خبر لا تشكلوا لجنة تحقيق- هآرتس

الساعة 10:12 ص|01 أكتوبر 2009

بقلم: يسرائيل هارئيل

 (المضمون: يجب على اسرائيل ان لا تشكل لجنة للتحقيق في عملية "الرصاص المصهور" حتى لا تنجر وراء حملة الاساءة العالمية ضدها - المصدر).

من المحظور تشكيل لجنة برئاسة اهارون باراك او اية لجنة اخرى. هي ستبدأ كلجنة لتقصي الحقائق وتتحول الى لجنة تحقيق. وايهود باراك وكبار الضباط لن يركزوا على اعداد الجيش للحروب القادمة وانما سيركزون على الدفاع عن شرفهم وبراءتهم. من المحظور علينا ان نخدع انفسنا: الحملة التي تشن على اسرائيل ستتواصل حتى ان قامت لجنة تقصي الحقائق بتنقية اسم الجيش الاسرائيلي والمستوى السياسي. هذا ناهيك عن قيامها بتدنيس اسمهم. اهارون باراك سيرغب كما نعلم بالحفاظ على سمعته الدولية وايانا ان نحفر حفرة لانفسنا.

تحادثت مع بعض الضباط. هم يدركون ان عليهم الى جانب المخاطرة بأرواحهم في ارض المعركة – هذا ثمن هامشي لاولئك الذين يشعرون بأهمية الرسالة والمهمة – عن رحلاتهم ودراستهم في بعض الاقطار العالمية. في المقابل هم يشعرون بالغضب مما يلوح كسلوك تكراري ثابت: الامتثال امام لجنة التحقيق بعد كل معركة.

ان لم تتوقف هذه السخافة اللامنطقية فلن يكون لدينا جيش مقاتل. خصي الجيش هو هدف اعداء اسرائيل كما نعلم من الداخل ومن الخارج ايضا.

يريدون تحويلنا الى دولة مارقة في نظر العالم. والناس يخافون خوفا خياليا من المارقين المجذومين. وهذا الخوف يتمخض عن الكراهية. كما ان دماء المارقين وخصوصا اولئك الذين ينفذون جرائم ضد الانسانية مستباح ومهدور. هذه الخدمة التي تتمثل باعطاء طابع شرعي قانوني رسمي لكوننا شعبا مجرما دائما ضد الانسانية، جاءنا كهدية من احد ابناء شعبنا (اولئك الذين يتفقون معه الا انهم لا يتجرأون على قول الحقيقة يؤكدون مرارا وتكرارا انه "صهيوني").

بروتوكولات حكماء صهيون اتهمتنا بحياكة مؤامرة عالمية شاملة. وها هو قاض يهودي يأتي ويكشف لنا النقاب عن ان الحقيقة اكثر مراراة: ما ان عدنا الى وطننا حتى شرعنا بتنفيذ جرائم اسوأ باضعاف المرات. السيطرة على البنوك ووسائل الاعلام الاعلامية ودق الاسفين والنزاعات بين الشعوب – هذه كانت فقط طرف جبل الجليلد. عندما يستخدم اليهود جيشا يكشفون عن شيطانيتهم الكاملة. هذا سبب اخر من وراء وجوب ازالة الكيان اليهودي المستقل.

وان لم تنجح حملة التشويه والاساءة فهناك خيار اخر ايضا وهو ينتج في بوشهر وقم. وتمهيد الارض لهذا الخيار يستوجب كشف الوجه الحقيقي لليهود. وهذا ما يفعله غولدستون.

المثال على هذا التنديد يأتينا من ما حدث في انكلترا. البريطاني البسيط الذي يقرأ "الايفنغ ستاندرد" يقرأ هناك ان وزير دفاع اسرائيل مطلوب للعدالة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية يقتنع بصورة اكبر – حملة نزع الشرعية لم تبدأ بالامس كما نعلم – بأن كل ما قيل عن الشعب اليهودي لا يماثل ما يرتكبه هذا الشعب فعلا.

مؤامرة تحويلنا الى مجذومين مارقين في نظر العالم تحفر عميقا في وعي أمم كثيرة، بما فيها تلك التي تدعي انها تحمل راية العدالة الطاهرة. الامر المشترك بين كل المجندين ضدنا – دولا وتنظيمات غير حكومية ومؤسسات استثمارية تمول الحملة – هو الرغبة في اضفاء صورة الحيوان الدنس على اسرائيل هذا الحيوان غير القادر على حماية نفسه والذي يسمح باصطياده.

وحينئذ سيبدي قارىء الصحافة في القطار السفلي في لندن او نيويورك وباريس اللامبالاة في احسن الاحوال ازاء عجز حكومته التي لا تخوض الكفاح من اجل منع حصول ايران على الذرة. هذا التسلح موجه كما يقولون له ضد اسرائيل وحدها.