خبر العاهل السعودي يصل دمشق في زيارة يعول عليها لإنهاء الانقسام العربي

الساعة 03:21 م|07 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم: وكالات

وصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود اليوم الأربعاء إلى دمشق في أول زيارة له إلى سوريا تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس السوري بشار الأسد أثناء مشاركته في افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا الشهر الماضي.

وقال محللون أن هذه الزيارة التي تأتي بعد سنوات من الجفاء بين البلدين تشكل "تقاربا من شأنه أن يضع حدا لعدة نزاعات في المنطقة".

وقد كتبت صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة في عددها الصادر الأربعاء أن وفدا سياسيا كبيرا سيرافق العاهل السعودي خلال زيارته إلى سوريا التي أكدت أنها "تجري وسط ارتياح إقليمي ودولي شجع خلال الأسابيع الماضية على هذا التقارب".

ولفتت الصحيفة إلى الارتياح الذي عبرت عنه فرنسا ولبنان ودول خليجية وعربية مؤخرا لتحسن العلاقات بين السعودية وسوريا لما له من أثر على الوضع الإقليمي، على حد قولها.

وبحسب الصحف السورية فان الملك السعودي سيزور سوريا على رأس وفد يضم عدة وزراء، وسيتم خلال زيارته التوقيع على اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي.

يذكر أن العلاقات بين الرياض ودمشق تدهورت بعد الحرب الأميركية في العراق عام 2003، حيث انتقدت دمشق أنذاك ما اعتبرته وقوفا للرياض إلى جانب الولايات المتحدة.

كما ساهم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005 القريب من السعودية في زيادة حدة التوتر بين البلدين، والذي رأى البعض ان لسوريا يدا فيه، الأمر الذي نفته دمشق قطعيا.

ويقول عدد من المحللين إن هذه الزيارة التي يقوم بهاالعاهل السعودي لأول مرة منذ توليه العرش في عام 2005، ترمي إلى وضع حد للخلافات بين البلدين وخاصة فيما يتعلق بالملفين الفلسطيني واللبناني، بالإضافة إلى العلاقات الاستراتيجية التي تربط سوريا بايران.

ويقول هادي عمر المحلل في مركز بروكينغز الدوحة الذي يتخذ من قطر مقرا له إن دمشق والرياض "كانت لديهما دوما مواقف متعارضة خلال السنوات الماضية" مشيرا إلى أن التقارب بين البلدين يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين دمشق وواشنطن انتعاشا.

وأضاف أن "الرئيس الأميركي باراك أوباما يريد أن يعطي لسوريا دورا في المنطقة على العكس من الإدارة الاميركية السابقة برئاسة جورج بوش ".

يذكر أن أول لقاء مصالحة بين الملك عبد الله، الحليف الكبير للولايات المتحدة في المنطقة، والرئيس السوري بشار الأسد، الذي بدأت بلاده بفتح حوار مع الادارة الاميركية الجديدة، قد حدث مطلع عام 2009 على هامش القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت.

وفي 23 سبتمبر/أيلول زار الرئيس السوري السعودية للمشاركة في افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا "كاوست" بالتزامن مع العيد الوطني السعودي، وذلك بعد أن كانت المملكة قد عينت في شهر يوليو/تموز الماضي سفيرا لها في دمشق بعد أن ظل هذا المنصب شاغرا لمدة عام.

وتعتقد الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية أن دمشق بإمكانها المساهمة في البحث عن حلول للملفات الساخنة في المنطقة كالعراق ولبنان والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وفي لبنان، اعتبرت صحيفة السفير المقربة من دمشق أن زيارة الملك عبد الله إلى دمشق تشكل "رسالة مفتوحة" إلى رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بانتهار "فرصة الزيارة لاعلان حكومة شراكة".

ويراهن العديد من المحللين على التقارب السوري-السعودي لوضع حد للخلافات التي تشهدها لبنان والتي لم يتم تشكيل حكومة فيها منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر يونيو/حزيران الماضي والتي فاز فيها تحالف 14 مارس/آذار الذي يتزعمه سعد الحريري المدعوم من الرياض أمام تحالف 8 مارس/آذار الذي يقوده حزب الله المدعوم من دمشق.

من جهتها، كتبت صحيفة النهار اللبنانية المقربة من قوى 14مارس/آذار أن "لبنان معني أكثر من أي وقت بالمصالحة السعودية-السورية بالنظر إلى الانعكاسات السلبية التي حصدها نتيجة الخلاف بين دمشق والرياض ولم يكن آخرها تعثر تأليف الحكومة في لبنان".