خبر إسرائيل ترى أنها معنية بإجراء تدريب على إنزال قوات أمريكية لحمايتها من هجوم خارجي

الساعة 06:51 ص|30 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

في إطار الاستمرار في تقويم الإخفاقات الإسرائيلية في حرب لبنان الثانية، والإفادة من هذا التقويم لتحسين الأداء، نشرت في صحيفة داخلية للجيش الإسرائيلي دراسة جديدة حظيت بتقويم عال من رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي.

وتتضمن هذه الدراسة دعوة للجيش كي يتدرب على إنزال قوات أميركية في إسرائيل لحمايتها خلال حرب قاسية قادمة، كما تتضمن تقويما يشير إلى أن أداء حزب الله في الحرب الأخيرة كان أفضل نسبيا من أداء الجيش الإسرائيلي.

والدراسة المذكورة كتبت بقلم الجنرال السابق، والباحث حاليا في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، روبي سندمان.

واعتمد فيها على استطلاع رأي أجراه بين 24 ضابطا كبيرا في الجيش الإسرائيلي ممن درسوا حرب لبنان الأخيرة (2006)، وهم ممن يحملون درجة عقيد فما فوق. واتضح أن غالبيتهم تعطي علامة تفوق لحزب الله في هذه الحرب، حيث أشاروا إلى أن مقاتلي حزب الله تفوقوا على الجيش الإسرائيلي في المجال الاستخباري، وفي التخطيط الاستراتيجي وفي عقيدة الحرب، بينما تفوق الجيش الإسرائيلي من ناحية الوسائل القتالية والتنظيم والأهداف السياسية. وقال سندمان في دراسته إن هذا التقويم من الجنرالات الإسرائيليين يشير إلى توجه مهم في القيادة العسكرية، هو الامتناع عن النظرة العنجهية المتغطرسة. وفي هذا إشارة إلى أنهم ينوون الإفادة حقا من إخفاقات الماضي، بما هو أكبر من الفوائد التي دلت عليها «عملية الرصاص المصكوك» (الحرب العدوانية على لبنان في ديسمبر (كانون الأول) 2008 ويناير (كانون الثاني) من السنة الحالي). ووضع سندمان عدة اقتراحات للجيش الإسرائيلي لمعالجة سيناريوهات لم تكن مطروحة على بساط بحثه، في سبيل تعزيز قوته وضمان تفوقه الحقيقي على «القوى المجتمعة على محاربة إسرائيل في المنطقة». ومن أبرز هذه الاقتراحات:

أولا: احتمال أن تنشب حرب مفاجئة بمشاركة قوى مفاجئة وذات قدرات مفاجئة، كما حصل في حرب أكتوبر (1973). ففي حالة كهذه، ينبغي أن يكون في حسابات إسرائيل أن ترسل الولايات المتحدة قوات من جيشها وتنزلها من الجو في إسرائيل لتنضم إلى المحاربين فيها وتحمي إسرائيل. ويقول إن هناك ضرورة ملحة لمثل هذا التدريب، أولا، لأنه واقعي جدا، حيث إن الولايات المتحدة كانت قد أرسلت أسرابا من طائراتها لتحارب في إطار الجيش الإسرائيلي ضد الهجوم المصري لتحرير سيناء في تلك الحرب. وثانيا، لأن مجرد إجراء مثل هذا التدريب سيشكل قوة ردع مهمة تثير المخاوف لدى أعداء إسرائيل.

ثانيا: يجب على إسرائيل أن تبني قوتها العسكرية على أساس وجود دعم كهذا من الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه على أساس تخلف هذا الدعم وعدم حدوثه: «ففي التاريخ الحربي حصل أن تخلت دول عن حلفائها. صحيح أن الولايات المتحدة لن تتخلى عنا، ولكن طالما هناك شعور كهذا، فيجب الحديث عنه».

ثالثا: التدرب على خطة حربية جديدة ملائمة لتركيبة حزب الله اللبناني وعقليته الحربية. فمن غير المستبعد أن يهاجم حزب الله إسرائيل ببضع مئات من الخلايا المسلحة، كل منها يضم 3 إلى 4 مقاتلين، أحدهم قناص، يحملون المدفع الرشاش وصاروخا مضادا للدروع وأسلحة خفيفة، يقتحمون معا الحدود الإسرائيلية، ويجدون لهم مساعدة من المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48). ففي حالة كهذه، لن ينفع إسرائيل تفوقها الجوي، لأنه يعمل في نطاق محدود، مثل ماكينة تكنولوجية في أمعاء فتاة صغيرة.

وأثارت هذه الدراسة إعجاب رئيس الأركان الإسرائيلي فمنحها جائزة رئيس الأركان للإبداع. وقال أشكنازي إن الجيش الإسرائيلي هو جيش يحرص على مبدأ الانتقاد والانتقاد الذاتي، وتصحيح الأخطاء، والحديث عنها بشكل صريح، «وليس مثل أعدائنا الذين يبحثون الأمور في الخفاء، وقلما يخرجون بانتقاد ذاتي واحد». وأضاف أن النقد الذي تضمنته الدراسة، جاء ليساهم في التعلم من أخطاء الماضي، ووضع الأدوات المناسبة لتحقيق الأهداف المستقبلية.