خبر أنتم تبصقون على الجميع.. معاريف

الساعة 11:31 ص|05 أكتوبر 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

حديث كثيف مع دبلوماسية بريطانية كبيرة الاسبوع الماضي أعاد ايضاح بضعة أمور. أولا، الكراهية تجاه اسرائيل في العالم هذه الايام هي في مستويات جنونية، نظرية مضادة لهراء وزير الخارجية ليبرمان، بعد القمة الاضطرارية التي عقدها الرئيس الامريكي براك اوباما، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن في نيويورك ("انظروا الى وضعنا الدولي اليوم، فسترون اين كنا قبل نصفة سنة"). ثانيا، هذا العداء يتغذى من الداخل. رحلات الدبلوماسيين في المنطقة مع نشطاء حركات السلام، التحقيقات والمتابعة لكل بيت في الولجة او لكل رصاصة غاز مسيل للدموع تطلق في بلعين، تزيد العداء وتطلق تعابير لم نشهد مثيلها من قبل.

"انتم تبصقون علينا جميعا"، قالت الدبلوماسية الكبيرة وتطرقت الى مواصلة البناء في المستوطنات والنية لتنفيذ بناء قريب لحي بحجم مدينة، يربط بين غيلو وغوش عصيون. "دولتكم لا تطاق، عنصرية وتسلب الفلسطينيين اراضيهم في كل مكان. من ناحيتنا لا يوجد أي فرق بين شرق القدس، بسغات زئيف، غيلو، نفيه يعقوب، او موديعين ب. كلها مستوطنات خلف الخط الاخضر. كله غير قانوني تماما. يمكنكم ان تفكروا بان الاوروبيين وحدهم يفكروا هكذا. هراء. لا يوجد اليوم أي فارق بيننا وبين الرئيس اوباما".

الدبلوماسية، وليست هي فقط، تحدثت عن التراكم. الحرب في غزة هي نقطة انعطاف. الصور من هناك جعلت اسرائيل مشوهة في نظر الشعوب. شيرا فرنكل، مراسلة "التايمز" اللندنية في البلاد التي كشفت من داخل غزة عن استخدام قنابل الفسفور الابيض، اصبحت نجمة بريطانية. الخبر الذي نشرته في 23 نيسان احتل كل الصفحة الاولى في "التايمز" واكسبها جائزة الاتحاد الاوروبي. تقرير القاضي ريتشارد غولدستون، يقول الاجانب، كان فقط لازما في هذه الظروف. حتى لو اراد ان يكتب تقريرا مغايرا، ما كان ليخرج من تحت يديه. فقد انجرف في الاجواء العامة.

التعابير خطيرة للغاية. رجال الاسرة الدولية يسمحون لانفسهم باستخدام التعابير التي لم يتجرأوا على اتخاذها في الماضي، انطلاقا من مراعاة الماضي التاريخي المليء بالمعاناة لليهود. اما اليوم فهم يتحدثون عن جرائم حرب، عن جرائم ضد الانسانية، عن تطهير عرقي في المستوطنات وفي البؤر الاستيطانية التي لا يخليها احد، عن واجب العالم لتقديم الوزراء في الدولة وضباط الجيش الاسرائيلي الى المحاكمة. تماما مثل سلوفودن ميلوشفتس، رئيس سربيا سيء الصيت والسمعة الذي سلم الى المحكمة الدولية في لاهاي واتهم بقتل شعب في البوسنا وبجرائم حرب في كرواتيا.

في الاحاديث مع الدبلوماسيين الاجانب فانك تسمع التخوف ايضا على مصيرهم هم. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان اول من عبر عن هذا الخوف في الحديث الشهير الذي اجراه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في باريس في كانون الاول 2008، حين طالبه بان يستبدل ليبرمان بتسيبي لفني. والحجة هي أن الجمود السياسي، الوضع في غزة واستمرار الاستيطان سيؤدي الى اضطرابات للمسلمين في اوروبا.

النرويج، التي تبدي عطفا على حماس ولا تخشى من الاحتفال بيوم مولد الكاتب كانوت همسون الذي أيد الحزب النازي، تأخذ بالحسبان ايضا مظاهرات المسلمين في الدولة.

ليبرمان يمكنه ان يواصل الهزء. ولكن بعضا من وضعنا الفظيع ينطوي على ما يبدو ايضا في تعيينه في منصب وزير الخارجية. اذا كان سياسيون وضباط اسرائيليون لا يمكنهم أن يسافروا الى دول غربية خشية الاعتقال، وهو يتحدث عن تحسن جوهري في وضعنا الدولي، لعله يمكن التوصل الى الاستنتاج باننا فقدنا الاتجاه والتوازن، وربما العقل ايضا.