خبر اجتماع أميركي إيراني في جنيف في ظل تأييد فرنسي لمنح إيران يورانيوم مخصب

الساعة 04:48 م|01 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم: وكالات

عقد رئيس الوفد الأميركي المشارك في محادثات جنيف ويليام بيرنز اليوم الخميس لقاء ثنائيا نادرا مع نظيره الإيراني سعيد جليلي على هامش الاجتماعات المنعقدة بين إيران والدول الست الكبرى المعنية بملفها النووي المثير للجدل.

وقال الناطق باسم الخارجية روبرت وود في تصريحات للصحافيين إن "بيرنز التقى مع نظيره الإيراني"، وذلك من دون الإفصاح عن مضمون اللقاء أو النتائج التي أسفر عنها. ووصف مسؤول أميركي آخر شارك في المحادثات ورفض الكشف عن هويته الاجتماع بأنه "نقاش هام" بين بيرنز وجليلي.

وذكر دبلوماسيون غربيون أن الطرفين الأميركي والإيراني ناقشا عدة قضايا خلال استراحة الغداء التي أعقبت الجولة الأولى من المحادثات المطولة التي يعقدها ممثلون عن الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مع نظرائهم الإيرانيين.

ويكتسب اللقاء أهمية ملحوظة بالنظر إلى موضوع النقاش الذي يتركز حول البرنامج النووي الإيراني الذي تشتبه الولايات المتحدة في أنه مخصص لصناعة الأسلحة إلا أن الاجتماعات في حد ذاتها لا تعد الأولى بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين حيث سبق للطرفين أن أجريا اتصالات حول العراق وأفغانستان خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش.

ويأتي اللقاء الأميركي الإيراني في وقت صرح فيه وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير خلال زيارة له إلى موسكو بأن فرنسا أقرب إلى تأييد اقتراح إيراني بالسماح لطهران بالحصول على اليورانيوم المخصب من طرف خارجي لغرض تغذية المفاعل النووي المخصص للأبحاث في طهران.

وقال كوشنير للصحافيين في ختام اجتماع مجلس فرنسا روسيا للأمن في موسكو إن اليورانيوم المخصب سيكون لغرض الاستخدام في مفاعل الأبحاث الإيراني، مشيرا إلى أن بلاده عرضت ردا "أقرب إلى التأييد"، على حد تعبيره.

وكانت مصادر غربية قد توقعت أن تعرض إيران في اجتماعات جنيف أن يقوم طرف ثالث بتخصيب اليورانيوم على المستوى المطلوب لتغذية مفاعلها النووي للأبحاث بدلا من القيام هي نفسها بالعملية.

يذكر أن مسؤولين من الدول الست المعنية بملف إيران النووي قد بدأوا في وقت سابق من اليوم محادثات مع نظرائهم الإيرانيين وذلك بعد أيام على الكشف عن إخفاء إيران لمنشأة نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم زادت من شكوك الغرب في نوايا البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية التي أجرت كذلك تجارب صاروخية متنوعة قبل أيام أثارت استياء الدول الغربية.

وتوقعت مصادر قريبة من الاجتماعات أن يناقش الطرفان خلال المحادثات العروض الغربية المقدمة إلى طهران لحثها على التخلي عن أنشطة تخصيب اليورانيوم بينما تقدم خلالها إيران ردها على هذه العروض وتطرح مقترحاتها المضادة في ظل احتمالات ضئيلة بإمكانية عقد جولة جديدة يوم غد الجمعة في حال اتفاق الطرفين على ذلك.

وعبر مسؤولون أميركيون عن أملهم في أن يؤشر الاجتماع لانطلاق سلسلة من جلسات المفاوضات بين الغرب والجمهورية الإسلامية بغرض "إقناع إيران بالحد من طموحاتها النووية وإعادة توجيه دورها في العالم".

وأكد مسؤول في إدارة أوباما لصحيفة واشنطن بوست أن المحادثات تم تصميمها بحيث تتضمن لقاءات جماعية وثنائية مع الوفد الإيراني مشيرا إلى أن هذا النوع من اللقاءات سيشكل "فرصة لإعادة التركيز على المخاوف الرئيسية لدى الولايات المتحدة والتي سيتم طرحها في اللقاءات الجماعية".

وقال إن "المحادثات لا يمكن لها أن تكون مفتوحة بحيث يكون الحديث بغرض الحديث فقط لاسيما بعد الكشف مؤخرا عن سعي إيران لبناء منشأة نووية ثانية لتخصيب اليورانيوم" مشيرا إلى أن واشنطن بحاجة إلى رؤية "خطوات عملية ونتائج يمكن قياسها وتحرك سريع من جانب الإيرانيين".

وكان الرئيس أوباما قد أكد منذ خوضه الحملة الانتخابية في السباق الرئاسي العام الماضي سعيه للحديث بشكل مباشر إلى إيران ودول أخرى تعتبرها الولايات المتحدة مناوئة لسياساتها إلا أن الطرفين الأميركي والإيراني لم يتفقا حتى الآن على عقد محادثات ثنائية على مستوى مرتفع.

يذكر أن بيرنز كان قد شارك في اجتماع مماثل بين القوى الغربية وإيران في شهر يوليو/تموز من العام الماضي خلال الشهور الأخيرة لإدارة الرئيس السابق جورج بوش إلا أنه لم يكن مسموحا له بمقتضى تعليمات البيت الأبيض آنذاك بالانخراط بشكل كبير مع الإيرانيين.