خبر « غولدستون » يفجر الخلافات داخل حركة فتح والأجهزة الأمنية برام الله تقرر فصل كل من يطلق النار

الساعة 07:09 ص|08 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-رام الله

يحاول تيار من داخل حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالنأي بالحركة عن قرار السلطة تأجيل التصويت على تقرير غولدستون بتنظيم مسيرة احتجاجية اليوم وسط رام الله.

وتلقى العشرات من أنصار الحركة الأربعاء رسائل على هواتفهم الخلوية تدعوهم للمشاركة اليوم الخميس في مسيرة احتجاجية على قرار السلطة بتأجيل التصويت على تقرير غولدستون.

واوضح عدد من انصار الحركة لـ'القدس العربي' الاربعاء تلقيهم رسائل على هواتفهم الخلوية تدعوهم للمشاركة في مسيرة الاحتجاج وسط رام الله للتاكيد على موقف الحركة الرافض لقرار السلطة تأجيل التصويت على غولدستون.

واشار انصار الحركة بان تنظيم المسيرة غير مضمون في ظل وجود تيار آخر داخل الحركة يدفع باتجاه مناصرة رئيس الحركة -الرئيس عباس- وقراراته التي يتخذها وعدم تصدير الخلاف داخل الحركة للشارع.

واثار قرار السلطة الجمعة الماضي بسحب تقرير غولدستون من التصويت عليه في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف خلافات داخل حركة فتح التي طالب بعض قادتها البارزين بتحميل عباس مسؤولية ذلك القرار في حين طالب آخرون بالتحقيق معه ومحاسبته.

وفيما اعلن احمد قريع احد قادة فتح البارزين بان قرار السلطة كان خاطئا طالب حسام خضر احد قادة الحركة بالتحقيق اولا مع عباس فيما حمله السفير الفلسطيني السابق بالقاهرة نبيل عمرو مسؤولية ذلك القرار شخصيا وطالبه بالعودة للاراضي الفلسطينية ووقف جولته الخارجية.

واثارت تصريحات عمرو المناوئة لعباس استنكار بعض عناصر حركة فتح الذين عبروا عن استهجانهم واستيائهم من تصريحات السفير الفلسطيني السابق في القاهرة احد قادة الحركة البارزين.

واستنكر الطلبة الفلسطينيون في كليات ومعاهد الدول العربية من ابناء حركة فتح في بيان لهم الاربعاء ما اسموه 'محاولات نبيل عمرو، للصيد بالمياه العكرة، انتقاما لخسارته في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح، والمؤتمر السادس'.

وقال الطلبة 'ان العرف الدبلوماسي والاخلاق التنظيمية، تقتضي بان لا يتهجم الشخص على رئيسه بهذه الطريقة 'الوقحة' و'الفجة'، فنبيل عمرو سفير لفلسطين في القاهرة حتى 15 تشرين الاول (اكتوبر) الحالي، ولا يزال على راس عمله، وموجود في القاهرة، ولا يجوز له بان يستغل منصبه للتهجم على الرئيس محمود عباس، واعضاء القيادة الفلسطينية، ولا يجوز بان يتطاول بهذا الشكل'.

وشدد الطلبة على انهم ضد تأجيل البت في تقرير غولدستون، ولكنهم في الوقت نفسه يرفضون لغة التخوين، والمزايدات والتشهير على حد قولهم.

واضاف البيان:' ربما كان للقيادة اجتهاد واخطأت به، ولكن لا يجوز بان يقوم امثال نبيل عمرو، الذي لا يختلف في تصرفاته وتعاطيه مع قضية غولدستون ومزاودته عن حركة حماس الانقلابية، التي وجدت في الامر فرصة للتشهير والمزاودة لاغراض سياسية وفئوية ضيقة، وليس لاسباب وطنية'.

وخاطب الطلبة عمرو بالقول 'عليك التسليم بنتائج انتخابات حركة فتح، فهذه عملية ديمقراطية، وبما انك ارتضيت الدخول بها، عليك التسليم بنتائجها، والتبرير والتخوين لا يفيدانك بشيء، بل بالعكس هذه التصرفات تظهرك بمظهر انك سطحي وتحارب فقط لمصالحك الشخصية، وليس اكثر من ذلك'.

وكان نبيل عمرو خسر في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح في بداية آب (اغسطس) الماضي متهما عباس بانه عمل على منعه من الفوز في عضوية المركزية وانه يريده في وظائف ادارية فقط وليس قيادية. وطالب بيان طلبة فتح في الجامعات العربية قيادة الحركة بالتدخل ووضع حد لمن وصفهم بالمنفلتين من كوادر الحركة، مشددا على ضرورة احترام القواعد التنظيمية واساليب العمل الصحيحة.

من جهة اخرى وفي ظل توتر الوضع في الاراضي الفلسطينية كشف مدير عام جهاز الامن الوقائي، اللواء زياد هب الريح أمس الاربعاء في تصريح صحافي عن وجود قرار سياسي بفصل كل منتسب للاجهزة الامنية يقوم باطلاق النار خارج اطار الخدمة والتعليمات والاوامر الرسمية.

وقال 'ان هناك تهديدا حقيقيا للمس بالامن العام وان الاجهزة الامنية لن تسمح لأحد بتجاوز القانون، في اطار الحفاظ على المصالح الوطنية التي تستند الى التوجهات السياسية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة، الامر الذي يقود الى التعامل بحزم مع اية محاولات للخروج من القانون وخدمة الاجندة الخارجية'. وشدد هب الريح على اهمية وضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات وحمايتها من محاولات الاستهداف، مؤكدا في الوقت ذاته على ان الاجهزة الامنية هي اجهزة تنفيذية للمستوى السياسي من اجل تحقيق الاهداف التي رسمها الشعب في في اقامة دولته المستقلة.