خبر خطاب نتنياهو/ فشل منطقي.. يديعوت

الساعة 11:34 ص|05 أكتوبر 2009

بقلم: الياكيم هعتنسي

ذات المحافل في اليمين التي انفعلت لـ "الخطاب العظيم" لنتنياهو في الامم المتحدة، تصرفت كغبي يضحك مع الجميع ولا يفهم بان النكتة على حسابنا. أحبوا مزحة "اليهود ليسوا محتلين، هذه أرض اجدادنا"، وتجاهلوا المقطع المركزي التالي: "في العام 2005، انطلاقا من الامل في تقدم السلام، انسحبت اسرائيل... فككت 21 مستوطنة واقتلعت من الجذور اكثر من 8 الاف اسرائيلي. لم نحقق السلام".

تقرير غولدستون، واصل القول، "هو اختبار حاد لكل الحكومات: هل ستقفون مع اسرائيل ام... ام مع الارهابيين... علينا ان نعرف الرد على هذا السؤال الان. الان، وليس بعد وقت. لانه اذا ما طولبت اسرائيل مرة اخرى بان تأخذ على عاتقها المزيد من المخاطر من اجل السلام، علينا ان نعرف اليوم بانكم ستقفون معنا غدا. وفقط اذا ما كنا واثقين من أننا سنتمكن من الدفاع عن انفسنا، سيكون بوسعنا أن نأخذ مزيدا من المخاطر من اجل السلام". في جلسة الحكومة كرر نتنياهو الاقوال المنذرة بالشر هذه، والتي تعاني ايضا من الفشل المنطقي. نتنياهو نفذ هنا شقلبة، وابتلع بقفزة واحدة بضعة اقوال جريئة: الربط بين "تقدم السلام" وبين تفكيك المستوطنات واقتلاع المستوطنين؛ افترض بان اسرائيل تحت قيادته ستأخذ "مخاطر اضافية من اجل السلام" بمعنى ستفكك المزيد من المستوطنات و "تقتلع من الجذور" المزيد من المستوطنين؛ توقع بان هذا الاقتلاع ايضا، مثل سابقه في غزة، سيحول المنطقة المخلاة الى دولة ارهاب تمطر الصواريخ على تل أبيب؛ وعد بان في "ردها ستنطلق اسرائيل الى "رصاص مصبوب ب"، الهدم والقتل سيولدان تقرير غولدستون ب، وتنبأ بان فيه أيضا ستوضع اسرائيل في قفص الاتهام.

وعليه، يسعى نتنياهو الى أن يعرف "الان" و "اليوم" – قبل الاقتلاع التالي – اذا كانت اسرائيل ستعاقب على غولدستون أ. واذا كان كذلك، فيمكن لاسرائيل أن توفر على نفسها غولدستون ب فقط من خلال الامتناع عن كل انسحاب واقتلاع. عندها فقط، الصواريخ لن تسقط، والحرب لن تكون وهي لن تتهم بجرائم الحرب.

يوجد في هذه الحجة تناقض داخلي، إذ كيف هي المخاطرة التي تأخذها "من اجل السلام"، اذا كنت تعرف مسبقا بانها ستؤدي الى حرب؟ ويوجد فيها ضرر وطني شديد لانه اذا كانت هذه البلاد لك حقا، من اجدادك، فكيف تبيعها مقابل "الامل بتقدم السلام"، الذي ثمنه الدمار والطرد من ذات "ارض الاجداد"؟

وعليه، "لماذا ضحك اليمين" بدلا من أن يبكي، إذ هكذا يتحدث رئيس "المعسكر الوطني" في منتدى الامم؟ اليمين يواسي نفسه بان هذه مجرد مناورة وتذاكي. بشكل عام، اليهود يحبون الالتواءات المتعارضة مع بساطة الامور وينسون انه في كل تاريخ الاوهام كلفهم هذا ثمنا باهظا. العنوان على الحائط كان لا لبس فيه، وبينما هم يبحثون عن النوايا الخفية  تحل عليهم الاضطرابات.

بعد الخطاب في الامم المتحدة تحدث نتنياهو امام الف يهودي امريكي وحظي بالتصفيق، حين روى بانه درج على ان يُري زعماء الدول الذين يزورون مكتبه خاتمين – واحد من قبل 2700 سنة وفي الاسم "نتنياهو" والثاني بعمل 3500 سنة مع الاسم "بنيامين". من هنا فاننا لسنا محتلين "في بلاد أجدادنا، ماضينا ومستقبلنا".

غير أنه "ولا يزال في نيويورك" نير حيفتس، المستشار الاعلامي لنتنياهو اوضح: "يوجد في الحكومة وزراء يرون في البلدات في يهودا والسامرة ذخرا وطنيا. رئيس الوزراء لا ينتمي اليهم. برأيه، يدور الحديث عن مواطني اسرائيل، اخوتنا، ممن يستحقون الحياة الطبيعية، ولكن ليس الذخر". لدى نتنياهو، إذن، اسكان "بلاد اجدادنا" ليس ذخرا، بل مشكلة انسانية للمستوطنين. على أي حال، سبق أن قيل عنهم اسوأ من ذلك وصمدوا إزاءه.

على أن تكون عيونهم فقط مفتوحة.