خبر أيام خطيرة في الحرم.. إسرائيل اليوم

الساعة 11:25 ص|05 أكتوبر 2009

بقلم: دان مرغليت

من الحرم سيأتي الشر. هكذا بشكل تقليدي. ليس فقط في الذكريات المريرة من التاريخ السحيق بل وايضا في تاريخ الحاضرة العبرية المتجددة. اقامة حاجز فاصل بين الرجال والنساء في ساحة المبكى من قبل اليهود في 1928 تدهور الى اضطرابات 1929 في الخليل وفي غيرها من المدن. تماما مثل ما بدأت الانتفاضة التي صار لها الان 9 سنوات بزيارة رئيس المعارضة اريئيل شارون الى الحرم وهو المكان الاكثر قدسية لليهود والمسلمين في ارض اسرائيل. كما أنه المكان الاكثر ترشيحا لاعمال الشغب. ليس فقط بسبب الحساسية الملموسة للمؤمنين الذين يؤثرون على السلطات ورؤساء الجمهور بل وايضا لان الاجانب يحسنون استغلاله لاشعال النار. في اعادة صياغة للغة الحكماء، من بين عشرة حالات الاستفزاز في ارض اسرائيل كان نصيب القدس تسعة منها.

الاسبوع الاخير اصدر ضوئي تحذير: الاول، العرب شاغبوا مرتين دون تمييز بمهاجمة مجموعة سياح مسيحيين من فرنسا وبرشق الحجارة نحو اليهود رغم انه لم يكن هناك أمس اي نشاط اسرائيلي في الحرم بل العكس – توقف متماثل للصلوات في الطرفين؛ الثاني، المشاغبون لم يكونوا فلسطينيين من يهودا والسامرة بل بالذات عرب اسرائيليين من الجناح الشمالي للحركة الاسلامية.

لا توجد صيغة واضحة، مثابة كراس تعليمات، لكيفية التصرف في كل وضع معين، ولا سيما عندما يتغير من دقيقة الى اخرى. عندما فتح نفق المبكى في التسعينيات، وجبا حياة 16 اسرائيليا، بدت الخطوة متسرعة ومغلوطة. من مسافة الزمن نظر اليها بشكل مغاير تماما.

هذه الايام خطيرة على نحو خاص. جماهير اليهود يعودون الى "جمال المشهد"، بالذات في عيد العرش الذي هو واحد من العادات الثلاث، والافتراض ان الشرطة ملزمة بأن تغلق المدينة وتمنع الحجيج الى الجبل (الى الحرم) يعبر عن قدر ما من انعدام الثقة بالنفس. الحجاج الذي يمنع عنهم زيارة في نطاق  الحرم يشعرون باحباط شديد. هذا انجاز للعدوان المبادر اليه من الحركة الاسلامية.

هل نجري نشاطا يقظا حثيثا في ظل تجاهل المخاطر؟ اشتعال اضطرابات جديدة حتى لو لم تصل الى عموم حريق انتفاضة في كل ارجاء البلاد، هو ثمن باهظ واكثر من ان تستعد اسرائيل لدفعه. يحتمل ان يكون الحل موجودا بالذات في السابقة المنتهجة في الحرم الابراهيمي في الخليل: تقسيم النهار بين زيارات اليهود وبين صلوات المسلمين، ويأتي الخلاص الى القدس. مؤقتا.