خبر بعد عرض شريط الفيديو.. نتنياهو يعترف بفشل أجهزته في تحديد مكان شاليط

الساعة 05:14 م|03 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

رصدت صحيفة المنار المقدسية ردود الفعل في اسرائيل حول شريط الفيديو الخاص بالجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط، وتفسيرات الخبراء وتحليلاتهم، فقد اعترفت جهات رسمية اسرائيلية بأن حركة حماس اتبعت اسلوبا خاصا في تسجيل وتوثيق المشاهد التي ظهر فيها الجندي المختطف، وأنها حرصت على اغلاق جميع الثغرات المحتملة التي يمكن لأي جهاز استخباري التسلل من خلالها في محاولة لمعرفة المزيد حول الجندي المختطف أو المكان الذي تم تصوير المشاهد فيه، بالاضافة الى التشويش على خلفية الصوت مما يجعل من المستحيل التعرف على أي معلومات باستثناء تلك التي رغبت الحركة في تقديمها لاسرائيل.

 

وحاول العلماء في علم النفس وخبراء (لغة الجسم) تفسير وتحليل وضع جلعاد ويقول أحدهم أن أسري شليط يحاولون التأكيد على أن وضع شليط الصحي جيد وانهم يعاملونه ايضا بشكل جيد، الا ان هناك بعض الاشارات في كلام شليط التي تؤكد بأن حالته النفسية شهدت تراجعا وانه يشعر بالخطر ويدرك ما يحيط به، الا انه في نفس الوقت يشعر بقسط من السعادة لادراكه بأن الاوضاع وصلت الى هذا المستوى وأن عائلته ستراه وستسمعه، كما أن شليط التزم التزاما كاملا بما طلبه منه أسروه، بينما يرى خبير اسرائيلي آخر بأن الجندي الاسير يشعر بالتعب لكنه لا يعاني من انهيار نفسي.

 

بدورها قالت احدى صديقات شليط ان الصور التي شاهدتها وأظهرت جلعاد وهو يوجه رسالة الى عائلته والى حكومته توضح بأنه يشعر بالخوف ولا يتصرف تلقائيا وحسب طبيعته وبأنه لا يمتلك الحرية الكافية التي تسمح له بالحديث وتوجيه الرسالة التي يرغب في توجيهها.

 

مصادر سياسية في اسرائيل قالت أن مهمة رئيس الوزراء نتنياهو في المرحلة القادمة ستكون أسهل بكثير، وأن نشر التسجيل الذي يظهر شليط سيخلق حالة من الضغط الشعبي على الحكومة، وهذا سوف يسهل المهمة أمام تمرير صفقة التبادل. ورأت المصادر ان نتنياهو اتخذ قرارا بانهاء هذه المسألة في أسرع وقت ممكن، وأنه لا يرغب في الانتظار طويلا رغم تحفظ الاجهزة الامنية التي تحاول اقناع المستوى السياسي بضرورة التمسك بعدم دفع ثمن باهظ لاطلاق سراح شليط الا ان نتنياهو لا يرغب في الاخذ برأي الاجهزة الأمنية ولا حتى برأي وموقف وزير دفاعه باراك، فنتنياهو في قراره سيعتمد على الدعم الشعبي وحقيقة أن الاجهزة الامنية والاستخبارية المختلفة في اسرائيل فشلت خلال 1195 يوما منذ سقوط شليط في الاسر في تحديد مكانه وتقديم معلومات استخبارية دقيقة يمكن استخدامها للعمل على تحريره واتباع اسلوب العمل العسكري في انهاء هذا الملف وتتوقع المصادر أن تتقدم الاتصالات والمفاوضات بشكل اسرع في المرحلة المقبلة وصولا الى موافقة اسرائيل على مطالب حركة حماس، خاصة وأن الحركة لدليها هامش زمني وانها ليست في عجلة من أمرها للتنازل عن ورقة شليط اذا كان الثمن الذي ستحصل عليه لا يحقق لها المكاسب التي ترغب في تحقيقها على الساحة الفلسطينية الداخلية وانهاء جزء من معاناة المعتقلين الفلسطينيين وأن الفلسطينيين يدعمون الحركة في هذا الموقف، وتوقعت المصادر أيضا ان يتم الافراج عن معتقلين فلسطينيين من اصحاب المحكوميات العالية الذين شاركوا في اعداد وتنفيذ عمليات مسلحة ضد اسرائيل، الا ان خيار الابعاد لبعض المفرج عنهم في اطار الصفقة ما زال خيارا مطروحا على طاولة المفاوضات وهو اقتراح يمكن من خلال دفع عجلة انجاز الصفقة الى الامام.

 

وتقول تقارير اسرائيلية أن حركة حماس أجرت مؤخرا مشاورات مع حزب الله حول استراتيجية التفاوض لانجاز صفقة تبادل الاسرى وأن الحركة استفادت من النصائح وبعض الارشادات التي قدمها الحزب خاصة وان حزب الله يتمتع بخبرة كبيرة في ادارة اتصالات تبادل الاسرى مع اسرائيل، ولديه الكثير من علماء النفس والخبراء في هذا الميدان.