خبر أرض اسرائيل: الصلة العميقة بين الشعب وأرضه.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:17 ص|29 سبتمبر 2009

بقلم: أمونة ألون

لا يمكن التوقع من براك اوباما ان يفهم، حتى في عهد الاعياد، ما هو شعب اسرائيل ولماذا من حق ومن واجب شعب اسرائيل ان يدرج في عملية الانبعاث الوطني ايضا استيطانا مكثفا في يهودا والسامرة.

يمكن الافتراض بأنه بات يفهم بأننا لسنا شعبنا عاديا. وانه يعرف عن التاريخ الاستثنائي الذي جلبنا – بطريق غير طريق وخلافا لكل القوانين الواردة لدى كل شعب اخر – حتى هنا. ويمكن ان نفترض ان من جهة ما يدفعه هذا الى التخوف منا قليلا، ومن جهة اخرى بالذات هذا التخوف يدفعه لان يحاول صدنا. ان يحاول ان يفرض علينا القوانين العادية، رغم كل شي. ان يحاول الاثبات لنفسه وللعالم بأن حتى لو كان هؤلاء اليهود نجوا نحو 4000 سنة، والله وحده يعرف كيف فعلوا ذلك وعلى ما يبدو له دور ما ايضا في ذلك، فان امريكا God bless America - قادرة عليهم ايضا.

لعل هذه بشكل عام قصة علاقات الولايات المتحدة مع البؤر الاستيطانية ومع المستوطنات. هذه الرقابة الملازمة للقوة الاعظم في العالم، لكل تلة عندنا وتحت كل شجرة منتعشة، لا تأتي، كي تحدث انعطافة حقيقية في النزاع الشرق اوسطي. وخلافا للهوامش المحروقة قليلا من اليسار الاسرائيلي، فان الادارة الامريكية أذكى من ان تفكر بان البؤر الاستيطانية هي المشكلة غير انه اذا كان اليسار الاسرائيلي يتحرك اساسا بمجرد ارادته الشديدة للانتصار على اليمين في شيء ما وان كان هذا الشيء هام وباهظ بالنسبة لليمين نفسه، فان الدافع الامريكي أعمق من ذلك على ما يبدو.

الامة الامريكية هي الاخيرة، الاخيرة حقا، التي يمكن الشك فيها باللاسامية. وبالتأكيد ليس باللاسامية المعلنة او حتى الواعية. ولكن على المستوى الخفي بعض الشيء، العميق والمختبىء احيانا لدرجة النكران، فان امم العالم (انظروا: الجمعية العمومية للامم المتحدة الاسبوع الماضي) غير قادرة على ان تقبل بوجود اليهود باكتراث وخلافا ليهود اسرائيليين كثيرين الذين يميزون بتفان بين اليهودية والاسرائيلية، فان أمم العالم – حتى وهي تتحدث خلاف ذلك – غير قادرة على ان ترى اسرائيل الا كدولة يهود وان تفسر كل افعالها، سياستها، مجرد وجودها، بذات التعابير التي استخدمها آباؤها واجدادوها لتفسير يهود المنفى قبل قيام الدولة.

امم العالم ليس بالضبط تكرهنا. ولكن دولة اسرائيل، بالضبط مثل اليهود في المنفى الذين سبقوا قيامها، تهدد بمجرد بقائها، بمجرد استقلالها، بمجرد اكتشافها – في نظرهم اكثر مما في نظرنا – كنوع من المعجزة الحديثة التي يحققها الرب ضد كل القوانين.

السؤال، اذن، ليس اذا كان الرئيس اوباما يفهم ما نفعله نحن في يهودا والسامرة او في الشرق الاوسط بشكل عام بل اذا كنا نحن نفهم ذلك بما فيه الكفاية كي نقف حياله. بما فيه الكفاية كي نقف في سبيل أنفسنا، كي نواصل مسيرة انبعاثنا، فيما ان أمم العالم – وعلى رأسها الولايات المتحدة ستساعدنا فيه فقط اذا كنا على ما يكفي من التصميم، على ما يكفي من الاستقلالية عن استعدادهم للاجتهاد في سبيلنا.

السؤال هو اذا كنا نحن قادرين – ولو كل حين وليس بين يوم الغفران وعيد العرش – على النظر الى ساحتنا المحلية في نظرة اكثر اتساعا بقليل، اكثر ابتعادا، ارتفاعا، ونرى ايضا معنى الحالة التي نعيش فيها. من اجل عمل ذلك لا حاجة لان "نتوب" او ان نكون "متدينين" بالمعنى الدارج للكلمة، ولكننا ملزمون بالاعتراف بأن هناك صلة بين العناصر المختلفة بالواقع المتميز – الهاذي بعض الشيء، اذا اردنا الحقيقة – الذي نحتاج جدا، وعن حق، ان نسميه "عادة".

عيد العرش، مثلا. ان نقبل حقيقة ان الحديث لا يدور فقط عن مطرقة نتناولها بسرعة بل احتفاء بالحدث التاريخي لخروج اجدادنا – مؤسسي الشعب الذي زعيمه الحالي هو بنيامين نتنياهو – من مصر الى ارض البؤر الاستيطانية والمستوطنات. ان نفهم بأن الخروج من البيت الى العريش يعبر عن استعدادنا للخروج، كأفراد وكشعب، من بين الجدران الدائمة التي تحمينا ظاهرا على مدى كل ايام السنة ولننفتح نحو امكانيات اخرى قبة السماء وحدها هي حدودها. وان نرى بأننا نفعل هذا الشيء منذ سنوات طويلة جدا بذات الشكل وبذات اللغة، وأن جدران العريش اقوى على ما يبدو من كل الجدران الامريكية. عيد سعيد.