خبر لا ينبغي الخوف من صفقة جلعاد شليت .. اسرائيل اليوم

الساعة 01:22 م|07 أكتوبر 2009

بقلم: ألون لوبوفيتش

الجدل العام في موضوع صفقة جلعاد شليت هو جدل حسن وصحيح. بيد ان توقيته مناسب بعد اطلاق شليت فقط.

لا يوجد اي شك في جهود حماس لاستعمال واع مجد لجلعاد من اجل مصالحها ولا سيما السياسية. فهم يريدون البرهان على نجاح للشعب الفلسطيني باطلاق سجناء وتهديدنا باختطافات اخرى: "شليت وشليت وشليت" كما قال مشعل في المدة الاخيرة.

لكن يجب علينا ان نفكر فقط في حياة جلعاد شليت حتى لو ساعد اطلاقه مصلحتهم. ان حل قضية شليت موضوع على بابنا. وحياته في ايدينا لا في ايدي حماس فقط. ما تزال فرصة احضاره الى بيته قائمة. ينبغي ألا نضيعها.

كذلك يتصل حل قضية شليت بالشعور ايضا لا بالمنطق فقط. ففي غزة يوجد شاب، جندي منذ أكثر من ثلاث سنين، ومن المحتمل انه لا يعلم ما الذي ينتظره بعد ذلك. انه يعيش كل دقيقة من حياته ويحارب محاربة يومية بين التفاؤل والتشاؤم بلا نور النهار من النافذة. اكثر من 1200 يوم هي نحو من ثلاثين ألف ساعة من العزلة. فكروا في ذلك وشعروا بذلك.

أجل لن يكون قرار اطلاقه عوض مخربين سهلا، ومن المحقق انه لن يكون كذلك بالنسبة لعائلات ثكلى يعارض بعضها وبحق الصفقة التي قد تحرر قتلة أعزائها.

لكن في هذه النقطة فكروا في عائلة نحشون فاكسمان الراحل. فالامر غير سهل عليهم ايضا لكنهم يوافقون على اطلاق قتلة ابنهم من اجل حياة جلعاد. تذكروا ان جلعاد شليت ما يزال حيا لكنه ربما يكون ما يزال فقط...

في كل ما يتعلق بالخوف من اعمال ارهابية ينفذها المحررون، وفضلا عن اننا يجب ان نعتمد على الجيش الاسرائيلي – وهو جيش ذو قدرات تنفيذية واستخبارية من افضل ما يوجد في العالم – اذا لم تتم الصفقة فيمكن الخوف من اعمال ارهابية لجمهور فلسطيني محرض استعد لتلقي سجناء ويسمع اخر الامر انه "لان اسرائيل رفضت الصفقة" لن يحرر السجناء. في الواقع سيوجد عندهم دائما سبب للارهاب اذا بحثوا عنه. لكن يجب علينا ان نعتمد على الجيش الاسرائيلي كما قلنا آنفا.

ما لم يسد السلام منطقتنا فسيوجد مخربون دائما – وحتى لو اعتقلنا جزءا فسينشأ آخرون كالفطر بعد المطر. لهذا فالخوف من الارهاب ليس سببا كافيا جيدا لمعارضة الصفقة. في الايام الاخيرة، في جبل الهيكل، طعن غلام في السادسة عشرة جنديا من الجيش الاسرائيلي. هل اطلق هذا المخرب في صفقة ما؟ لا فهو يدفعه التحريض.

لهذا حل معضلة صفقة شليت يجب الا يكون متصلا بالنزاع كله، ويجب الا يكون بيقين على كاهل جلعاد. فقد عانى معاناة كافية ولم يعد يستطيع ان يحمل على ظهره جدلا سياسيا وأمنيا أيضا.

ان سن قانون يسوي موضوع اطلاق المخربين في اطار صفقة تبادل اسرى يستطيع ان يحل المعضلة التي نواجهها في اوضاع من هذا القبيل. آنذاك سيعلم المخربون ان القانون هو القانون. لكن حتى ذلك الحين، وفي الوضع الذي نشأ، يجب الموافقة على الصفقة.

استطيع ان لكوني انسانا فقد صديقا قبل سنين، ان اقول ان اعادة جلعاد شليت الى بيته تشبه النجاح في اعادة قريب من عالم الاخرة. هذا ممكن في حالة جلعاد شليت.