خبر كل شيء بسبب الأعياد وبضعة سياسيين.. هآرتس

الساعة 11:35 ص|05 أكتوبر 2009

بقلم: آفي يسسخروف

المواجهات مع شرطة اسرائيل أمس وعشية يوم الغفران في ساحات المسجد الاقصى، أدت الى غير قليل من التساؤلات في اوساط دبلوماسيين اجانب من أن تكون اسرائيل تقود سياسة جديدة في الحرم تؤدي الى الهياج في اوساط الفلسطينيين.

وسائل الاعلام الفلسطينية وكبار مسؤولي السلطة ساهموا مساهمة كبيرة في هذا الاحساس، بعد أن ادعوا بان اسرائيل تعتزم السماح لجماعات من "المستوطنين المتطرفين" بالصلاة في المسجد الاقصى. وحتى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط سارع الى اتهام اسرائيل باتخاذ سياسة خطيرة في الحرم من شأنها ان تؤدي الى الانفجار. اما الواقع، تقريبا مثلما هو دوما، اكثر تعقيدا بكثير. الوضع الراهن في نطاق الاقصى لم يتغير منذ 2003. دخول يهود وسياح مسموح به الى الحرم بين الساعات 7:30 – 10.00 في الصباح وبين 12.30 – 13:30 . الزيارات في الساحة تتم دون تنسيق مع رجال الوقف ولكنها تتواصل دون عراقيل تقريبا. فترة الاعياد في اسرائيل، يضاف اليها تطلع السياسيين الفلسطينيين الى أن يحظوا ببضع دقائق من المجد، أدت الى اندلاعين للعنف مؤخرا. السلطة، حاليا، لا تفعل ما يكفي كي تهدىء الخواطر، بينما "الحركة الاسلامية – الجناح الشمالي"، الى جانب بعض الشخصيات الفلسطينية، يبدو أنهم يفعلون كل ما يمكن فقط كي يدفعوا نحو التصعيد في نطاق الحرم.

يوم الخميس الماضي ساد هدوء مثالي في الحرم. في الساعة الواحدة بدا عشرات السياح يتجولون في ساحات الحرم. في الماضي المداخيل من زيارات السياح نحو 200 الف دولار في الشهر نقلت الى الاوقاف التي تديرها السلطات الاردنية. ولكن منذ اندلاع الانتفاضة الثانية، اوقف دخول الزوار بالتنسيق مع الاوقاف ومنذ 2003 فتحت السلطات الاسرائيلية الحرم للسياح بشكل احادي الجانب. وتجول رجال الاوقاف بين المجموعات للتأكد من الحفاظ على النظام. النساء اللواتي يأتين بلباس مكشوف بعض الشيء طُلب اليهن تغطية ما كشف منهن. الاطفال الذين انهوا تعليمهم في المدرسة الابتدائية المجاورة ركضوا في الساحة وكأنهم ملعب لكرة القدم. وداخل مسجد الاقصى نفسه كان هناك مصلون قليلون. قاعة الصلاة الفاخرة، بسجادها الاحمر وهواياتها. وحسب العقيدة الاسلامية من هذه المنطقة عرج النبي محمد الى السماء.

مدير الاوقاف، الشيخ عزام الخطيب قال انه قبل نحو اسبوع من يوم الغفران نشرت بعض المنظمات اليهودية المتطرفة اعلانات بموجبها تعتزم الحج الى الحرم عشية يوم الغفران. بالتوازي، المفتي السابق للقدس، الشيخ عكرمة صبري، دعا المصلين للوصول الى الاقصى يوم الاحد للدفاع عنه ضد اليهود. وهكذا فعل ايضا حاتم عبد القادر المسؤول عن ملف القدس في فتح وجماعات مختلفة من اوساط الحركة الاسلامية. صباح يوم الاحد، منذ بعد صلاة الفجر، تجمع نحو 200 شخص انتظروا دخول اليهود. وحسب الخطيب، "الشرطة عرفت عن ذلك. احد الضباط المسؤول من الشرطة عن التنسيق، اتصل الي وأنا ناشدته الا يفتح الحرم امام دخول مصلين يهود". في نهاية المطاف في الساعة السابعة والنصف صباحا فتحت ابواب باب المغاربة. وصعدت الى الحرم مجموعة من السياح. وبدأ المسلمون على الفور برشق الحجارة نحوهم وباتجاه الشرطة التي حاولت ابعادهم.

أمس بدا بان الشرطة قد استخلصت الاستنتاجات. بعد ان تبين بان بضع عشرات من المسلمين يكمنون لـ "اليهود المتطرفين"، تقرر الا يفتح النطاق امام الزوار غير المسلمين. بعد وقت قصير من اندلاع المواجهات انطفأت. ولكن مساعي رجال الحركة الاسلامية لاثارة الخواطر، استمرت. هكذا ايضا مساعي المفتي السابق وعبد القادر اللذين ينجحان المرة تلو الاخرى في نيل العناوين الرئيسة في قنوات التلفزيون العربية حول قصص المؤامرات اليهودية لتدمير الاقصى. مسؤولو السلطة الفلسطينية في هذه الاثناء يضيفون فقط الى الشعلة. ومع أنه لا توجد سياسة اسرائيلية جديدة الا انهم يتهمون حكومة اسرائيل بمواصلة السيطرة على الحرم.