خبر مساجد القدس تحوّل لكنس ومزارات سياحية ينفخ فيها البوق و مزامير « التلمود »

الساعة 07:42 ص|28 سبتمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

في الطريق إلى مدينة القدس المحتلة، عبر الشارع العابر غربي قرية المدية المهجرة عام 1948م القريبة من مستوطنة "موديعين" ، يقع مصلى الغرباوي ، ذو القباب الواضحة ، لكن يد المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية ، قامت بتغطية المحراب داخل المصلى الإسلامي ، وملأت المكان بكتب التاناخ والشمع ، وحوّلت المصلى إلى كنيس يهودي يحمل اسم " قبر متتياهو".

ولم تكتف المؤسسة الإسرائيلية بذلك بل نصبت قرب المصلى نصباً تذكارية حملت أسماء عشرات الجنود الإسرائيليين الذي شاركوا في جرائم العصابات الصهيوينة خلال النكبة الفلسطينية عام 1948 ، فأصبح مصلى الغرباوي مزاراً لجنود الجيش الإسرائيلي ، يتغنون حوله بأمجاد جرائمهم ، والتي منها قتل الإنسان الفلسطيني ، وهدم القرى الفلسطينية وتشريد ساكنيها وهدم المساجد والمصليات .

من كل الجهات وعبر كل الشوارع والممرات يبدو مسجد النبي صموئيل واضحاً، على أحد جبال القدس الشامخة، مسجد كبير ، مع مئذنة عالية ، محاط بآثار من العهد المملوكي ، مسجد له عدد من الطوابق ، اعتاد أهل البلد الصلاة فيه ، وبعد النكبة لم يبق في المحيط إلاّ بيوتاً قليلة ، ولكن عمر المسجد بالمصلين من القرى المجاورة ، خاصة قرية بيت إكسا ، مع مرور الزمن منع الآذان من على مئذنة المسجد ، وأجبرت المؤسسة الإسرائيلية المؤذن برفع الأذان من عند الساحة الخارجية بسماعة صغيرة وصوت منخفض ، ولم تكتف بذلك بل قام جماعات يهودية بالاستيلاء بالقوة على الطابق السفلي للمسجد ، وحولته إلى كنيس يهودي ، تزداد زيارات اليهود إليه يوماً بعد يوم.

كل هذه الإجراءات التهويدية ، لم تنجح بإبعاد المقدسيين عن المسجد ، فبالرغم من التضييق يتوافد عدد من المصلين يومياً لإقامة الصلاة ، وتقام صلاة جمعة حاشدة في المسجد ، ليظل صوت الله أكبر .. وحي على الصلاة .. حي على الفلاح .. يترد في مسجد النبي صموئيل ، من على جبال القدس الشاهقة .. وإن أغضب هذا الصوت كل المؤسسة الإسرائيلية .

هذا و بقيت بيوت "لفتا العامرة" أو أغلبها ، ولم تهدم بعد النكبة ، بيوتاً فارهة ، على المدخل الغربي للقدس، و في وسطها يقع مسجد القرية ، ليس بعيداً عن العين – عين الماء ، لكن هذه القرية ولقربها من الشارع الرئيسي ولأحياء سكنية إسرائيلية ، أصبحت موقعاً للشذاذ الذين يستعملون البيوت لممارسة الرذيلة وتعاطي المخدرات والمسكرات ، ولم يسلم المسجد من هذه الانتهاكات الصارخة، وعند عين الماء يأتي اليهود للمغطس ، باعتبار أن العين عين مقدسة -بحسب زعمهم وبهتانهم- .

وعند باب الخليل ، ارتفعت مئذنة مسجد القلعة ، ضمن أسوار البلدة القديمة للقدس من الجهة الغربية ، حيث حولت المؤسسة الإسرائيلية المسجد إلى متحف وحولت ساحاته والأبنية الوقفية له إلى مزار سياحي يحكي أساطير هيكلهم المزعوم.

ويصعب في عجلة السرعة في هذا التقرير أن نصف ما يقع في هذا المسجد من أدوات التزوير والتضليل الإسرائيلي ، لكن يبقى المحراب ، والمنبر والمئذنة في مسجد القلعة تحنّ كل يوم إلى المصلين.

وفي حي الشرف بالقدس القديمة ، حيث صودر الحي وهجر أهله المقدسيون وسكنه الأغراب ، و في قلب الحي يقع مسجد الديسي الذي يمنع الاحتلال الإسرائيلي رفع الآذان فيه، ويمنع إقامة الصلوات فيه إلاّ صلوات الظهر والعصر ، في هذه الأوقات يعهد رجل مقدسي ، على الصلاة إماماً بالناس ، ممن يصرّون على أداء صلاتي الظهر والعصر.

وعلى بعد أمتار يقع مسجد عبد الله بن عمر " المسجد العمري الصغير " ، وقد أغلقت المؤسسة الإسرائيلية المسجد ومنعت الصلاة فيه ، وبجانب هذا المسجد يبنى كنيس يهودي على أرض وقف المسجد ، وحول المسجدين ، أقيمت عشرات الكنس اليهودية ، ينفخ فيها البوق ، مزامير التلمود الحقود على القدس والأقصى.