خبر « حماس »: تجرَى مداولات مع القاهرة بشأن انعكاسات تأجيل تقرير غولدستون على الحوار

الساعة 05:58 ص|07 أكتوبر 2009

"تصريح عريقات فارغ المضمون واستهلاك إعلامي"

"حماس": تجرَى مداولات مع القاهرة بشأن انعكاسات تأجيل تقرير غولدستون على الحوار

فلسطين اليوم- غزة

أعلنت حركة "حماس" أن مداولات تُجرَى بين قيادتها والأشقاء المصريين في القاهرة بشأن انعكاس موقف سلطة رام الله من تقرير غولدستون على الجهود المبذولة للحوار.

 

وقال الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم "حماس" إن قيادة الحركة "تجري مداولات مع الأشقاء في القاهرة بشأن انعكاس موقف السلطة على الجهود المبذولة للحوار"، مؤكدًا في نفس الوقت "تمسك الحركة من حيث المبدأ بتحقيق المصالحة الفلسطينية كخيار لا تراجع عنه".

 

وجدد المتحدث باسم "حماس" تأكيد أن موقف سلطة رام الله تجاه تقرير غولدستون وقيامها بتعطيل رفعه إلى مجلس الأمن أصاب الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بصدمة كبيرة.

 

وأضاف أن "هذا الموقف مثل أيضًا طعنة لأهالي الشهداء وضحايا الحرب على غزة والمتضرِّرين من هذه الحرب الغاشمة".

 

وشدد على أن هذا أمرٌ لا يمكن تجاوزه؛ لأنه يمثل سابقة أولى من نوعها في التاريخ، عدا ما يمثله ذلك من إعفاءٍ للاحتلال من مسؤولية جرائم الحرب التي اقترفها، وتوفير الفرصة للاستمرار في العدوان.

 

وبشأن تصريحات صائب عريقات بأن السلطة ملتزمة برفع التقرير إلى الجهات الدولية، أكد أبو زهري أن هذا تصريح فارغ المضمون، وهو مجرد استهلاك إعلامي ليس أكثر لمحاولة امتصاص الغضب الشعبي من هذه الجريمة، خاصة أنه جاء بعد سلسلة من التصريحات والمواقف المتضاربة لمسؤولي السلطة حول حقيقة ما جرى.

 

وأكد أن المطلوب ليس تصريحات إعلامية، وإنما جهد حقيقي وعاجل لضمان رفع التقرير إلى الجهات الدولية، إلى جانب اعتراف رسمي وصريح من سلطة رام الله بارتكابها هذه الخطيئة الوطنية والاعتذار عنها ومحاسبة المتسببين بها. 

الزهار :أحبذ تاجيل توقيع الاتفاق

في حين قال الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس  ان قيادة حركته ستعقد اجتماعا لبحث موضوع مشاركتها في حوار القاهرة القادم، وذلك عقب تأجيل البت في تقرير غولدستون، مشيرا الى انه يحبذ عدم عقد المصالحة في هذا الوقت.

 

واكد الزهار لصحيفة القدس العربي ان قرار تأجيل تقرير غولدستون 'القى بظلاله على الحوار'، مشيرا الى ان قيادة حماس لا تستطيع المشاركة في هذا الوقت في جولات الحوار، بسبب اتهامات كبار مسؤولي السلطة بما فيهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قرار التأجيل.

 

واشار الزهار الى ان رأيه القاضي بتأجيل عقد اجتماعات المصالحة جاء بسبب الاتهامات، وقال 'كانت اسرائيل اتهمتهم (مسؤولي السلطة) بأنهم شاركوا معها في الحرب، وقتلوا ابناء الشعب الفلسطيني، فكيف سنصافح اياديهم وعليها دماء الفلسطينيين، من اطفال ونساء وشيوخ؟'.

 

واكد الزهار  انه ممن يحبذون تأجيل عقد جلسات الحوار. وذكر الزهار ان حركة حماس ستجري اتصالات مع المسؤولين المصريين، لبحث موضوع المصالحة، او تأجيله الى تاريخ آخر، مطالبا في ذات الوقت بتشكيل لجنة من التنظيمات الفلسطينية، (لا تكون بقرار من الرئيس عباس) لاعداد تقرير حول موضوع تأجيل تقرير غولدستون، على ان تشرف عليها جهة عربية محايدة، للبحث في اسباب التأجيل، ومن وقف خلف هذا القرار.

 

وقال الزهار ان رفضه ان تشكل اللجنة بقرار من ابو مازن، يعود لكونه 'متهما'، بالوقوف وراء قرار التأجيل.

 

ونفى الزهار ابلاغ حركته بأي تواريخ جديدة لعقد المصالحة والحوار، وقال 'في آخر اجتماع لقادة حماس مع المسؤولين المصريين تم ابلاغنا ان اجتماع الفصائل سيتم يوم 18 الجاري، يتلوه توقيع يوم 19، ثم احتفال رسمي يوم 20 من ذات الشهر'.

 

كذلك اشار الزهار الى ان حماس لم تضع اي شروط جديدة على الحوار، وقال ان هذا الامر يحتاج الى اجتماع للحركة، مع باقي الفصائل الاخرى.

 

وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اعلن ان الفصائل الفلسطينية ستوقع اتفاق المصالحة يوم السادس والعشرين من تشرين الاول (اكتوبر) الجاري. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الاردنية عمان بعد لقائه العاهل الاردني الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس: ان 'قادة فتح وحماس اتفقوا على الاجتماع في اليوم الذي يسبق التوقيع، الامر الذي سيمكننا من التوقيع على المصالحة مساء اليوم الذي يليه'.

 

وفي سياق المصالحة اتهم حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح تيارا داخليا في حركة حماس، قال انه 'يعرقل اتمام المصالحة الوطنية وانجاح الجهود المصرية'.

 

واشار في تصريحات صحافية الى ان هذا التيار 'لا يريد المصالحة ويحاول التهرب من استحقاقات الوحدة الوطنية'.

 

ورأى الشيخ ان حماس تعاملت مع تقرير غولدستون بـ'تهويل كبير'، وقال ان هذا التهويل 'كان مبالغا فيه'.

 

واضاف 'حماس تحاول ان تظهر نفسها وكأنها تشي غيفارا وحريصة على قضايا شعبنا اكثر من الفصائل الفلسطينية'. وعاد الشيخ واتهم التيار الذي لم يسمه في حركة حماس بأنه يحاول التهرب من المصالحة الوطنية لان 'له مصالح شخصية وبنى امبراطوريات ويريد المحافظة على وضعه والتهرب من اي استحقاق وطني'.

 

واشار المسؤول الفتحاوي الى ان الوقت غير ملائم لكي تقول القيادة الفلسطينية كل ما لديها حول موضوع تأجيل التقرير، لافتا في ذات الوقت الى ان التقرير يعد 'انجازا تاريخيا للشعب الفلسطيني'.