا، نحن يهود ارض اسرائيل ان نخطىء. فليس الجدل في حق اليهود في اتيان جبل الهيكل، الجدل هو في حق اليهود في اتيان ارض اسرائيل وحكمها. اما الجبل فهو رمز فقط.