خبر زيارة الآن.. هآرتس

الساعة 09:49 ص|06 أكتوبر 2009

بقلم: زئيف سيغال

من لم يتأثر بالفجوة التي لا يمكن ادراكها بين القطع في أحكام تقرير غولدستون ضد اسرائيل ونواياها في حملة "رصاص مصبوب" وبين اللهجة اللطيف  وغير الحازمة تجاه الفلسطينيين، حسنا يفعل اذا ما عاين في التقرير القليل من الامور التي كرست لـ "الاحتجاز المتواصل قيد الاعتقال للجندي الاسرائيلي جلعاد شليت".

من بين 452 صفحة في التقرير، بصيغته الرسمية، مكرسة صفحتان فقط (284 – 286) لاحتجاز جلعاد شليت في الاسر. وباستثناء ذكر خاطف آخر لاسمه فقط في توصيفات الخلفية للحملة، يتخذ التقرير، الحاد بشكل عام في احكامه، لهجة موجزة ومضبوطة جدا في هذا الشأن.

التقرير يعترف بشليت كأسير حرب، يحميه ميثاق جنيف الثالث. منع زيارات الصليب الاحمر عمن ينطبق عليه الميثاق هو مس خطير وخرق فظ للقانون الدولي الانساني. ولكن التقرير من جهته يمتنع عن التلبث عند ذلك، وعن الذكر المفصل للتعليمات الصريحة في الميثاق او لا سمح الله التشديد عن ان الحديث يدور عمن هو محتجز في الاسر لاكثر من ثلاث سنوات دون أن تسلم عائلته او هيئات مخولة اخرى معلومات عن حالته.

الشريط الذي بث يوم الجمعة، بعد مرور اكثر من 1.200 يوما على احتجازه في مكان خفي في أسر حماس، ليس فيه ما يقلل من شدة التنكيل له ولعائلته بحرمانها من المعلومات عن حالته. الشريط وان كان "ثبت" على حد تعبير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حقيقة أن جلعاد حي، الا انه لم يفعل اكثر من ذلك. من نشر الشريط وحتى لقاء رجال الصليب الاحمر معه، لا تزال الطريق طويلة.

تسليم الشريط، الذي أملى أسروه كل تفاصيله يمكن أن يعتبر على سبيل الخطأ كبديل مناسب عن عقد اتصالا مع شليت من خلال رجال الصليب الاحمر. في كل الاحوال يجدر أن نتذكر بان الشريط لم يسلم من أجل الايفاء بمعيار دولي بالحد الادنى بل مقابل تحرير سجينات فلسطينيات أدن بجرائم خطيرة.

كل قضية شليت المتواصلة تحظى في تقرير غولدستون بوصف موجز، يتضمن في أساسه موقفا في أن اسرائيل هاجمت مبان في غزة واعتقلت رجال الحكم الفلسطينيين من أجل العمل على تحريره. مثول نوعام شليت امام لجنة غولدستون في جنيف في شهر تموز من هذا العام يحظى بذكر في سطرين وهكذا ايضا قول شاحب عن واجب السلاح لابنه بالاتصال بالعالم الخارجي وبزيارة "دون ابطاء" للصليب الاحمر.

وبينما لم تطالب اللجنة، بقدر ما هو معروف، في اثناء مداولاتها في غزة السماح بزيارة لدى شليت،، تعرب في الصفحتين المكرستين لشليت في التقرير عن قلقها من تصريحات زعماء اسرائيليين يربطون "الحصار" على غزة بكون شليت في الاسر. وترى اللجنة في ذلك "عقابا جماعيا متواصلا" ضد السكان المدنيين في غزة. وتشير اللجنة ايضا الى أنها استمعت الى شهادات في اثناء حملة "رصاص مصبوب" بان جنودا اسرائيليين حققوا مع فلسطينيين معتقلين على مكان تواجد جلعاد شليت.

من الصعب الافتراض بان توصية تقرير غولدستون السماح بزيارة "دون ابطاء" لدى شليت ستحظى بصدى دولي غير أنه ليس غنيا عن البيان نشر ذلك وذكره الى جانب كل المطالبات بالتحقيق المستقل بـ 36 حدثا موصوفا في التقرير. عدم تطبيق حكم التقرير في موضوع زيارة الصليب الاحمر يجب أن تثير من جديد مطلب منع زيارات العائلات لدى سجناء حماس المحبوسين في اسرائيل.

مجموعة من النواب في الكنيست اقترحت قبل عدة اشهر اقتراحا لقبول قانون بموجبه تمنع زيارات العائلات لدى السجين الذي ينتمي الى منظمة ارهابية تحتجز مواطنا او مقيما اسرائيليا بشروط حبس فيما تمنع الزيارات عن السجين. الاقتراح الذي يمكن لحكومة اسرائيل أن تتبناه حتى بدون قانون، متوازن ولا يتعارض مع القانون الدولي الذي بموجبه تتاح زيارات المحامين ورجال الصليب الاحمر.

منع المعلومات عن شليت على مدى اكثر من ثلاث سنوات هو غير انساني ولا يمكن لاي شريط مطبوخ ان يغطي على ذلك. اذا كان الشريط الذي بث يشير الى حالة صحية سليمة، على حد قول حماس والى "معاملة ممتازة" من جانب آسريه على حد تعبير جلعاد في البيت المراقب، فليس لحماس ما تخفيه. اسرائيل ملزمة بان تواصل الاصرار على مطلب زيارة الصليب الاحمر لدى الاسير جلعاد شليت. هذا يجب أن يكون الخطوة التالية.