خبر من سجن إلى آخر.. أحلاهما مر

الساعة 10:57 ص|28 سبتمبر 2009

 

من سجن إلى آخر.. أحلاهما مر

فلسطين اليوم – غزة ( تقرير خاص )

عيناها انهمرت بالبكاء عندما خط قلمها اسم أحب وأكبر أبنائها فتحي المعتقل منذ أربعة شهور في سجون الاحتلال الإسرائيلي, والذي لم تعلم عنه أي شئ منذ اعتقاله سوى قبل لحظة من إمساكها الرسالة التي اعتادت أن ترسلها لابنها كل يوم اثنين خلال الاعتصام الذي ينظم بمقر الصليب الأحمر الدولي في غزة لأهالي الأسرى.

 

في هذا الوقت أبلغها موظف الصليب أن ابنها انتقل من سجن عسقلان إلى سجن نفحة, الأمر الذي أثار خوف وقلق الأم على فلذة كبدها من السجن الجديد, إلا أن أمهات الأسرى الآخرين لم يتركوا الأم قليلة الخبرة في السجون في قلقلها إذ تجمعن حولها وأخذن في التخفيف عنها بقولهن:"إن سجن نفحة أفضل من سجن عسقلان" لكن يبدو أن الأمهات هونوا عليها الأمر مع جهلهن بأن تخفيفهن على الأم كان بتهوين سجن عن آخر وإن كان أحلاهما مر.

 

أم الأسير فتحي أبو جريدة ( 19 عاماً )  قالت لمراسلة "فلسطين اليوم" بأن يوم العيد كان يمثل يوم مأساة لدى أسرتها التي أمضت أيام العيد بالبكاء حيث قالت الأم " إن يوم العيد يحلو باجتماع الأحبة ولو غاب أحدهم كيف يمكن أن يكون " .

 

وما يزيد من حسرتها على ابنها هو حرمانه من تقديم امتحان الإكمال في الثانوية العامة حيث اعتقله الاحتلال قبل أن يتم له ذلك , فأم فتحي كان حلمها أن ترى ابنها في الجامعة كباقي الشباب إلا أن الاحتلال حرمها من هذا الحلم .

 

توج فقداني لابني يوم العيد

أم الأسير صدام جابر عاشور ( 27 عاما ) المعتقل منذ ثلاث سنوات من أصل ثلاث عشرة سنة , افتقدت وأسرتها ابنها صدام في شهر رمضان وتوج فقدانها له يوم العيد حيث افتقدت لجلسته حول إخوانه يوم العيد وخروجه معهم لزيارة أهله .

 

أما أم الأسير فايز بربخ (33 عاماً ) فألمها على ابنها يختلف عن باقي الأمهات فهي تفتقده من بين أبنائها وفي نفس الوقت تعجز عن تقديم المساعدة له , إذ أصدر الاحتلال حكما بسجنه لمدة 99 عاماً , قضى منها حتي الآن سبعة عشر عاماً فالحالة المادية لدى أسرتها صعبة جداً فالدخل الشهري لديها لا يكفي لإيقاف أحد المحامين للترافع عن ابنها . 

 

وقبيل لحظات من انتهاء الاعتصام الأسبوعي لاهالى الأسرى قرأ موفق حميد مدير في جمعية حسام للأسرى والمحررين بعض الرسائل التي وصلته من بعض الأسرى , كان من بينها رسالة للأسير محمود السمان القابع في سجن الرملة, الذي وجه خلالها مناشدة إلى وزارة الأسرى للتدخل العاجل لحل قضية أسرى قطاع غزة حيث يعاني أسرى القطاع من مشاكل عدة  من بينها الإهمال الطبي حيث يحتاج العديد من الأسرى إلى إجراء عمليات جراحية وأوضاعهم الصحية داخل السجون تزداد سوءً يوما بعد يوم .

 

أما رسالة الأسير نهاد يوسف فقد طالب فيها أهالي الأسرى في غزة بأن يتصلوا على محطة أمواج ليطمئنوا أبنائهم القابعين خلف سجون الاحتلال على وأضاعهم وذلك لأن أسرى غزة محبطين وقلقين على ذويهم لعدم تمكنهم من سماع أخبارهم .