خبر أوباما لم يختفِ- هآرتس

الساعة 09:57 ص|30 سبتمبر 2009

بقلم: يهودا بن مئير

 (المضمون: ننصح المستوطنين ودوائر اليمين بعدم السرور المبكر ونعي اوباما لان القضية الاستيطانية على جدول الاعمال الامريكي والعالمي - المصدر).

معسكر المستوطنين وانصارهم في اليمين في فرح وسرور: بالنسبة لهم، بنيامين نتنياهو انتصر في مباراة انزال الايدي مع الرئيس براك اوباما الذي اضطر في القمة الثلاثية للتراجع عن مطلبه بالتجميد التام للاستيطان. تجميد المستوطنات كما يعتقد المستوطنون زال عن جدول الاعمال وخطر الضغط الامريكي وفق نهج براك حسين اوباما قد رحل عن العالم.

ها هم يحتفلون فقد تبرهن ان رئيس الولايات المتحدة لا يستطيع مواجهة اسرائيل عندما تقف امامه مرفوعة الهامة مصرة على حقوقها. احد قادة المستوطنين افرط اذ كتب من فوق هذه السطور انه قد اصبح واضحا الان "انه ليس هناك اقتلاع للمستوطنات ولا تقييد لنموها".

حالة النشوة هذه تعبر عن قصر نظر سياسي مذهل. هذا لا ينطوي على اية مفاجأة – اليمين واليسار في اسرائيل يتميزان دائما بقصر النظر السياسي وعدم الاستعداد لرؤية الواقع كما هو. الامر الاكثر اثارة للقلق هو ان امورا بهذه الروحية تخرج ايضا من دوائر مقربة من رئيس الوزراء. نحن نأمل ان يكون رئيس الوزراء نفسه حكيما بدرجة تكفي لحمايته من الوقوع في هذا الوهم الخطير.

        صحيح ان اسرائيل قد حظيت بتفوق تكتيكي. هذا حدث لسببين اثنين: الاول الادارة الذكية للمفاوضات مع الامريكيين مع الاستعداد لاضفاء المرونة على المواقف والتجاوب مع الرئيس اوباما بصورة كبيرة. السبب الثاني طرح مواقف متطرفة لا تقبل المساومة من قبل الفلسطينيين الذين نجحوا كعادتهم في اطلاق النار على رجلهم أو في الواقع على كلتا القدمين.

        رئيس الوزراء لم يصغ لنصيحة بعض وزرائه الذين دعوه لرفض طلب اوباما كليا، وانما تبنى القاعدة الفولاذية التي اتبعها مناحيم بيغن رحمه الله ومفادها انه لا يتوجب قول كلمة لا للامريكيين وانما نعم ولكن. اما الفلسطينيين فلم ينجحوا في الادراك ان دولا جدية خلافا لهم – بما في ذلك الولايات المتحدة – تعرف حكمة الحل الوسط.

ولكن من يظن ان المعركة قد انتهت عند هذه النقطة وان من الممكن نعي اوباما يقع في خطأ فادح. معطيات الوضع السياسي الاساسية لم تتغير بالمرة ومن حيث الجوهر. اعتماد اسرائيل على الولايات المتحدة لم يختف وبالمناسبة هو يزداد يوما بعد يوم. من الجدير ان نتذكر ان الفيتو الامريكي في مجلس الامن هو الذي يقف بيننا وبين الحل ا لقسري الذي يعتبر خطرا حقيقيا لاسرائيل، اليوم كما في الماضي. العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة والتفاهمات الاستراتيجية بين الدولتين هامة اليوم لاسرائيل اكثر من اي وقت مضى.

كما ان الاحاديث عن ضعف مكانة اوباما لا اساس لها على ارض الواقع. اوباما يواجه تحديات كثيرة وصعبة خارجيا وداخليا. وعلى غرار كل رئيس اخر بعد عدة اشهر من دخوله للمنصب تغيب حالة النشوة الاولية التي ترافق انتخابه وتنخفض نسبة التأييد له. ولكنه رئيس الولايات المتحدة لثلاث سنوات قادمة وربما حتى لسبع سنوات – رئيسا انتخب باغلية هامة ويتمتع باغلبية قوية في مجلسي النواب والشيوخ.

قضية المستوطنات واستمرار البناء فيها لم يزل عن جدول الاعمال. اغلبية العالم ادركت ان حق العودة لللاجئين يتناقض بصورة مطلقة مع فكرة الدولتين لشعبين. اغلبية العالم بما فيه اغلبية تركيبة الشعب اليهودي ادركت ايضا ان التجمعات السكانية اليهودية الموزعة على طول وعرض يهودا والسامرة تتناقض هي الاخرى بصورة مطلقة مع حل الدولتين لشعبين – هذا الحل الذي تبناه بنيامين نتنياهو ايضا.