خبر يجب الصمت الان .. معاريف

الساعة 01:23 م|07 أكتوبر 2009

بقلم: ابراهام تيروش

اقترح بهدي من عيد العرش الذي يدل عليه الأترج كثيرا ما يلي: هلم نفرد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في موضوع جلعاد شليت. صدقوني كان رئيس الحكومة شارون اكثر اشكالا في موضوع الانفصال. ماذا يعني افراد نتنياهو؟ يعني هذا بلغة عبرية بسيطة الكف عنه. ان ندعه يتم المواجهة الصعبة مع حماس وان ينهي الاجراء سريعا بقرار شجاع، من غير ان نتحداه وان نلذعه وان نذكره طول الوقت بما قاله في الماضي عن دفع أثمان باهظة الى ارهابيين مختطفين، وماذا كان يقول لو رأس الان المعارضة.

صحيح لقد قال ما فكر فيه في هذه القضية عندما كان في المعارضة. ومن المحقق انه ربما لو كان هنالك الان، والمسؤولية عن مصير جلعاد شليت غير ملقاة على كاهله، لظل يقول ذلك. أي تمثيل موقف صارم من قضية اطلاق الجندي المختطف. أهذه أول حالة يغير فيها من يبلغ السلطة مواقفه من موضوعات مختلفة وفيها موضوعات رئيسة جدا؟ لا يكاد يوجد مثال على عدم حدوث هذا (فبيغن من اخلاء سيناء، ورابين من محادثة عرفات، وشامير من المضي الى مؤتمر مدريد، وشارون من الانفصال عن غزة، واولمرت من تحوله اليساري)، ولست اريد ان اكرر ها هنا سلسلة الكليشيهات من ذلك النشيد، عما يرى من أين.

ليس نتنياهو هو الذي ابتدع وأحدث طريقة السلوك الاسرائيلي المعوج من موضوع تبادل الاسرى والمختطفين. فهو يأكل ما طبخه اسلافه منذ سنين طويلة.

كان رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت يستطيع ان يسمح لنفسه بأن يكون متشددا وألا يتنازل، لانه واجه نهاية ولايته. ألقى أولمرت حبة البطاطا الساخنة هذه – الثمن الباهظ الذي تطلبه حماس – في حضن من حل محله. لا يستطيع بنيامين نتنياهو ان يرمي بحبة البطاطا الساخنة هذه قدما فلا يوجد من ترمى اليه. فالمسؤولية والعبء وعذابات القرار والخوف من ان يحدث لجلعاد شيء سيء يجثم على ضميره طول ايامه – كل ذلك عليه. لا تحسدوه.

لم يكن اي رئيس حكومة يستطيع، في الوضع الذي وصلنا اليه، ان يعاند حتى النهاية؛ ان يرفض الصفقة الى ان تعدل كثيرا مطالب حماس وان يسلم بذلك جلعاد الى مصيره. ان روح رون اراد يحوم على قضية شليت وهو يضرب بقوة ما يفترض ان يستقر رأيه عليه. أقامر بأنه لو استمر أولمرت على الحكم لخضع هو ايضا آخر الامر. يستطيع رئيس الحكومة ان يساوم، وان يحاول خفض الثمن ونوعه، وربما ان يطيل القضية حتى ما بعد الانتخابات في الضفة لمنع حماس انجازا. لكن سيكون عليه ان يحسم في غضون زمن غير طويل، وان يدفع ثمنا عاليا وان ينفذ التبادل غير المتناسب الذي فيه مخاطرة ايضا.

كل ما يحذر منه معارضو صفقة شليت صحيح. فالعوض الذي سندفعه باهظ حتى الرعب، فسيطلق قتلة سيعود بعضهم في شبه يقين الى سفك الدماء وقد تساعد الصفقة في فوز حماس في الضفة. كل ذلك صحيح. يجب قلب سياسة اسرائيل رأسا على عقب وطريقة سلوكها وهي تواجه مشكلة الاسرى والمختطفين. ليس هذا سهلا، هذا مؤلم وقد يتطلب في البداية ضحايا لكنه لا مناص من ذلك. بل ان ذلك قد يجدي في الامد البعيد. اذا رفضت اسرائيل دفع أثمان مجنونة عوض مختطفين، فلن توجد قيمة لـ "سنختطف شليت وشليت اخر" كما قال خالد مشعل.

بيد انه لا يمكن فعل ذلك على كاهل جلعاد شليت. لا يحل تغيير السياسة وسبل العمل في موضوع جد حساس ومؤلم تغييرا بأثر رجعي، ومصير جندي ما ملح. يجب ان يتم هذا بعد اطلاقه. الان بعد البرهان على انه حي، وهو علامة طريق في الطريق الى اتفاق، من المهم انهاء قضية شليت في اسرع وقت. لا تحاسبوا نتنياهو الان من اجل جلعاد. دعوه يعمل.