خبر هكذا انقضى مصدر رزقهم ... يديعوت

الساعة 01:21 م|07 أكتوبر 2009

بقلم: ايتان هابر

انقبض قلبي واهتز تأثرا هذا الاسبوع، عندما ظهر من الأفق ومن الصفحات الخلفية للصحف عريش وزير النقل العام اسرائيل كاتس. فقد ملأ ألفا محتفل كما أبلغ العريش في احدى بلدات الجنوب – واهتز قلبي وقلوب كثيرين ايضا طلبا اليهم. من لم يشاهدهم فاليه نبأ مدويا: على جبين كل واحد وواحدة من الضيوف تقريبا نقش عنوان خفي: "هكذا ينقضي المجد". فليشربوا الكولا، وليحملوا البيسلي، بشرط ألا يعودوا الى حياتنا. الى اللقاء ايها الاصدقاء، الى اللقاء في العرش المقبلة.

لم يكن شخص واحد هنالك عند كاتس في العريش، ومن شبه اليقين ان كثيرين من ورائه لا يحبونه كثيرا الا وهو بنيامين نتنياهو. الشخص الذي أتى بهم الى الحكم، لكنه محا لهم الابتسامة عن الشفاه وجعل غير قليل منهم يبلغون خط السحب على المكشوف في حسابهم المصرفي. هكذا في الحقيقة ينقضي مصدر الرزق.

يحسن ان نذكر اصحاب الذكرة القصيرة، ونكاد كلنا نكون كذلك، بأن اعضاء مركز الليكود حتى الى ما قبل سنين قليلة كانوا نوابا لله. كانوا يخرجون ويجلبون، ويدخلون ويخرجون في أبواب السلطة، وكأن الدولة ملكهم الخاص. مدة سنين، وفي أعين كثير من أعضاء المركز أنفسهم ايضا، كانوا رمزا لفساد الحكم وللفساد العام. ان جماعة غير كبيرة من بين ثلاثة آلاف فصاعدا من أعضاء المركز جعلت هذه المؤسسة مصدر رزق. لقد استقالوا من أماكن عملهم، او احتالوا على ذلك، وكسبوا ملايين – هكذا بصراحة – من الاتجار بالسلطة، وبخاصة تنظيم اللقاءات مع الوزراء.

كانت لهم "اسعار" تخصهم، هي آلاف الالاف من الشواكل دائما تقريبا لتنظيم لقاءات كهذه. وقد أعظم احدهم الفعل اذ طلب اكثر من مليون شيكل عن تنظيم لقاء مع وزير الدفاع، وعندما رفض "الطالب" دفع مبلغ عال جدا – ادعى عليه عضو المركز ذاك في المحكمة. وقد تم آنذاك الاتجار ايضا بالرخص، والجوازات، والمتع، ووجد الوزير او عضو الكنيست ممن لم يستجب للفساد، نفسه تحت تهديد: "لن ننتخبك".

رأيت ذات مرة بأم عيني في عرس جميع وزراء حكومة اسرائيل تقريبا، وفيهم رئيس الحكومة اريك شارون، وأعينهم غافية ولا يعلمون ما الذي جاؤوا اليه – الى عرس او حفل ختام او حفل بلوغ. همس ان بضع عشرات او  مئات من اعضاء المركز فقط، كما قلنا آنفا (وهذا كثير بطبيعة الامر) عملوا في الفساد والاحتيال، لكنهم اعطوا الليكود كله صورة مجموعة اوغاد. ادرك نتنياهو وكثير آخرون من الفور الضرر المتراكم من اعضاء المركز اولئك، وبخطوة سياسية جريئة تكاد تكون انتحارية، غيروا الدستور، بحيث سلب اعضاء المركز قدرة التأثير الرئيسة في انتخاب قائمة الكنيست. نقل الانتخاب الى جماهير اعضاء الحزب. منذ تلك اللحظة التأسيسية استقال او انزاح جانبا تلك العناصر الجنائية التي انضمت علنا الى الليكود والى مركزه، واضطر كثير اخرون للبحث عن عمل حقيقي. لم تعد توجد اليوم حاجة الى دفع عشرة آلاف شيكل للقاء وزير.

كما قلنا آنفا، سيكون من الشر لاسمه ان نزعم ان كل اعضاء مركز الليكود كانوا كذلك، فالعكس هو الصحيح: كان كثيرون مستقيمين ونزهاء وطلبوا في الحقيقة ان يكونوا مندوبين عن الجمهور. لكن تلك الجماعة، التي يعرفها كل عضو مركز منذ ذلك الحين بالاسم الخاص واسم العائلة، القت بظل ضخم على مجد البيتار، وهو مصطلح لم يسمع به قط. من فضل نتنياهو، ينبغي ان نقول كلمة حسنة في هذا الشأن، انه قضى على وكر الرشوة والفساد هذا، بحيث بقي لاعضاء المركز عريش وشيء من البيسلي والكولا فقط.