خبر الصفقة الكاملة..اتفاق المصالحة بحضور مبارك وعباس ومشعل والعرب وتبادل الأسرى الكبير قريبا

الساعة 07:43 ص|03 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية*

جاء قرار اسرائيل بإطلاق سراح‏20‏ أسيرة فلسطينية مقابل سماح حركة حماس بتسليمها شريطا مصورا قصيرا للجندي الأسير لديها جلعاد شاليط ـ بعد أقل من‏48‏ ساعة من إعلان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل عن حدوث تقدم كبير في مباحثات المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تستضيفها مصر ـ ليؤكد صحة النهج الذي تتبعه القاهرة في وساطتها المزدوجة بين إسرائيل وحماس من ناحية‏,‏ وبين حركتي فتح وحماس من ناحية أخري برغم أن البعض دأب علي التشكيك في نزاهة وجدوي هاتين الوساطتين‏.‏

 

وبداية يجب أن نؤكد حقيقة قد لايدركها الكثيرون وهي أن اطلاق اسرائيل سراح‏20‏ أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو لاتزيد مدته عن دقيقة يشكل نصرا كبيرا للوساطة المصرية‏,‏ والتي مازالت هي الوساطة الرئيسية‏,‏ وذلك حسب تأكيد السيد خالد مشعل لي سواء خلال المؤتمر الصحفي يوم الأثنين الماضي‏,‏ أو في اللقاء الذي جمعني به في غرفة المهندس محمد نصر عضو المكتب السياسي للحركة بعد المؤتمر‏.‏

 

وغني عن القول أن اطلاق سراح‏20‏ أسيرة مقابل شريط فيديو يعد اشارة واضحة إلي أن عملية التبادل الكاملة والتي سيتم خلالها اطلاق سراح نحو الف اسير فلسطيني مقابل شاليط باتت علي الأبواب‏,‏ وهو ما أكده الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس عندما كشف النقاب عن أن مفاوضي صفقة تبادل الأسري الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي الأسير يخوضون مفاوضات يومية تستمر لعدة ساعات واصفا إياها بـ‏'‏الصعبة والشاقة والمرهقة‏'.‏

 

وأوضح الزهار ـ الذي يعرف المتابعون للشأن الفلسطيني أنه المفاوض الرئيسي عن حماس في صفقة تبادل الأسري ـ أن المفاوضين الفلسطينيين يخوضون مفاوضات يومية تستغرق ساعات طويلة يتم خلالها مناقشة التفاصيل الدقيقة وكل اسم أسير‏,‏ مشيرا إلي أن حركة حماس تبذل قصاري جهدها من أجل الوصول إلي صفقة تبادل‏'‏ مشرفة‏'‏ يفرج من خلالها عن شخصيات مهمة جدا‏.‏

 

وشدد الزهار علي أن حركة حماس تضع في حسبانها أسري الداخل والقدس والعرب‏,‏ مشيرا إلي أن حركته أرادت إيصال رسالة إلي‏'‏ إسرائيل‏'‏ من خلال تسليمها شريطا مصورا قصيرا مقابل الإفراج عن‏20‏ أسيرة فلسطينية بأنه لا شيء مجانا‏.‏ ولو تذكرنا أن صفقة تبادل رفات الجنديين الاسرائيليين مع اسري حزب الله في يوليو من العام الماضي شملت أقل من عشرة اسري بينهم شخصية واحدة بارزة هو الأسير الدرزي سابقا الشيعي حاليا سمير القنطار علاوة علي تسليم رفات عشرات الشهداء فسنكتشف بسهولة ان ثمن تسلم اسرائيل شريط الفيديو عن جلعاد شاليط كان باهظا‏,‏ والفضل في ذلك لايقتصر علي دور المفاوضين من حماس فقط وإنما يمتد لفريق الوساطة المصري الذي لايكل ولايمل ولايتاثر بما يثار حوله من زوابع فارغة من اطراف لاتريد الخير للشعب الفلسطيني‏,‏ وانما تريد فقط الظهور الاعلامي عبر قنوات تفتيت الصف العربي‏.‏

 

وحسبما فهمت من ردود قادة حماس والذين التقيتهم خلال زيارتهم الأخيرة للقاهرة فأن هناك تفاؤلا كبيرا بسرعة حسم ملف تبادل الأسري حيث أبلغني السيد خالد مشعل أن حكومة نيتانياهو باتت تتعامل بجدية مع الملف بعدما حاولت في البداية الظهور بمظهر من لايهتم حتي يتراجع الفلسطينيون عن سقف مطالبهم‏,‏ ولكنها سرعان ما عدلت عن موقفها نتيجة تمسك حماس بمطالبها ومساندة مصر لهذا الموقف المشروع و العادل‏.‏

 

ومن خلال تحليل المواقف الاسرائيلية يمكن ان نرجع موافقة اسرائيل علي اطلاق سراح السجينات العشرين لسببين أولهما صلابة موقف المفاوض الفلسطيني مدعوما بالوسيط المصري‏,‏ وثانيهما إدراك اسرائيل أن حماس دفعت ثمنا باهظا من الدم مقابل شاليط وبالتالي لن تقبل بأقل من صفقة مشرفة‏,‏ وهو مايؤكده البريجادير في الجيش الإسرائيلي‏(‏ ايال ايزنبرج‏)‏ الذي أشرف هو وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال يواف جالانت علي الحرب الأخيرة التي استهدفت قطاع غزة في إطار عملية الرصاص المصبوب قائلا في مقابلة مع موقع معاريف الالكتروني‏:'‏ إن شعرت حركة حماس بأنها ستخسر كل شيء فهي ستضرب في كل تجاه وتفجر الوضع في المنطقة‏.‏

 

وأضاف البريجادير ايال ايزنبرج أن حكومة حماس بغزة استقطعت في شهر أغسطس الماضي‏5%‏ من رواتب كبار موظفيها بهدف شراء أسلحة‏'‏ تخل بالتوازن العسكري‏'‏ مع الجيش الإسرائيلي‏.‏

 

وأكد أن هدف حماس هو تريد شراء صواريخ مضادة للدبابات والطائرات استعدادا لقيام إسرائيل بعملية الرصاص المصبوب‏2.‏ وبحسب البريجادير ايزنبرج فإن المواجهة القادمة بين إسرائيل وقطاع غزة ستكون صعبة حيث ستسقط صواريخ غزة وسط تل ابيب ومنطقة جوش دان والتي تضم مدن‏(‏ ريشون لتسيون وحولون ويافا وبات يام وبتاح تكفا و تل ابيب‏).‏

 

وفيما يتعلق بالاختراق الثاني والخاص بالتقدم الكبير الذي حدث في ملف المصالحة الداخلية فقد كشفت مصادر حماس لـ الاهرام أن الموعد المقترح لعقد المؤتمر الوطني الشامل للتنظيمات والفصائل الفلسطينية لمناقشة مشروع المصالحة النهائية الذي تعكف مصر حاليا علي إعداد صيغته النهائية في ضوء ردود جميع الفصائل عليه ـ سيكون يوم‏19‏ أكتوبر الحالي ويستمر ثلاثة أيام يعقبه حفل التوقيع علي إعلان القاهرة للمصالحة لعام‏2009‏ بمشاركة جميع قادة الفصائل الفلسطينية والرئيسين حسني مبارك ومحمود عباس وفي ظل حضور عربي بارز في الحادي والعشرين من يناير‏.‏

 

وقالت المصادر إن الموعد المقترح لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية وانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية سيكون يوم‏25‏ يونيو المقبل‏,‏ ولكنه سيتحدد بشكل نهائي بعد مشاورات بين القاهرة وبقية الفصائل ومنها فتح‏.‏

 

وكشفت مصادر في قيادة حماس لـ الأهرام عن أن الحركة وافقت علي ما تضمنته الورقة المصرية بأن تجري انتخابات المجلس الوطني علي أساس التمثيل النسبي الكامل في الوطن والخارج‏,‏ وأن تتم الانتخابات التشريعية علي أساس النظام المختلط ينسبة‏75%‏ للقوائم و‏25%‏ للدوائر الفردية تحت إشراف عربي ودولي وبنسبة حسم‏2%.‏ والحقيقة أنني عندما التقيت قيادة حماس قي الزيارة الأخيرة للقاهرة عقب المباحثات مع الوزير عمر سليمان كنت أخشي أن تكون موافقتها علي الورقة المصرية جاءت تحت ضغط وهو مايعني أن أي أتفاق يتم التوصل اليه لن يعيش طويلا كما حدث مع اتفاق مكة لعام‏2007,‏ولكنني اكتشفت خلال لقاءاتي مع السيد خالد مشعل والدكتور موسي أبومرزوق والمهندس محمد نصر أنهم كانوا يتصرفون بحرية مطلقة وبراحة كبيرة تدل علي اقتناع تام بأهمية خطوة المصالحة‏,‏ وقبل كل شيء لاحظت تقديرا كبيرا للوساطة المصرية والجنود المجهولين القائمين عليها سواء الوساطة الخاصة بتبادل الأسري او الوساطة الخاصة بالمصالحة الداخلية الفلسطينية‏,‏ اللتان وصلتا بنجاح إلي محطتهما الأخيرة برغم ماتعرضتا له من ضغوط‏.‏

تحليل إخباري بقلم: أشرف أبوالهول