خبر لا جديد تحت الشمس.. إسرائيل اليوم

الساعة 09:33 ص|06 أكتوبر 2009

بقلم: يهوشع سوبول

اذا كان الهدوء الذي ساد في  الفترة الاخيرة قد ضلل احدا ما، فان احداث الايام الاخيرة تذكر بأن النزاع – رغم القمة التي عقدت في نيويورك – لا يزال هنا.

القمة عقدت وصورت. الزعيمان تصافحا ولم يتبادلا كلمة. ولا حتى ابتسامة. الخطابات المتوقعة القيت. كل زعيم تحدث الى شعبه والى قطيع رعيته. القطيع رد بغثاء الموافقة. لم يستمع احد الى ما قاله الاخر. فالاقوال على اي حال لم تكن موجهة الى تلك الاذان. بعد ذلك قال الواحد ان الاخر ليس شريكا في محادثات السلام، والثاني قال ذات الكلمات عن الاول. كل واحد من الاثنين اهتم في ان يعرف كيف اثرت اقواله على الرأي العام في اوساط ابناء شعبه. كلاهما كانا راضيان. الشعبان اعربا عن الرضا عن زعيميهما. كل شعب عن زعيمه.

ايا من الزعيمين لم يسعيا الى معرفة كيف استقبلت اقواله في اوساط ابناء الشعب الاخر. فهل غير هناك رأي احد ما؟ هل نجح في ان يقرب احدا ما من موقفه؟ دون اي صلة بذلك، يقولون لنا ان ثلاثة ارباع ابناء احد الشعبين يريدون السلام مع الشعب الاخر، وثلاثة ارباع من الشعب  الاخر يريدون السلام مع الشعب الاول.

ولكن الرغبة في جهة، الاحاديث في جهة، والافعال تماما في جهة اخرى. شكسبير سبق ان قال ان بين الرغبة وبين الفعل، تنشق هوة.

ومن داخل قاع الهوة هذه يصدر أنين كل انواع الشعارات التي تحطمت الواحدة تلو الاخرى. ومن تحت حطامها تتسلل الهمسات المخنوقة لشعارات تنازع الموت: محادثات دون شروط مسبقة، اعتراف بدولة اكس كدولة شعب اكس، اعتراف بدولة زد كدولة امة زد، اعتراف بحق العودة، اعتراف بقانون العودة، اعتراف بدبليو كعاصمة الخلد لاكس، اعتراف بدبليو كعاصمة الخلد لزد.

هذا وغيره: دبليو لن تقسم بين اكس وزد، دبليو نعم ستقسم بين اكس وزد، دبليو ستكون عاصمة اكس زائد زد، حدود قابلة للدفاع، دولة قابلة للوجود، نعم تواصل اقليمي، لا تواصل اقليمي، دولة كانتونين، دولة ثلاث كانتونات، دولة ثنائية القومية مع اكس كانتونات، مناطق اي – بي – سي – دي – اف – جي في كانتونات كي – ال – ام لدولة زد مقابل مناطق اف – او – بي لدولة اكس التي تنقل الى كانتونات كيو – ار – اس في دولة زد مقابل ضم مناطق تي – يو – في مع سكان اكس الى كانتونات اكس – واي... في خلاصة الامر الشعبان الكفوءان استثمرا ثلاثة اجيال وعشرات الاف من حياة البشر في خلق نزاع فاخر جدا، مركب جدا، معقد جدا لدرجة ان بالقياس اليه يعد اثبات الجملة الاخيرة لبراما مجرد لعبة اطفال. وانتم تتدعون حل النزاع الرائع والساحر هذا وكأنه كان معادلة ذات مجهول واحد؟ يا له من ادعاء ويا لها من وقاحة!

من اجل حل هذا النزاع ينبغي على ما يبدو ان يقوم جيل جديد تماما، كل تلك الشعارات التي تصرخ وتهمس من اعماق الهوة تهمه مثلما يهمه الثلج المنسي لمنتصف القرن الماضي.

***

جورج بارسنز غنى عن عميه اللذين كان يكره الواحد الاخر كراهية موت بأن احدهما أحب الانكليز والاخر احب الالمان؛ والان هذان العمان في التراب وابنة العم الاول تحب ابن العم الاخر، وهذان الشابان المحبان الواحد للاخر يسيران يدا بيد لبناء السوق المشتركة والاسرة الاوروبية.

نسي بارسنز فقط ان يروي لنا كم من ابناء البشر فقدوا حياتهم الى ان تمكن هذين الزوجين المحبين من ان يسيرا نحو المستقبل الوردي، وهما يجتازان بسير خفيف ميادين القتل الرهيبة التي عرفت الاجيال السابقة كيف تسمدها وتسمدها.

اما في كل ما يتعلق بنزاعنا، فالى ان يقوم الجيل الجديد هذا سيواصل الزعماء الحديث الى انفسهم ومؤيدوهم سيواصلون الحماسة للكفاءة الكبيرة التي يطلق بها واحد من الزعيمين حواره الذاتي على مسامع ابناء شعبه، المقتنعين اصلا بصحة طريقهم.