خبر الفرصة الاخيرة- يديعوت

الساعة 09:58 ص|30 سبتمبر 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

 (المضمون: كفى تبجحا. ضربة لايران حتى وان كانت أمريكية ستبقي نزاعا شاملا لا أحد يعرف عقباه لاجيال قادمة لا حصر لها - المصدر).

ثمة اليوم في اسرائيل مواطنات ومواطنون كثيرون يؤمنون ومقتنعون بان الدولة والجيش الاسرائيلي يمكنهما ان "يمزقا وجه" كل عدو ومتصدٍ: سوريا؟ بدفعة واحدة. سوريا وحزب الله؟ بالكاد بدفعة واحدة؟ أما ايران؟ حسنا، حقا صحن مقبلات في وجبة الفطور. هؤلاء الاشخاص ينهضون في الصباح بتوقع لعنتيبة وفي الظهيرة مفاعل "المصادر الاجنبية" في سوريا. اين هم واين نحن؟ من لا يؤمن فقط بعظائم الجيش الاسرائيلي فانه يضم الى ذاته بارىء العالم. جيش الاسرائيلي أيضا وبارىء العالم على حد سواء؟ اوه – اوه، من هم الايرانيون كي يقفوا امام فرق الدبابات ورب الجنود؟

غريب بما فيه الكفاية سماع جموع مثل هؤلاء الناس في الايام التي نحيي فيها 36 سنة على حرب يوم الغفران، الحرب التي كانت تفصلنا فيها خطوة بيننا وبين الهزيمة النكراء وبعدها شهدنا حرب لبنان الاولى – حربين دون أناشيد ومجمعات للصور، وعن وحق.

الناس الذين يؤمنون ولا ريب عندهم في قدراتنا على أن نوجه ضربة ساحقة للايرانيين، ليس لهم فكرة "خضراء" عما يدور الحديث وعما تنطوي عليه حرب كهذه (وهذه جرب!). وهم لا يزالون يعيشون احلام الايام الستة وعنتيبة. كما ان ليس لديهم أي اهتمام بالتفاصيل. في نظرهم، نحن عظماء العالم، رسل الرب على الارض، نحن سننتصر وكفوا عن تشويش أدمغتنا. يعيش نحن.

وماذا اذا كنا نحن غير قادرين على أن ننهي حياة النووي الايراني؟ وماذا اذا كان الامريكيون، الذين يفهمون جيدا الورطة التي ينطوي عليها الهجوم على ايران، سيقولون لنتنياهو وباراك "اجلسا بصمت"؟ وماذا سنفعل عندها؟ الناس الذين يؤمنون بقدراتنا الرائعة سيقولون شيئا مثل "دعكم من الهراء". نحن الاعظم بين الجميع. وبالمناسبة، يوجد للموقع أدناه سؤال: اذا كنا نحن قادرين على الهجوم ونعرف ما يحتويه كل نفق في ايران الهائلة في مساحتها، فكيف بنا لا نزال لا نعرف، بعد أربع سنوات اين يوجد جلعاد شليت، آه؟

عما حصل في الاونة الاخيرة في الموضوع الايراني كان يمكن لشاعر حقيقي ان يكتب قصيدة مثل "انتهت الكلمات". بمعنى، انتهت لنا الكلمات والخطابات، في الامم المتحدة، في كل مكان. اذا لم يدخل العالم الحر في عمل فوري ضد النووي الايراني – ماذا نكتب هنا؟ سيكون سيئا ومريرا؟ مريرة ايضا ستكون، وليس فقط، آخرتنا.

على أيام كتلك التي تمر علينا الان كتبوا في صلوات الايام الفظيعة كلمات "اليوم محمل بالمصائب". نحن غير ملزمين بان نكون عوزي اراد في ديوان رئيس الوزراء كي نصيغ المعادلة: لدى الايرانيين او سيكون لديهم قريبا قنبلة نووية، لدى الايرانيين صواريخ بعيدة المدى، لدى الايرانيين قيادة مجنونة وعلى رأسها رئيس مجنون، الايرانيون جعلونا كريهي نفوسهم، هدفا عسكريا، رؤيا الاخرة لديهم، الايرانيون يرقبون ما يجري في العالم، ولا سيما في الولايات المتحدة ويقولون لانفسهم: من هم وما هم؟ يوجد لاحمدي نجاد الف اغراء للضغط على الزر.

من ناحية اسرائيل ثمة لهجوم عسكري، حتى وان كان امريكيا، على ايران، آثار هائلة، ربما للاجيال. الف رجل اطفاء وسياسي لن يطفىء هذه الشعلة. مثل هذا الهجوم، اذا انطلق على الدرب، سيوفر عمل تحليل لاحفاد أحفاد أحفاد منشه أمير ودافيد مينشري، محللينا المتفوقين للشؤون الايرانية.

انتهت الكلمات. للعالم الحر لم يتبقَ الكثير من الامكانيات. وبالاساس لم يتبقَ الكثير من الوقت. بالعكس: حبات الرمل تنفد في الساعة الرملية. ما يتبقى الان عمله هو وفورا، تشديد، تشديد، تشديد العقوبات وتجنيد كل العالم في سبيلها. هكذا ايضا سيستغرق الامر وقتا طويلا، لسنوات. الى أن انبطحت جنوب افريقيا على الارضية، صمدت لسنوات – وهنا، في الحالة التي أمامنا، يدور الحديث عن النووي، وليس عن الابرتهايد.

لو تشكلت قيادة عالمية ولو انضمت الى العقوبات عشرات الدول، لكان  ربما ممكن عمل شيء ما. هذا هو الزمن لتجنيد العالم – والعالم صامت. حسنا!!!