خبر لا مبرر للاحتفال -يديعوت

الساعة 10:09 ص|01 أكتوبر 2009

بقلم: اليكس فيشمان 

لم نرَ شريطا، وها نحن نقدم الاحترام للمصريين، للالمان، والتهاني لحجاي هداس والمديح لحكومة اسرائيل. حماس تنزل دولة بأكملها على ركبتيها، تبتز تحرير 20 سجينة اخرى، وعندنا – تصفيق عاصف.

انتظروا لحظة. لا نرى حتى الان تحرير جلعاد شليت، المشاكل الاساس في المفاوضات لا تزال على حالها، ومع ذلك فاننا نرقص "يحيى الشريط" في ميدان المدينة. قلوبنا مع عائلة شليت. وينبغي بذل الجهود لاعادته. ولكن صفقات محرجة من هذا النوع من الافضل أن تتم بهدوء، دون ضجيج. ناهيك عن أن حماس لا تكن ابدا شركة تأمين. لقد حصلت في الماضي امور مشابهة مع حماس عن خطوات بناء ثقة لم تخرج الى حيز التنفيذ. إذن قبل كل شيء، هيا ننتظر.

اذا ما وصل الى هنا حقا شريط يظهر فيه شليت حي ومعافى، سننفعل وسنفرح مع العائلة. ولكن كأمة، محظور علينا أن ننسى بان هذا الشريط يعظم فقط حقيقة أن المخابرات وباقي محافل الامن لم يتمكنوا من جلب معلومة تسمح بانقاذ جلعاد من الاسر. ثلاث سنوات، 10 كم عن البيت، واحد ليس لديه فكرة عن وضعه، الى أن تصنع حماس الجميل للمبعوث الالماني وتطلق شريطا بثمن مبالغ فيه. لماذا عندما ندير مفاوضات على تلقي جندي واحد مقابل مئات السجناء ينبغي لنا أن ندفع الفائدة مسبقا كي نتلقى اشارة حياة؟ هذا منطق مريض. اعتدنا على أن نكون خرقا مهترئة.

لجنة شمغر التي عينها وزير الدفاع كي تفحص سلوك اسرائيل في المفاوضات المستقبلية (بعد شليت) لتحرير جنود مخطوفين توصلت الى الاستنتاجات. والاستنتاجات لا تنشر لانها محرجة. من شأنها أن تعرض صفقة شليت كاشكالية جدا بل ولعلها تعرقلها جماهيريا. بقدر ما هو معروف تتحدث اللجنة عن مفاوضات مستقبلية بواحد مقابل واحد. ان يختار الطرف الاخر ما يريد أن يتلقاه بالمقابل، ولكن واحد مقابل واحد. يحتمل ألا تتمكن دولة اسرائيل من أن تصمد عند هذا الشرط، ولكن على الاقل تقرر لنفسها سقفا قيميا تبدأ منه المفاوضات في المستقبل وليس مئات المخربين مقابل جندي واحد.

المبعوث الالماني ادخل اسلوبا آخر الى المفاوضات على شليت. فهو في واقع الحال نظف الطاولة من كل عراقيل لا صلة لها مباشرة بالصفقة، مثل رغبة المصريين في ربط الصفقة بمنظومة العلاقات بين حماس وفتح والتسهيلات في المعابر. الالمان يتحدث عن صفقة صافية: سجناء مقابل شليت. كما نجح ايضا في ابقاء المحادثات طي الكتمان، بحيث يكون المشاركون في السر قلائل. وبالفعل، بعد فترة طويلة من الجمود نجح المبعوث الالماني في خلق خطوة تعتبر خطوة نية طيبة: اسرائيل ستحصل على برهان بان شليت حي وستدفع لقاء ذلك بتحرير السجينات. من يريد يمكنه أن يقرأ هذه الخطوة بانها "ثمن الجدية" – الطرفان يأتيان ليقولا: نحن نريد أن نغلق الامر ومستعدون لدفع الثمن. لا مزيد من المناورات.

ولكن في هذه الاثناء بقيت العوائق الاساس على حالها. المداولات التفصيلية حول المخربين المرشحين للابعاد متواصلة. ويمرون هناك عن كل اسم في محاولة لتفصيل "بدلة ابعاد" لكل واحد منهم تكون مقبولة من كل الاطراف. اذا كانت الخطوة الحالية، خطوة بناء ثقة متبادلة، بالفعل تدل على نوايا الطرفين، فلعل صفقة تحرير شليت ستوقع بسرعة أكبر.

وربما لا.