خبر 3 ملاحظات على الوضع.. هآرتس

الساعة 09:39 ص|06 أكتوبر 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

1. هذه الايام يذكرون انشودة "ليس لي لحظة راحة – او فضيحة او مهرجان". عندما انازع نفسي في رؤيتي أننا نحرر 21 مخربة مقابل شريط من دقيقتين وربع، ولا تزال المفاوضات على عدد المخربين الذين يطالبون بتحريرهم يمكن ان  تتواصل بضعة اشهر، أتذكر القول الهنغاري المأثور: "لا تقصروا ذيل الكلب قطعة قطعة كي توفروا عليه الالم".

لا يحتمل، ان دولة تعتبر قوة عسكرية عظمى تصبح أداة لعب بيد منظمة ارهابية. هذه الدولة، التي قررت في بداية عهدها ان أبدا لن تتفاوض مع ارهابيين، انظروا طائرات "سبينا" و "اير فرانس" – اصبحت بشكل محرج خاضعة للابتزاز. خالد مشعل اياه، المدين للملك حسين بحياته حين تدخل لصالحه، ويهدد علنا بانه سيختطف شليت آخر وشليت آخر، الى أن يتحرر كل السجناء – يمكن أن يختطف في اللحظة التي تقررها اسرائيل. ولكن في الوضع الذي نوجد فيه الان علينا أن نقرر واحدا من اثنين: اذا كنا سنخضع على أي حال، فلماذا نطيل المفاوضات؟ اقترح ان نعيد لهم كل السجناء الذين في ايدينا. فاحتجازهم، بظروف اعتقالهم الممتازة، تعليمهم، يكلف الدولة مالا طائلا. وبعد أن يعاد جلعاد شليت يمكننا ان نقرر مرة واحدة والى الابد مبدأ واحد ضد واحد. ولجسد الامر، وليس لجسد الانسان (أي موضوعيا وليس شخصيا).

2. من الصعب التصديق بانه مرت ثلاث سنوات وربع السنة الى أن تلقينا شريط شليت. أي كان الصليب الاحمر؟ أين كان اولمرت؟ كم من الوقت كان ينبغي لنا أن ننتظر الى أن تلقينا تأكيدا على أن جلعاد على قيد الحياة؟ لقد عودونا، بان المخطوف هو بالاجمال ورقة مساومة. عندنا قدروا، بانهم يحافظون عليه كبؤبؤ العين.

في دولة ضحت باكثر من عشرين الف من ابنائها في الحروب على وجودها لا يصدق كم تدخل وسائل الاعلام الى قدس أقداس الثكل العائلي، بكاميراتها وباسئلتها الفظة. اساف رامون الذي قتل في حادثة الطائرة، وكانت مصائب كهذه في سلاح الجو غير مرة، اصبح قديسا بسبب ملابسات وفاة أبيه. قال بيبي: "مأساة فظيعة لشعب اسرائيل بأسره". اما بيرس فقال: "هذه أكثر من مصيبة. هذا شرخ". وقال دان مرغليت ان اساف وابيه دخلا "البوثقة الوطنية". وعن حق لاحظت أم اساف بان قبل ساعتين من تبليغها الرسمي بموت ابنها كان هناك مصورون في ساحة دارها. عاموس كرميل سأل بمرارة، من يذكر حنان باراك وفابل سلوتسكر، الجنديين اللذين قتلا في ذات الحادثة التي اختطف فيها شليت. حين وصل الشريط اندلعت الامواج المفتوحة في كل وسائل الاعلام كتسونامي. جلبوا علماء نفس، خبراء حللوا كل حرف وحرف على لسانه. بالنسبة للسنوات الثلاث من انعدام اليقين، بدا على افضل حال.

3. كيف حصل أن دولة من يوم قيامها كانت اعجوبة، ومع الزمن تضخمت الى حجوم قوة عظمى اقليمية، وكنا نفخر بالنطق بالعبرية في خارج البلاد فيما كان المارة ينظرون الينا باعجاب، اصبحت فجأة منبوذة بفضل المقت؟ بعد سنة من قيامها كانت اسرائيل مستعدة لان تصنع السلام في الخطوط التي قررتها الامم المتحدة مع الدول العربية التي هاجمتها. ولكن الدول العربية رفضت. رفض الاعتراف باسرائيل حكم عليها بحرب إثر حرب وسفك دماء متواصل. ولكن اسرائيل أثبتت بانها تعرف كيف تصنع السلام؛ مع مصر، التي في الحروب معها قتل 2.569 اسرائيليا. ما يثبت انه اذا كان الطرفان يريدان، فهذا ممكن.

في العام الواحد والستين لقيام الدولة اصبح نشيد "العالم كله ضدنا" واقعا. كيف وصلنا الى وضع كان من شأن وزير الدفاع فيه أن يعلق في لندن كمتهم بجرائم حرب؟ كيف حصل ان ضباطا كبارا يتلقون التحذير في أن يفحصوا جيدا الى ان يسافرون؟ لا يحتمل أن على مدى ثماني سنوات تطلق الاف صواريخ القسام على بلدات مدنية ولم تتشكل لجنة غولدستون ضد حماس.

لم يسبق أبدا ان كانت صورة اسرائيل على هذا المستوى المتدني مثلما بعد حملة "رصاص مصبوب". لم تكن هناك اعدامات. لم يكن سلب ونهب ولم يكن اغتصاب. الحملة صادق عليها شخصيا ميني مزوز. وكل قائد لواء كان متصلا ببؤرة استشارة قانونية. 1.200 هدف تحدد كحساس ولم يلمس. اعترفنا بكل الاخطاء، وبالتأكيد حين قتلنا بالخطأ اثنين منا. العملية قد تكون طالت اكثر مما ينبغي. باراك كان مع تقصيرها، ولكن اولمرت عارض.

آه نعم، كانت لنا 10 ضحايا وليس 200. اذا كان هذا يثير اعصاب العالم المتنور، فليس امامنا غير طلب المعذرة على انتصارنا.