خبر الان تحتاجونه -معاريف

الساعة 09:53 ص|04 أكتوبر 2009

بقلم: يوفال البشان

 (المضمون: أهرون باراك حاول الاقناع وحذر من أن من يضعف المحكمة في القدس يقول المحكمة في لندن. يجب الان الاعتذار واعادة الاعتبار له - المصدر).

ما الذي لم يقوله عن رئيس المحكمة العليا السابق اهرون باراك. أي كلمة نقد لم توجه له. اسموه دكتاتور قضائي؛ رأوا في نزعة النشاطية القضائية لديه عملا كاذبا هدفه اضافة قوة الى لابسي العباءات السوداء؛ قرروا بانه مناهض للصهيونية وماذا لا. كان رابين هو الذي ثبت القول "بدون محكمة العدل العليا وبدون بتسيلم" وقوله عكس مذهب الكثيرين في أن الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل كانا سينتصران على الارهاب الفلسطيني – وبشكل عام على كل اعدائنا – لو ان "العدو من الداخل"، "عصابة المتجملين اليساريين" التي سيطرت على كراسي المحكمة العليا، ازاح القيود التي يضعها على الايدي الشجاعة لرجال اليمين.

الكثيرون ارتزقوا من اشعال إوار الكراهية تجاه عملاق القضاء هذا. سياسيون – وافيغدور ليبرمان هو مثال واحد على ذلك فقط – اقاموا نجاحهم الجماهيري على هجمات من هذا النوع. مؤسسات بحثية حققت ميزانيات لقاء الحرب على "البراكية" صناعة الصحف جنت مالا كبيرا من نشر الانتقادات. في البداية كان باراك يحاول الاقناع. ذهب الى الاصوليين، التقى رجال اليمين، حذر وكرر تحذير النواب الذين تحمسوا ضده، في أن من يضعف المحكمة في القدس نهايته ان يعزز المحكمة في لندن. وادعى بحماسة من على كل منصة بان كل من يسعى الى الفرار من رعب القضاة في القدس سيضطر الى التصدي لرعب القضاة في لاهاي، ولكن احدا لم يسمعه. في النهاية تعب ونزل عن المنصة العامة فيما اراد فقط شيئا واحدا – الهدوء لنفسه.

يقال فورا: في نظري لم يكن في كل ما قيل حتى الان أي مشكلة. بالعكس. الرجل حشد قوة هائلة، اكثر مما ينبغي، ادت الى تردد باقي محافل السلطة امامه (يكفي أن نذكر سلوك وزراء العدل امامه كي نفهم المشكلة الديمقراطية الكامنة في مثل هذا الوضع) وعليه فصحيح وجدير وهام كان انتقاده. ناهيك عن أنه وقعت علل عديدة في اعماله. بدءا من تعيين اقرباء ومقربين في الجهاز القضائي، عبر التفكير الموحد الذي فرضه في المنظومة وانتهاء بالسلبية القضائي في كل ما يتعلق بحماية الحقوق الاجتماعية، حقوق اولئك الذين يحتاجونه اكثر من أي جهة اخرى – الفقراء والمستضعفين.

للوهلة الاولى، كل أمال منتقديه تتجسد الان. باراك نزل، كما اسلفنا، من على المنصة العامة. من التلة امام كنيست اسرائيل اختفت القوة القضائية والمكانة الدولية اللتين لفتاه، والمحكمة العليا ما بعد باراك هي من اضعف ما شهدنا. يكاد لا يكون لها صوت وهي عديمة القوة الجماهيرية بمفاهيم عديدة. غير انه يتبين الان ان باراك كان محقا. من تصرف بغباء ومنع عن المحكمة العليا البحث في شؤون الحرب ومواضيع حقوق الانسان المتعلقة بها، تلقى تقرير غولدستون. من هاجم "كل شيء قابل للمحاكمة" من قضاة القدس، تلقى محاكمة في المحكمة في لندن. من ادعى بان باراك ورفاقه هم مناهضون للصهيونية تلقى ردا عما هي حقا مناهضة الصهيونية من المحاكمة في لاهاي ومن اجراءات الامم المتحدة في نيويورك. وها هي ذات المحافل التي دعته "كاره اسرائيل" تستجديه الان بان يفعل كل ما في وسعه كي يحمي مقاتلي اسرائيل.

اولئك السياسيين الذين ادعوا بان فعله القضائي يمس بامن اسرائيل يدعونه الان الى خدمة العلم كي يحمي هذه المصلحة بالضبط. وهذا ايضا على ما يرام في نظري إذ مسموح الوقوع في الخطأ، ولكن مرة اخرى نجدهم يجرؤون على أن يطلبوا ذلك دون ربع كلمة من الندم. دون أي همسة اعتذار. بل ويتجرأون على الاشارة الى أن هذه ساعة الاختبار الحقيقية لاهرون باراك. فهل هو لنا ام علينا؟ هذا شيء محظور عمله. هذا أمر لا يتم عمله على المستوى الانساني حيال الانسان باراك، ولكنه ايضا خطأ على المستوى الجماهيري حيال ارثه. فاذا ما تبين انه كان محقا، يمكن ايضا للارث القضائي الذي خلفه ان يكون محقا ويجب فحص اعادة ترميمه. وعليه من المهم قول ذلك بصوت عال، ولعناية اولئك الذين يقدسون أمن اسرائيل.