خبر مركز القدس يؤكد تعرض المصلين في الأقصى للضرب والتعذيب من قبل الشرطة الإسرائيلية

الساعة 01:19 م|03 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

اتهم تقرير أصدرته وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم الشرطة الإسرائيلية بممارسة الضرب والتعذيب بحق المصلين والشبان الذين اعتقلتهم خلال اقتحامها للمسجد الأقصى يوم الأحد الماضي، وما أعقبها من مداهمات ليلية لمنازل المواطنين وشن حملة اعتقالات طالت أكثر من 90 شابا، تعرض غالبيتهم للضرب والتنكيل، بما في ذلك أطفال ومسنون ونساء.

و خلافا لما أوردته الشرطة الإسرائيلية من رواية حول ظروف وملابسات أحداث الأحد الماضي، والتي اتهمت فيها المواطنين بالبدء بها ومهاجمة مجموعة من الأشخاص أدعت أنهم سياح أجانب، أكد مركز القدس واستنادا لروايات مسئولي الأوقاف والمصلين الذين تواجدوا في ساحات المسجد الأقصى، أن الشرطة حاولت صبيحة ذلك اليوم إدخال أربعة من المتطرفين اليهود إلى باحات المسجد بالقوة، بالرغم من إدراكها و معرفتها بالأوضاع المتوترة هناك، والتي سبقها منشورات و بيانات وزعتها جماعات يهودية متطرفة دعت فيها أتباعها إلى أوسع مشاركة في اقتحام الأقصى.

وقال التقرير انه وبالرغم من هذه البيانات والتي اطلعت عليها الشرطة في حينه، الا انها لم تعلن عن إجراءات عملية تحول دون قيام هذه الجماعات المتطرفة من محاولة الوصول إلى المسجد الأقصى، وبدلا من ذلك وفرت الشرطة الحماية لمجموعة من هؤلاء المتطرفين، وحاولت إدخالهم بالقوة إلى ساحات المسجد، ما تسبب في إثارة مشاعر المصلين الذين بادروا بالهتاف والتكبير، فيما ردت الشرطة باقتحام الساحات وهي تطلق قنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية.

وادت هذه المواجهات الى إصابة الشاب وائل رامي الفاخوري بعيار مطاطي في العين بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى المقاصد، ثم حول لخطورة حالته إلى مستشفى هداسا عين كارم، حيث قرر الأطباء استئصال العين بعد تمزقها وإصابة محيطها بتهشم.

و لم تكتف الشرطة بذلك بل لاحقت المصلين حتى مداخل المبنى المسقوف للمسجد الأقصى وأطلقت قنابل الغاز المطاطية بداخله ما أسفر عن إصابة ثمانية مواطنين آخرين بالرصاص المطاطي و نتيجة التعرض للضرب المبرح بالهراوات، في وقت طاردت عناصر أخرى من الشرطة المصلين في باحات المسجد واعتدت بالضرب العنيف على العشرات منهم من بينهم رجال دين تواجدوا في باحات المسجد.

وأشار التقرير إلى أنه خارج ساحات المسجد الأقصى خاصة في منطقة باب المجلس، وباب الأسباط اعتدت الشرطة بعنف أكبر على المواطنين الذين احتشدوا في المنطقتين، حيث أصيب المسن محمد الجولاني 73 عاما إصابة مباشرة وخطيرة في عينه اليسرى بعد ضربه عليها بالهراوة، وبعد سقوطه أرضا تواصل ضربه دون النظر بعين الاعتبار إلى سنه وخطورة حالته.

كما اعتدت عناصر من الشرطة على مواطنين آخرين حاولوا إسعاف المسن الجولاني وتقديم المساعدة له، في حين استدعيت قوات إضافية من الشرطة الخاصة التي اقتحمت حي الجالية الإفريقية في باب الأسباط  وداهمت منازل المواطنين هناك لتعتقل مجموعة من الشبان وتنهال عليهم بالضرب المبرح، من بينهم الفتى رائد الزغير الذي طرحه الجنود أرضا بعد خلع ملابسه عنه.

أما في منطقة باب الأسباط أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى، فقد اعتدت عناصر من حرس الحدود والشرطة  بالهراوات على مجموعة من النساء والأطفال حاولوا الدخول إلى المسجد لكن دون جدوى، كما اعتقل شابان وتعرضا للضرب، ولدى محاولة طاقم من اتحاد المسعفين العرب تقديم  الإسعاف لأحدهما بعد إصابته بحالة إغماء انهال الجنود على الاثنين من أفراد الطاقم بالضرب، ما أسفر عن إصابتهما وهما: وسام حمودة ، وسامر ألوعري.

كما استخدمت الشرطة قنابل الغاز والصوت لتفريق حشود أخرى قرب المكان أي خارج السور في باب الأسباط، وفي حي باب حطة المجاورة، كانوا يحاولون الوصول للمسجد الأقصى والصلاة فيه.

وأدت المواجهات التي اندلعت في ذلك اليوم إلى إصابة ما مجموعه 40 مواطنا نقل 17 منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، في حين تلقى الآخرون إسعافا في المكان.

ونوه التقرير إلى قيام الشرطة الإسرائيلية بعد اقتحامها لباحات المسجد الأقصى بإغلاق جميع بواباته أمام المصلين، ومنعهم من أداء الصلاة، وهو إجراء مس حقوق المواطنين في حرية العبادة والوصول إلى أماكنهم المقدسة بحرية ودون عوائق، مشيرا إلى أن الإجراءات اللاحقة التي اتخذتها الشرطة بإغلاق البلدة القديمة ومنع من هم من غير سكانها مكن الدخول إليها.

وأشار التقرير إلى أن هذه الإجراءات تزامنت مع أوسع حملة اعتقالات ومداهمات ليلية نفذتها الشرطة داخل البلدة القديمة من القدس خاصة في حارات السعدية، باب حطة، وشارعي ألواد والسلسلة، والعيسوية، والطور وسلوان طالت في المجموع الكلي 90 شابا.

و حذر تقرير مركز القدس من حملة التحريض الرسمية التي واكبت تلك  الأحداث، وأعقبتها خاصة ما ورد من تصريحات على لسان وزير الشرطة الذي توعد المقدسيين بإجراءات أشد وجدت.

في حين طالب نواب كنيست من اليمين الشرطة بعدم الخضوع لما أسموه "مجموعة من العرب" و فرض سيطرتهم على الأوضاع في الحرم القدسي الشريف كما ورد على لسان آرييه الداد من الحزب القومي الديني المتطرف.

و لفت التقرير إلى أن استمرار الجماعات اليهودية في محاولاتها لاقتحام المسجد الأقصى بحماية الشرطة، وتعمد هؤلاء إقامة طقوسهم التلمودية في ساحاته و على مرأى المصلين المسلمين، ستفضي إلى مزيد من التوتر.