خبر مصدر: جولة جديدة من المباحثات السرية بين حماس وإسرائيل بشأن صفقة التبادل

الساعة 06:47 ص|01 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

سجل يوم امس حدوث اختراق في صفقة تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل يعد الاول من نوعه بعد ان وافقت اسرائيل على اطلاق سراح 20 اسيرة فلسطينية مقابل الحصول على شريط مصور للجندي الاسير غلعاد شليط، في وقت علمت فيه 'القدس العربي' ان تحركات الوسطاء المصريين شهدت مؤخرا نشاطا كبيرا لاتمام الصفقة عقب تدخل الوسيط الالماني.

وعلمت 'القدس العربي' بحسب مصدر مطلع ان جولة جديدة من المباحثات السرية بين حماس واسرائيل برعاية مصرية وحضور الماني ستنطلق خلال ايام، وقالت انها على الاغلب ستتم في القاهرة الاسبوع المقبل، عقب وصول شريط الفيديو لاسرائيل، بهدف بحث التطورات الجديدة على صفقة التبادل.

وتوقع المصدر ان تنجز الصفقة اذا ما تعاطت اسرائيل مع التطورات، ووافقت على مطالب حماس في القريب العاجل.

واعلنت اسرائيل انها ستفرج يوم الجمعة عن 20 اسيرة فلسطينية من عدة مناطق فلسطينية في الضفة وغزة، مقابل تسليمها شريط فيديو يثبت ان الجندي شليط سالم معافى ولا زال على قيد الحياة.ورحبت السلطة الفلسطينية بالصفقة، وقال وزير شؤون الاسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع 'رغم اننا لسنا جزءا من هذه الصفقة، نرحب باطلاق سراح الاسيرات ونعتبر اطلاق سراح اي اسير فلسطيني من سجون الاحتلال بمثابة نجاح'. واكد قراقع ان وزارة شؤون الاسرى بدأت ترتيباتها لاستقبال المعتقلات الجمعة المقبل في الضفة الغربية.

ورحب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي بهذا الاتفاق مؤكدا اهمية اطلاع الجميع على اوضاع الجندي شليط، وحمل في ذات الوقت حركة حماس المسؤولية عن حياته.

واشار نتنياهو الى ان الوسطاء المصريين بادروا الى هذا الاتفاق كـ 'خطوة لبناء الثقة تمهد للمراحل الحاسمة من عملية التفاوض لاستعادة الجندي شليط'.

ورغم الحديث بصيغة التفاؤل بعد هذا الاختراق في الصفقة الذي يعد الاول من نوعه منذ اسر ثلاث فصائل مسلحة للجندي شليط بينها مسلحون من حماس في نهاية حزيران (يونيو) من العام 2006، الا ان مصدرا مسؤولا في ديوان نتنياهو قال ان هذا الامر لا يعني قرب انجاز صفقة التبادل، واكد ان المفاوضات بشأنها 'ستكون طويلة وشاقة'. وفي السياق علمت 'القدس العربي' من مصادر خاصة ان الوسطاء المصريين كثفوا خلال الاسابيع الماضية اتصالاتهم بكلا الطرفين، وعقدوا سلسلة لقاءات سرية بمسؤولين من الفريقين، وذلك عقب دخول وسطاء المان على خط الوساطة.

وبحسب ما توفر من معلومات فان مسؤولين كبارا في جهاز المخابرات المصرية اجروا اتصالات ولقاءات مع مسؤولين كبار من حماس، بينهم مسؤولون في الجهاز العسكري للحركة، حيث سبق وان تحدثت تقارير عن مغادرة احمد الجعبري مسؤول كتائب القسام قطاع غزة الى القاهرة لبحث موضوع صفقة التبادل.

واكدت المصادر لـ'القدس العربي' ان المسؤولين المصريين بحثوا صيغ صفقة التبادل، وموضوع شريط الفيديو واطلاق سراح الاسيرات الفلسطينيات مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، ووفد الحركة الذي زار القاهرة خلال الاسابيع الماضية عدة مرات.

واكد المصدر ان تكثيف جهود الوساطة المصرية برزت عقب دخول الوسيط الالماني الجديد على خط المباحثات، وقال ان المسؤولين في القاهرة يسعون بشكل حثيث الى ان تتم صفقة التبادل في الاجل القريب عن طريقهم.

واكدت المصادر حدوث 'اختراق هام'، في صفقة التبادل، وقالت انه من الممكن ان يبني لعدة اشياء ايجابية خلال المباحثات القادمة.

واكد مسؤول مصري رفيع المستوى انه تم الاتفاق مع اسرائيل للقيام بـ'خطوة انسانية' في ملف تبادل الاسرى، وان الاتفاق جاء في اطار الجهود المصرية المبذولة والمفاوضات الجارية لحل مشكلة الاسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية، ومحاولة بناء مناخ ملائم من الثقة وتحت الرعاية المصرية والمساعي الحميدة للمبعوث الالماني الخاص للشؤون الانسانية تم الاتفاق على خطوة انسانية تقوم اسرائيل بمقتضاها بالافراج عن 20 اسيره فلسطينية معتقلة لديها مع تقديم دليل حول حياة وحالة الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط. واكد المسؤول المصري ان هذه الخطوة من شأنها ان تدعم رغبه كافة الاطراف في مواصلة جهودها لانهاء هذه المشكلة.

واعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس ان الاتفاق تم برعاية مصرية وبجهود من الوسيط الالماني.

وقال ابو عبيدة الناطق باسم 'القسام' في مؤتمر صحافي عقه بمدينة غزة ان من بين الاسيرات 4 ينتمين لحركة حماس، و5 لحركة فتح، و3 للجهاد الاسلامي، واسيرة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اضافة الى 7 اسيرات اخريات مستقلات.

وبين ان 3 منهن يقطن مدينة الخليل، و8 من نابلس، و4 من رام الله، و3 من بيت لحم، واسيرة من جنين، واسيرة وطفلها من غزة.

واشار ابو عبيدة الى ان هذه الخطوة تؤكد ثبات موقف الفصائل الآسرة، وجدد موقف حماس الرافض لتقديم اي تنازلات في صفقة التبادل، مؤكدا ان هذه الصفقة 'مقدمة للصفقة الشاملة'، وقال 'نأمل ان تتم صفقة شاملة لتكتمل بها شروط الفصائل الآسرة'.

وقالت حركة حماس في بيان تلقت 'القدس العربي' نسخة منه ان شمول الاسيرات لمختلف الفصائل الفلسطينية لدرجة ان عدد المفرج عنهم من حركة فتح اكبر من عدد المفرج عنهم من حركة حماس 'يؤكد مصداقية حماس والتزامها الديني والاخلاقي والوطني بانهاء قضية الاسرى كقضية وطنية بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة'.

واكدت حماس انها حريصة على انجاز صفقة التبادل بـ'افضل واسرع ما يمكن'، وقالت 'لهذا فاننا نشير الى ان الاتصالات والمفاوضات بهذا الشأن مستمرة ومتواصلة وبشكل يومي احيانا'، لافتة الى ان ما يؤخر التعجيل في ابرام اتفاق هو 'التعنت وبعض العثرات التي يضعها الاحتلال الصهيوني'. وثمنت الدور المصري ودور الوسيط الالماني الفاعل 'الذي مكن من تحقيق انجاز هذه الخطوة'.

ونشرت مصلحة السجون في اسرائيل اسماء الاسيرات الفلسطينيات، وهن روجينة جنازرة، وريما ابو عيشة، وهبة النتشة، وميمونة جبرين، وجهاد ابو تركي، وبراءة ملكي، وليلى بخاري، وفاطمة الزق، ونيفين دقة، وكفاح بحش، ولينان ابو غلمة، وشرين حسن، وسناء حجاجرة، ومنال سباعنة، وزهور حمدان، وهيام البايض، وناهد دعرة، ونجوى عبد الغني، وصمود خليل.

يشار الى ان حماس تطلب ان تقوم اسرائيل باطلاق سراح 450 اسيرا من ذوي المحكوميات العالية ضمن المرحلة الاولى من الصفقة، على ان تشمل المراحل الاخرى اطلاق سراح النساء والاطفال الاسرى والمرضى، وتماطل اسرائيل كثيرا في الموافقة على بعض الاسماء التي تطالب حماس باخلاء سبيلها، لاتهامها بالمشاركة في شن هجمات اودت بحياة اسرائيليين، وعرضت مؤخرا خروج عدد منهم الى بلدان عربية.