خبر تفاؤل حذر في القدس.. هآرتس

الساعة 10:22 ص|29 سبتمبر 2009

بقلم: عاموس هرئيل

قبل لحظة من بدء الحوار بين الاسرة الدولية وايران والذي في مركزه مستقبل البرنامج النووي لطهران، تبث القدس تفاؤلا حذرا ومدروسا. مسؤولون اسرائيليون يستعرضون امام الصحف ثناءهم على العقوبات ويشرحون بان عقابا حادا بما فيه الكفاية كفيل بان يشجع الايرانيين على اعادة التفكير، ولا سيما في ضوء المشاكل الداخلية التي يواجهها نظام آيات الله في الاشهر الاخيرة. اما في الاسبوع الماضي فقد أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جملة مكالمات هاتفية في اوساط اعضاء بارزين في الكونغرس وعلى رأسهم رئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي بهدف اقناعهم بتأييد استخدام العقوبات الشالة للفعالية بحق ايران.

هذا تغيير ما في النبرة الاسرائيلية. حتى قبل بضعة اسابيع، كان المسؤولون في القدس يعربون عن شك كبير على حدود التهكم، في مساعي الولايات المتحدة لصرف ايران عن سيرها المتسرع نحو النووي. التفسير الرسمي للتغيير يرتبط بقدر الحزم الذي يبديه الان الرئيس الامريكي براك اوباما ورجاله تجاه طهران الى جانب التنازل الامريكي عن نشر منظومات الصواريخ في شرقي اوروبا، والذي من شأنه أن يساعد على ربط الروس بعربة العقوبات.

ولكن في الخلفية توجد اسباب اخرى ايضا. معقول أن يكون الحوار هو محطة الخروج ما قبل الاخيرة قبل أن يتحقق سيناريو الهجوم العسكري ضد مواقع النووي في ايران. وهو من المتوقع أن يتواصل حتى كانون الاول وبعده من المتوقع بالفعل عقوبات اكثر حدة. اسرائيل، من زاوية نظرها، ينبغي أن تظهر الان لادارة اوباما وللاسرة الدولية بانها لاعب فريق داعم لاستنفاد كل الخطوات. مرحلة اكثر تأخرا، سيكون على ما يبدو مجال للعودة الى التلويح بالتهديد للضغط على طهران ولكن الان لا يزال هو زمن المفاوضات.

ما يجري الان حول ايران، يجب أن نفهمه على خلفية بدء الحوار بعد غد. هذا هو السياق لكشف منشأة تخصيب اليورانيوم الجديدة التي بناها الايرانيون بالسر، للاعلانات المتشددة من جانب اوباما وللاستفزازات الايرانية، عبر المناورة العسكرية واطلاق الصواريخ بعيدة المدى.

التطور الاكثر دراماتيكية يرتبط بالكشف عن المنشأة. في اعقابه، يمكن لوزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ان يقول الان بوضوح ان ايران تسعى الى تحقيق قنبلة نووية، بخلاف حاد مع التقرير المتشكك لاسرة الاستخبارات في الولايات المتحدة في كانون الاول 2007 والذي زعم فيه انه لم يعثر على البراهين على ان ايران تواصل التقدم في القناة العسكرية للنووي منذ 2003. غيتس، كما يذكر، كان يتولى منصب وزير الدفاع في اواخر ادارة بوش ايضا.

المعنى الجسيم للقضية الايرانية يتغلغل في واشنطن، حتى لو كان من الصعب الاستخلاص منه للاستنتاجات حول مسألة كم بعيدا ستسير الادارة. سلاي مريدور، السفير الاسرائيلي السابق في الولايات المتحدة كشف النقاب مؤخرا عن انه في العام 2008، في اثناء السباق نحو الرئاسة، قال المرشح اوباما في حديث في محفل مغلق ان ايران هي تهديد استراتيجي على الولايات المتحدة، وليس فقط على اسرائيل.

الولايات المتحدة بدأت بعرض اوراقها، ليس فقط في الكشف عن المنشأة، التي تدل على نوايا طهران. وتفيد الـ "نيويورك تايمز" بالعقوبات التي تخطط لها الادارة بما فيها وقف الاستثمارات الاجنبية في صناعة النفط والغاز الايرانية وقيود اخرى على البنوك في طهران. ومع ذلك، من الصعب أن نرى كيف سيجند اوباما روسيا، ولا سيما الصين، للجبهة التي ستتضمن عقوبات حقيقية. وحتى لو اقرت العقوبات، فسيبقى يحوم سؤال اكبر: هل دولة تسعى بثبات نحو النووي على مدى 15 سنة ستتخلى عنه بالذات الان، فيما هي قريبة نسبيا من هدفها النهائي؟