خبر ميتشل ينقل لنتنياهو رسالة: بعض خطواتكم تضعف أبو مازن وتقوي حماس

الساعة 05:47 ص|08 أكتوبر 2009

ميتشل ينقل لنتنياهو رسالة: بعض خطواتكم تضعف أبو مازن وتقوي حماس

 

فلسطين اليوم – الشرق الأوسط

حمل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، في جولته السادسة إلى منطقة الشرق الأوسط في غضون أقل من عشرة أشهر، رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يطالبه فيها البيت الأبيض بأن يكف عن الممارسات والتصرفات التي تضعف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وتقوي خصومه من حركة حماس وغيرها.

 

وقالت مصادر إسرائيلية إن الإدارة الأميركية قلقة من أجواء التوتر المتصاعدة في القدس والمناطق الفلسطينية الأخرى وأثرها على قوى السلام الفلسطينية بقيادة أبو مازن، وقصدت بذلك، حسب تلك المصادر التي كشفت مضمون هذه الرسالة، الهجمة الاستيطانية السافرة على تهويد القدس المحتلة والمسيرات والزيارات والصلوات الاستفزازية اليهودية في باحة الأقصى «التي تستغلها قوى التطرف الأصولي في إسرائيل وقطاع غزة لإشعال لهيب الصراع أكثر وأكثر ودهورة المنطقة إلى انتفاضة ثالثة».

 

ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، قوله الليلة قبل الماضية، إن الولايات المتحدة «تتابع عن كثب التطورات حول المسجد الأقصى في الأسابيع الأخيرة». وقال «نحن نحث الأطراف المعنية على الامتناع عن اتخاذ الإجراءات التي يمكن أن تلهب التوتر أو تقود إلى العنف». وأضاف القول «إن الأولوية بالنسبة لنا تبقى إطلاق مفاوضات السلام في أجواء تقود إلى إنجاحها».

 

وتطالب الرسالة إسرائيل باتخاذ سلسلة إجراءات وقرارات إيجابية تكون ملموسة على الأرض بغية «صد هجوم المتطرفين على السلطة الفلسطينية ومنعهم من إجهاض العملية السياسية».

 

وكان ميتشل قد وصل إلى إسرائيل، أمس، لإجراء سلسلة لقاءات مع قادتها، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وسينتقل اليوم إلى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس الذي يفترض أن يعود من زيارته لإيطاليا والفاتيكان.

 

تأتي زيارة ميتشل في إطار التفاهمات التي جرت خلال القمة الثلاثية بمشاركة عباس ونتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما، قبل أسبوعين في نيويورك، وهدفها إنهاء النقاش بين الأطراف حول الأمور الإجرائية واستئناف المفاوضات السلمية حول القضايا الجوهرية. ويطلب ميتشل من إسرائيل تجميد الاستيطان كخطوة إيجابية تعين الرئيس عباس على الدخول في المفاوضات.

 

ويرمي ميتشل إلى إنجاز المحادثات حول الأمور الإجرائية حتى نهاية هذه السنة، على أمل أن تستأنف المفاوضات حول التسوية الدائمة في مطلع السنة القادمة. وستستغرق هذه النقاشات بضعة أسابيع، وستتم ليس فقط في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بل أيضا في الولايات المتحدة. ويريد ميتشل أن تتم بحوار مباشر بين الطرفين، بحضور أميركي، ولكن السلطة الفلسطينية ما زالت ترفض الجلوس إلى طاولة واحدة مع الإسرائيليين طالما أنهم لم يجمدوا الاستيطان. وازداد الموقف الفلسطيني حدة، هذه الأيام، بعد قضية تقرير غولدستون.وقالت مصادر إسرائيلية مطلعة، أمس، إن واشنطن «تقدر التضحية التي قدمها الرئيس الفلسطيني بموقفه المؤيد لتأجيل البحث في تقرير غولدستون حول ارتكاب جرائم الحرب خلال عملية الرصاص المصكوك (هكذا تسمي إسرائيل عدوانها على قطاع غزة في مطلع السنة)». وتطلب من نتنياهو أن يأخذ ذلك بالاعتبار في الشهور الستة القادمة ويعطي الدعم للرئيس الفلسطيني في مواجهة خصومه «الذين يستغلون موقف عباس لتحطيم شخصيته كرئيس وزعزعة مكانته».

 

ونقل الصحافي ران إدليست، على لسان مسؤولين أميركيين كبار، أن نتنياهو لا يبدي تفهما عميقا للإجراءات الأميركية في المنطقة. ولا يدرك بعد أهمية الضغوط الأميركية التي قادت إلى تأجيل البحث في تقرير غولدستون: «فالبحث في هذا التقرير اليوم كان سيجعل من إسرائيل دولة عرجاء محاطة بالمطالب الدولية لفرض عقوبات عليها بسبب حرب غزة.

 

والتأجيل أنقذها من هذه العقوبات خلال الشهور الستة القادمة. فإذا لم تقدم على خطوات جدية لدعم عملية السلام ومؤيديها في صفوف الشعب الفلسطيني، فإنها ستحشر نفسها في خانة صعبة على الساحة الدولية، ولن يكون بمقدور الولايات المتحدة مساعدتها».

 

من جهة ثانية، حذر رئيس حركة «سلام الآن»، يريف أوفنهايمر، من الإجراءات الإسرائيلية الاستيطانية قائلا إنها تدهور المنطقة إلى انتفاضة ثالثة.

 

 ودعا الحكومة إلى استيعاب التطورات في المنطقة والعالم. وقال إن كل من يؤيد السلام في إسرائيل يجب أن يقول بصراحة لحكومة نتنياهو إنها تدفع بالبلاد إلى منزلق خطير. وأضاف: «ينبغي أن نقول هذه الحقيقة بصراحة اليوم، حتى لا نضطر إلى سماعها من لجنة تحقيق أخرى تحقق في إخفاقات هذه الحكومة بعد فوات الأوان».

 

 الشرق الاوسط