خبر الأسيرة المحررة سهام الحيح: قضيت فترة محكوميتي بالصلاة و طاعة الله

الساعة 07:30 ص|30 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم-الخليل

لم يكن اعتقال "سهام الحيح" الأول، و لكنه كان الأصعب خاصة مع إجراءات الاحتلال القمعية بحق الأسرى و الأسيرات، و مع استهدافها شخصيا بفترة تحقيق و عزل تجاوزت الشهر....

سهام من بلدة صوريف القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، تبلغ من العمر 29 عاما، و كانت قد انهت دراستها الجامعية و تعمل في مكتب لخدمات الطلبة في البلدة، قبل اعتقالها للمرة الثانية في شهر مارس/ آذار الماضي.

تقول:" في يوم  26-3-2009 كنت اقضي يومي في بيت اخي الملاصق لمنزل والدي، طرق الباب ودخل احد الجنود و سأل اي عني، قال لأخي سنسأل سهام  بعض الأسئلة فقط، و عندما رفض اخي استدعائي، دخلت مجندتين بشكل همجي الى المطبخ حيث كنت،  و قاموا بتفتيشي بشكل دقيق و من ثم اعتقالي".

اعتقال جماعي

و بينما كانت سهام في الجيب العسكري تنتظر مصيرها، كان الجنود الاحتلال يقومون باعتقال كل رجال العائلة:" بعد اكثر من شهر اكتشفت انهم اعتقلوا اشقائي الثمانية و ابي يوم اعتقالي، و انهم حطموا كل المنزل".

ولم تكن سهام في اعتقالها بعيدة عن المعاناة التي لقيتها عائلتها:" منذ اليوم الاول لاعتقالي وضت في العزل في قسم السجن الجنائي لمدة شهر كامل، كانوا يمارسون علي ابشع الضغوط اثناء التحقيق وابتزازي بلباسي وخاصة انني ارتدي الجلباب والمار بشل دائم".

تتابع:" كنت لا اعرف الدنيا ليل او نهار لا اضائة ولا تهوية، كنت اقدر مواعيد الصلاه من وجبات الطعام أو العدد ، و صلاه الفجر أأديها في اي وقت اصحو فيه"

كانت سهام في العزل كما تقول، تنام على الحديد بدون اغطية او تدفئة في جو برد قارس، و حين الطعام لا تستطيع الاكل من طعام ملوث و مطبوخ من قبل المحتجزات اليهوديات الجنائيات.

تقول:" اعتقدوا بالبداية انني مضربة عن الطعام، و حقيقة كنت لا استطيع ان أل مما يقدم، ان الامر غاية في القرف و الاذلال، وبعد يومين طلبت ان اشتري من الكانتين، واصبح طعامي في تل الفترة علبه لبن و قطعة خبز".

 

تتابع سهام:" الامر لا يتوقف على الطعام، ففي قسم الجنائيات يدخله الجنود بانتظام دون سابق انظار، لذا كنت ارتدي الخمار والجلباب طوال اليوم ، الى جانب سماع المسبات والشتائم للذات الالهية و التي لا تتورع هؤلاء السجينات عن اطلاقها علنا".

نشاطات للجهاد ...

و خلال التحقيق كما في المرة الاولى، تركز التحقيق حول نشاطات لحركة الجهاد الاسلامي، وبالتحديد عن نشاطات لصالح اسرى من الحركة، و تقديم المساعدة لعائلاتهم و ذويهم ونقل اموال وشيكات لهم.

تقول:" اعتقلت في العام 2005 لمدة عام ونصف، وخلال اعتقالي اتهمت بنفس التهم، و هذه المرة لم يجدوا اي تهمة جديدة، نفس التهم و التفاصيل".

وخلال التحقيق استخدم الاحتلال شقيق سهام "ابراهيم" والذي يبلغ عمر 36 عاما للضغط عليها:" كان ابراهيم في الزنزالة المقابلة لفترة اسبوع و لم اعرف بذلك،و بسبب اصراري على انكار التهم اخبروني أنه بالتحقيق و انه اعترف ان لي علاقة بالتهمة الموجهة الي، الا انني بقيت على انكاري".

هذا الاصرار من سهام على انكارها للتهم الموجهة اليها ساعدها في التخلص من تهمة قد تقضي عقوبتها سنوات، فلم تجد المحكمة سوى الاعتقال الاداري الذي استمر سته اشهر".

إضراب...

وبعد انتهاء التحقيق عادت سهام الى قسم الجنائيات مرة اخرى، حينها طالبت الادارة  بقضاء مدة محكوميتها في اقسام المعتقلات الامنيات " الفلسطينيات" الا ان الادارة رفضت طلبها فلم تجد أمامها سوى إعلان الإضراب.

تقول:" أضربت ليومين و على اثرها نقلت الى قسم الأمنيات، و كانت حياة مختلفة تماما، ففي ذلك القسم اعرف معظم الأسيرات و تربطني بهن علاقة حميمة، الى جانب انني كنت في جو ايماني رائع والحمد لله قضيت فترة محكوميتي بطاعة اللة و القيام والصلاه".

وكانت سهام قد قضت فترة شهر رمضان والعيد في المعتقل أيضا، وافرج عنها في 24 سبتمبر / أيلول الحالي:" ان الحياة مع اخوات فاضلات و محتسبات امرهن لله تعالى أنساني اعتقالي و فراق الاهل، و خاصة في شهر رمضان والعيد و الذي كان جو ايماني رائع داخل القسم".