خبر ينبغي عدم تحويل نزاع قومي الى نزاع ديني في القدس .. اسرائيل اليوم

الساعة 01:22 م|07 أكتوبر 2009

بقلم: عوزي برعام

الوضع في القدس قد يضلل. انه قابل للانفجار. التقدير المتفائل انه "بعد مضي الاعياد ستمضي الازمة" غير مضمون. لكن كي نعلم علاج الوضع يجب علينا ان نحلل الاحداث في الحاضر وفي المستقبل.

يوجد بيننا وبين الفلسطينيين نزاع عميق – قومي وديني. يحاول العقلانيون بيننا صرف النزاع وحله الى سبل قومية لا الى سبل دينية. صحيح، النزاع القومي ايضا صعب ويوجب على الطرفين التخلي من الاحلام والاشواق والرؤى. لكن النزاعات القومية حلت في كل قارة تقريبا. ولم يصبح حلها قصة عشق. لقد أحدث وضعا محتملا، مشكلا لكنه أنهى الحرب الدامية.

النزاع الديني أشد خطرا وأصعب للحل. لكن يوجد من يحاول اعطاء النزاع وجهة دينية، غير عقلانية، مليئة بتسويغات مصدرها الكتب المقدسة ومطامح كامنة الى تجديد التراث الذي كان سائدا ها هنا قبل آلاف السنين او مئات السنين.

أنا اعرف الشيخ رائد صلاح معرفة جيدة. التقيته اكثر من مرة. الحديث عن شخص خطر، عدو للتعايش بين الشعبين. من بين عرب اسرائيل، هو القوة الدافعة التي تحاول جعل جوهر النزاع مواجهة دينية بين الاسلام واليهودية باسم الشعار الزائف "الدفاع عن المسجد الاقصى".

لكن الشيخ رائد صلاح وأتباعه ليسوا وحدهم. فاليمين الخلاصي عندنا يقدس بناء الهيكل ويؤمن بـ "تجديد مملكة اسرائيل الثالثة". ان ناسه يشاركون في رغبة جعل الشقاق القومي شقاقا دينيا لا يمكن التحكم به. يعارض الشيخ رائد ومؤيدوه كل تسليم لدولة اسرائيل. وهم لا يصغون الى التفاوض. وطموحهم الى تثوير العالم الاسلامي على ما يسمونه "تهويد القدس". كذلك يعلم اليمين المتطرف ان تحميس نفوس جماهير المسلمين سيحسم كل محاولة لانهاء النزاع بتسوية سلمية. فلا توجد تسوية بين الاديان لكن تمكن تسوية بين الشعوب. لهذا يجب على الجمهور السليم – من اليمين ومن اليسار ومن المركز – ان يتوحد على رأي انه يجب علينا ان نمنع امكان التصعيد الديني. ثم من يقولون انه اذا تخلت اسرائيل عن تحقيق حقها في القدس وفي جبل الهيكل، فانها تلغي تسويغ وجودها. وهم يظنون انهم سينجحون في فرض رأيهم على الرأي العام في العالم وفي اسرائيل. لكنهم مخطئون. كان ضم شرقي القدس الى دولة اسرائيل خطوة قبلها اكثر الجمهور الاسرائيلي حتى اولئك الذين رأوا حرب 1967 "بدء الخلاص" وقال العلمانيون ايضا ان "توحيد المدينة ضرورة الساعة"؛ لكن توحيد المدينة بقي متكلفا بلا حقيقة. لقد عدم الاعتراف الدولي، وهو يحدث فرقا غير ممكن بين الفلسطينيين الذين يسكنون القدس الشرقية وبين أصدقائهم وعائلاتهم في رام الله ونابلس. لم يساعد التوحيد مكانة اسرائيل لا في العالم ولا في المنطقة ولا داخل دولة اسرائيل.

الخطر يترصد الجانبين. اصبح ابو مازن الذي يشعر بالجو عند شعبه يزيد من حدة النغم في مواجهة اعمال اسرائيل في القدس، وهذا برهان على ان جهات غير عقلانية تستطيع ان تحدث جو طوارىء كل من يتحلل منه يعرض مكانته للخطر. لهذا ينبغي العمل بحكمة وان نتذكر اننا دولة صغيرة نقع في قلب العالم العربي. لنا مصلحة في منع الاشتعال الديني الذي لا يعلم احد ما تكون نهايته.